أوباما بزي إسلامي في كينيا

ربما كان مدهشًا نوعًا ما أن نسبة الأميركيين الذين يؤمنون بالخالق كما ورد في الإنجيل تقل عن 50 في المئة. لكن مفاهيم أخرى تظل محيّرة وهي أن ثلاثة أرباعهم يؤمنون بوجود عالم عصي الفهم على الإنسان. وعلى هذا الطريق فإن قطاعًا لا يستهان به يعتقد أن الرئيس أوباما مسلم.


لندن: يؤمن ما يقل قليلاً عن نصف الأميركيين حرفيًا بما ورد في الإنجيل من أن الرب خلق الكون في يوم واحد قبل حوالي 10 آلاف عام.

هذا هو ما أظهره استطلاع للرأي في الولايات المتحدة عن مسألة الخلق الإلهي مقابل نظرية تشارلز داروين عن النشوء والتطور. فقد قال 46 في المئة إن الرب هو الذي خلق آدم وحواء أبوين للبشر، مقابل 15 في المئة قالوا إن الإنسان نتاج للعملية الطويلة التي يشرحها داروين في مؤلفه laquo;أصل الأنواعraquo;.

واتضح أن النظرة الأميركية لهاتين المسألتين الفلسفيتين ظلت راسخة ومن دون تغيير درامي على مدى السنوات الثلاثين الماضية. ووفقًا لنتائج الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة laquo;غالوب بولraquo;، فإن عدد الذين يرجعون ظهور الإنسان الى النشوء والتطور يقل في الواقع عن عدد اولئك الذين يعتقدون أن الرئيس باراك اوباما يتظاهر بالمسيحية بينما هو في الواقع يدين بالإسلام. وفي هذا الإطار، فإن 16 في المئة من المؤمنين بخالق للكون و15 في المئة من القائلين بنظرية النشوء والتطور على السواء يتفقون في الرأي القائل إن اوباما مسلم.

النشوء والتطور تبعًا لداروين

وأظهر مسح فرعي أجرته المؤسسة نفسها وجود الإيمان بعالم ما وراء الطبيعة والسحر ومن يمارسونه ووجود من كن يصنّفن ساحرات في عالم القرون الوسطى. وقال 21 في المئة إنهم يؤمنون بالسحرة. لكن المفاجأة في بلاد تتصدر مسيرة الإنسان العلمية هي أن ثلاثة أرباع الناس يقولون إنهم يؤمنون بوجود نشاط وكائنات ما وراء الطبيعة في عالم خفي لا يخضع للتفسيرات العلمية المتوفرة لدى الإنسان.

وأعرب 32 في المئة عن ايمانهم بما يسمى laquo;التصميم الذكيraquo; وهو المفهوم القائل - في أبسط معانيه - إن خالقًا للكون هو الذي تولى تطوّر الذكاء لدى الإنسان. وعمومًا، فإن 78 في المئة يقولون إن إلهًا ما أدى دورًا في تطوّر الجنس البشري.

والواقع أن عدد الأميركيين الذين يؤمنون بخلق الكون على يد إله شهد ارتفاعًا منذ أن بدأت مؤسسة laquo;غالوبraquo; إجراء هذا النوع من استطلاعات الرأي في 1982. فوقتها كان 44 في المئة منهم يقولون إن الرب هو الذي خلق كل شيء في يوم واحد، وكان 82 في المئة يقولون إنه أدى دورًا ما.

ووفقًا للاستطلاع، الذي تداولت نتائجه الصحافة البريطانية، فبينما يظل عدد أتباع الحزب الجمهوري laquo;المؤمنينraquo; أكبر منه وسط أتباع الحزب الديمقراطي، فيبدو عمومًا أن مسألة الخلق هذه لا تتقفّى أثر الولاء السياسي. ويتضح بجلاء أن أتباع الحزبين يؤلفون عددًا من المؤمنين بخالق على ذلك النهج أكبر من عدد المؤمنين بنظرية النشوء والتطور أو بنظرية التصميم الذكي.

laquo;خلق آدمraquo; بريشة مايكل أنجلو

وعلى سبيل المثال، فإن 58 في المئة من الجمهوريين و41 في المئة من الديمقراطيين و39 في المئة من المستقلين يقولون إن الرب هو الذي خلق الإنسان. وفي المقابل - داخل هذه الفرق نفسها - فإن 19 في المئة من كل من الديمقراطيين والمستقلين و5 في المئة من الجمهوريين يرفضون فكرة الخلق الإلهي ويقولون إنهم يؤمنون بنظرية النشوء والتطور.