واشنطن:وصل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي توشك بلاده على الخروج من حوالى تسعة اعوام من الوجود العسكري الاميركي، الاحد الى واشنطن لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.
وهذه الزيارة التي تستمر يومين ويلتقي خلالها الرئيس الاميركي باراك اوباما، تاتي قبل اقل من ثلاثة اسابيع على نهاية انسحاب القوات الاميركية وبعد حوالى تسع سنوات على اجتياح العراق الذي تم من دون موافقة الامم المتحدة بهدف الاطاحة بصدام حسين الذي اعدم نهاية العام 2006.

وقال علي الموسوي المستشار الاعلامي للمالكي في تصريحات لفرانس برس quot;انها المرة الاولى التي ياتي فيها (المالكي) بصفته زعيم بلد تخلص من القوات الاجنبية وبات عليه الاعتماد فقط على نفسهquot;.
واضاف quot;سنتحدث في كل جوانب التعاون (...) وسنفتح صفحة جديدة في العلاقات بين بغداد وواشنطن التي طغت عليها حتى اليوم المسائل العسكريةquot;.

ويرافق المالكي في هذه الزيارة الثالثة له الى الولايات المتحدة منذ وصوله الى الحكم في ايار/مايو 2006، وزير الخارجية هوشيار زيباري ووزراء الدفاع بالوكالة سعدون الدليمي والتجارة حسن بابكر خير الله والنقل هادي العامري اضافة الى مستشار الامن القومي فالح الفياض ورئيس اللجنة الوطنية للاستثمار سامي العراجي.
وتشمل لقاءات رئيس الوزراء العراقي اضافة الى اوباما، نائب الرئيس الاميركي جو بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون واعضاء في الكونغرس لاجراء محادثات تتناول شؤون الامن والطاقة والتعليم والقضاء.

واوضح المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان quot;اوباما والمالكي سيتحدثان في شان انسحاب القوات الاميركية من العراق وجهودنا لفتح صفحة جديدة في الشراكة الاستراتيجية الواسعة بين الولايات المتحدة والعراقquot;.
واضاف quot;بما اننا نضع حدا للحرب الاميركية في العراق، سيقوم الرئيس ببادرة تكريمية لتضحيات وانجازات اولئك الذين خدموا في العراق وللشعب العراقي، ما سمح بالوصول الى هذه اللحظة المبشرة بصداقة دائمة بين البلدينquot;.

والعلاقات بين واشنطن وبغداد ستبقى وثيقة في ظل استمرار وجود 16 الف موظف في السفارة الاميركية في بغداد. وكان بايدن اشار خلال زيارة الى العراق مطلع كانون الاول/ديسمبر quot;الشراكة باتت طبيعية اكثر بين دول سيدة تسعى الى مستقبل مشتركquot;.
ولا يزال 6 الاف عسكري وموظف في وزارة الدفاع الاميركية موجودين حاليا في اربع قواعد في العراق مقابل 170 الف جندي و505 قواعد عامي 2007 و2008.

ومن المقرر ان يسلم الجيش الاميركي المسؤولية الامنية قبل 31 كانون الاول/ديسمبر لقوات الامن العراقية البالغ عديدها حوالى 900 الف عنصر عليهم مواجهة تحديات داخلية وايضا الدفاع عن الحدود والمجال الجوي والمياه الاقليمية للعراق.
وستبقي الولايات المتحدة مع ذلك 157 عسكريا و763 متعاقدا مدنيا على ارض العراق سيدربون القوات العراقية برعاية السفارة الاميركية.