أسامة مهدي: أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن السلطات بدأت توفير الحماية لنواب تلقوا تهديدات بالقتل لرفضهم التوقيع على طلب سحب الثقة من الحكومة، وانتقد إدارة رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي لجلسات المجلس، التي قال إنها ضعيفة، وتسببت في تعطيل القوانين التي تصب في مصلحة المواطن.

وقال المالكي quot;إن ما حصل من مؤامرات تستهدف العملية السياسية والتجربة الديمقراطية سيمنى بالفشل، ولن يتحقق مبتغى الذين يريدون تعطيل العملية السياسية، وإن المواقف التي عبّر عنها أبناء العراق بمختلف شرائحهم في تشكيل تيار وطني لمواجة الأزمات التي تتعرّض لها البلاد هي محل فخرنا واعتزازناquot;.

وأضاف خلال اجتماعه في بغداد اليوم بوفد من وجهاء وشيوخ محافظة صلاح الدين الغربية quot;ان الضغط يزداد كلما بدأت الحكومة تتجه بشكل صحيح لبناء الدولة، وكلما تقدمنا خطوة واجهتنا تحديات جديدة، لم يكن العامل الخارجي بعيدًا عنها أبدًا، فالعراق القوي غير مرغوب، ولا مرحّب به، ويراد لجسد العراق أن تنخره الطائفية البغيضةquot;.

وأشار إلى أن quot;ما تحقق من إنجازات على صعيد الاستقرار الأمني والقضاء على الإرهاب وفتح فرص الاستثمار لم يرق للبعض ممن يحاولون التمدد على حساب العراق، ويعملون على أن لا يستعيد العراق دوره، بدفع من أطراف، فتحت لهم الأبواب، وفرشت لهم السجاد الأحمرquot;.

واكد المالكي قائلا quot;كنا نتوقع من مفهوم الشراكة ان يكون داعمًا للدولة ومكملاً لها، لكننا وجدناه مكبلاً لإرادتها، مشيرًا إلى أن ما يثار من ضجة واتهامات بالتفرد والدكتاتورية لا أساس لها من الصحة، فالدستور واضح في رسم العلاقة بين مكونات الكتل السياسية الممثلة في مجلس الوزراءquot;.
وتساءل quot;لماذا تعقد جلسات مجلس الوزراء من دون صخب ولا مهاترات، في حين تشهد جلسات مجلس النواب الكثير من الحالات المعطلة، ليس ذلك بسبب ضعف ادارة المجلس، هذا الضعف الذي يتسبب بتعطيل القوانين التي تصب في مصلحة المواطن، وينعكس سلبًا على اداء الحكومةquot; في اشارة الى اداء رئيس المجلس اسامة النجيفي القيادي في الكتلة العراقية.

وقال إن إجبار النواب على التوقيع على سحب الثقة من الحكومة وتهديدهم يعد تجاوزًا على الدستور والعملية السياسية والديمقراطية، quot;وقد تلقينا اتصالات من نواب طالبونا بتشديد الاجراءات الأمنية لتوفير الحماية اللازمة لهمquot;. ودعا الجميع الى نبذ الخلافات والجلوس من أجل الحوار بكل شفافية وجدية، وفتح كل الملفات والاحتكام للدستور، وأن يكون حب الوطن هو الهدف والجامع المشترك.

تأتي انتقادات المالكي هذه في خضم أزمة سياسية تعصف بالبلاد، حيث يسعى خصومه في القائمة العراقية والتحالف الكردستاني والتيار الصدري الى سحب الثقة منه، مؤكدين انهم جمعوا توقيعات 172 نائبًا، يطالبون بهذا الاجراء، الذي يتطلب اصوات 164 نائبا فقط من مجموع اعضاء مجلس النواب البالغ 325 نائبا.