نيامي: يقول حميد quot;لم يقولوا لنا شيئا ونجهل كل شيء عن مصيرناquot; ملخصا بذلك وضع مئات من الجنود الماليين هربوا مثله الى النيجر ويتواجدون بالقرب من نيامي امام انتشار المتمردين الطوارق والاسلاميين المسلحين في شمال مالي، وينتظرون الان معرفة مصيرهم.

ويضيف لفرانس برس quot;كل ما بوسعنا القيام به هو ان نأمل وننام ونمارس الرياضة. ولا نعرف ما يخبىء لنا الغدquot;.

وفي الساقية الواقعة على بعد بضعة كيلومترات جنوب العاصمة النيجيرية يعيش 400 الى 500 جندي مالي معظمهم من الطوارق منذ مطلع الشهر الحالي في خيم نصبت في منطقة عسكرية على ضفاف نهر النيجر.

ويقود الجنود الكولونيل الاجي اغ غامو الذي كان من اركان الجيش المالي في الشمال لكنه فر في نهاية اذار/مارس امام تقدم المتمردين الطوارق في الحركة الوطنية لتحرير الازواد. ومنذ شهرين تخضع المنطقة الشمالية لسيطرة مجموعات مسلحة: الحركة الوطنية لتحرير الازواد وحركة انصار الدين الاسلامية اللتان اعلنتا السبت توحيدهما وكذلك القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.

وكان الضابط المالي تموضع اولا مع رجاله في منطقة تقع غرب النيجر قرب الحدود مع مالي. وقبل الوصول الى نيامي تم نزع اسلحة عناصره بحسب مصدر امني نيجيري.

ويتولى دركيون نيجيريون حراسة المعسكر ويخطو حميد بضع خطوات امام المدخل. ويقول احد رفاقه quot;الوضع ممل هنا. في الصحراء نشعر بحرية، هنا كاننا سجناء نريد الرحيلquot;. ويضيف quot;يجب ان تصدر الاوامر من القيادات العلياquot;.

وعلى مسافة قريبة يتحاور جنود مع بائع البسة.

ومن الخارج نشاهد جنود يجلسون على الارض او يتمددون امام خيمهم، في حين يمارس اخرون الرياضة.

ويقول حميد quot;لم يكن لدينا اي خيار سوى الفرارquot; لان خصومنا تفوقوا علينا بقوة اسلحتهم.

ولا يزال الجندي اغالي يرتدي لباسه العسكري ويتهم هذا الشاب البالغ العشرين من العمر الكابتن امادو هايا سانوغو منفذ انقلاب باماكو في 22 اذار/مارس، بانه مسؤول عن quot;هزيمة ماليquot;.

ويقول quot;لقد افسد كل شيء في ماليquot;. ويضيف quot;في وقت تشيع الفوضى في باماكو يتقدم الاسلاميون في شمال ماليquot;.

ولانقاذ ماء الوجه، يؤكد الجميع انهم مستعدون للعودة الى الجبهة quot;لمحاربة الاسلاميينquot;.

ولحميد خطة خاصة به ويقول quot;بمساعدة المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا اذا فتحنا جبهة انطلاقا من باماكو واخرى من الجزائر وثالثة من النيجر يمكننا استعادة الشمال بدعم جوي مكثفquot;.

والنيجر التي كانت تواجه المتمردين الطوارق لم تعلن عن موقفها من وجود هؤلاء الجنود على اراضيها.

والجمعة رفض كولونيل مالي السماح لممثلي الاتحاد النيجيري للمنظمات التي تعنى الدفاع عن حقوق الانسان والديموقراطية بدخول المعسكر الذي اتوا لزيارته، رغم موافقة نيامي على ذلك.

وقال الضابط quot;لسنا لاجئين اننا عسكريون ماليون!quot;.

ويقول كاني عبدالله منسق الاتحاد النيجيري للمنظمات التي تعنى الدفاع عن حقوق الانسان والديموقراطية quot;آن الاوان لتوضح الحكومة النيجيرية وضع هؤلاء العسكريينquot;. وصرح لفرانس برس quot;هذا الوجود يقلقناquot;.

وفي نهاية اذار/مارس اعلن الكولونيل اغ غامو التحاقه بالحركة الوطنية لتحرير الازواد. وبعد ذلك اعلن ان ما قاله كان quot;حيلةquot; للافلات من العدو. واستقبلته هذا الاسبوع السلطات الجزائرية التي تثير الازمة في مالي قلقها.