عناصر من الجيش السوري الحر في كفرنبل

يرى محللون أن سوريا تواجه مخاطر الإنزلاق إلى حرب أهلية دموية طويلة الأمد مع بقاء خطة أنان للخروج من الأزمة حبرًا على ورق واستمرار الانقسام الشديد في صفوف المعارضة والمقاومة القوية التي يبديها النظام.


واشنطن: فيما تسعى القوى الدولية جاهدة للتوصل الى حلّ للنزاع في سوريا يرى خبراء أنه يجب إيجاد وسيلة لقلب موازين القوى لصالح المعارضة التي تخوض حركة احتجاجية منذ 15 شهرا للإطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد.

وقال سلمان الشيخ مدير مركز بروكينغز الدوحة لوكالة الأنباء الفرنسية إن quot;النظام يبذل اقصى جهوده حاليا لخلق مناخ حرب أهلية، هذا امر واضحquot;.

واضاف quot;كلّما استمر الوضع على ما هو، اعتقد ان سوريا ستواجه المزيد من المشاكل الطائفية مما كانت تواجهه في السابقquot;. وقال quot;اعتقد ان البلاد ستشهد فصولا دموية بشكل متزايد لان الدبلوماسية لم تتمكن من ضبط الوضع على الارضquot;.

والتقت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في وقت متأخر الاربعاء مسؤولين كبارًا من 15 دولة أخرى لبحث كيفية وقف العنف في سوريا والإطاحة بالاسد.

وتأتي المحادثات فيما لم يتم الالتزام بخطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان وأحد أبرز بنودها هو وقف إطلاق النار، لكن اعمال العنف مستمرة كما حصل في الحولة بوسط سوريا الشهر الماضي حيث وقعت مجزرة راح ضحيتها 108 مدنيين معظمهم نساء واطفال، كما وقعت مجزرة الاربعاء القبير في محافظة حماة راح ضحيتها 87 مدنيا.

وقال اليوت ابرامز مسؤول الدراسات الشرق اوسطية في مجلس العلاقات الخارجية لوكالة فرانس برس quot;نخدع أنفسنا اذا اعتقدنا ان خطة السلام هذه تحمل السلامquot;. وحمّل سكان في الحولة مسؤولية المجزرة لسكان من قرى علوية مجاورة.

وهناك مخاوف متزايدة ايضا من أن يتحول النزاع، الذي اوقع حوالى 13500 قتيل بحسب حصيلة المرصد السوري لحقوق الانسان، الى حرب بالوكالة بين الغرب وحلفائه العرب من جهة، وروسيا والصين وايران من جهة اخرى.

وقال الشيخ quot;حصلت خصخصة للنزاعquot; ما يعني أن quot;مجموعات مختلفة من الخارج قامت بدعم مجموعات في الداخل ... وهنا يكمن الخطر الكبير الانquot;. ورغم ان واشنطن كانت واضحة حتى الان بأنها تقدم معدات غير قتالية لمجموعات المعارضة مثل تجهيزات الاتصالات، هناك دعوات متزايدة لتدخل أميركي أكبر.

ودعا بعض الجمهوريين الولايات المتحدة الى تسليح المعارضين لكن واشنطن غير راغبة في الدخول في نزاع آخر في الشرق الاوسط بعد حرب العراق والتدخل في أفغانستان. وقال ابرامز quot;هناك فراغ في القيادةquot; مشيرا الى أن تدخلا اميركيا اكبر في سوريا هو من المصالح الوطنية الاستراتيجية لان انهيار نظام الاسد سيشكل ضربة لايران.

واعتبر مساعد وزير الخارجية السابق جيمس روبن في مجلة السياسة الخارجية أن quot;انهيار نظام الأسد سيقطع هذا التحالف الخطيرquot; مضيفا أن واشنطن يجب أن تساعد حلفاء اقليميين على تنظيم وتدريب قوات المعارضة السورية.

وقال روبن إن تقديم دعم جوي من تحالف يمكن أن يساهم ايضا في دعم المعارضين ويبقي في الوقت نفسه الولايات المتحدة بعيدة عن الارض. وجزء من الصعوبات التي تواجهها واشنطن والمجموعة الدولية هو انقسام المعارضة مع quot;الجيش السوري الحرquot; الذي يقاتل على الارض والمجلس الوطني السوري الذي يحاول سد الفراغ السياسي.

ومع استمرار النزاع نشأت مجموعات مسلحة في بلدات ومدن حيث قال أحد الخبراء إنه قد يكون هناك 50 الى 60 مجموعة مختلفة. وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية مارك تونر للصحافيين quot;كنا واضحين جدا، نريد بدء حوار سياسي في اقرب وقت ممكنquot;.

واضاف ان الاسد لا يمكن ان يكون جزءا من المحادثات quot;لكن التركيبة الدقيقة ومن يتحاور مع من بالطبع هذا امر يجب ان يوضحه الشعب السوري بنفسهquot;.

وقال جوشوا لانديس مدير مركز دراسات الشرق الاوسط في جامعة اوكلاهوما لوكالة فرانس برس ان quot;واشنطن بحاجة لمحاورينquot; مشيرا الى ان الولايات المتحدة لا تريد ان تصل الى مرحلة تجد نفسها فيها تدعم المجموعة الخطأ.

واضاف أن واشنطن كان تعمل اساسا على إشراك اطراف اقليمية لكي تمدّ المعارضة بالسلاح حتى quot;اذا انفجرت قنبلة بسيارة في دمشق، لن يكون عليها علامة صنع في اميركاquot;. وقال quot;الجميع في واشنطن يريد تغييرا للنظام لكن بثمن زهيد، يريدون ذلك بدون إنفاق اية اموال او نشر قوات اميركية على الارض. يريدون ليبيا اخرى، والمشكلة هي ان سوريا ليست ليبياquot;.

وهناك وسيلة ممكنة للمضي قدما في الحل تدعمها روسيا وهي خطة تستند الى النموذج اليمني حيث تقوم الاوساط المقربة من الاسد بالمساهمة في قيادة عملية انتقالية. لكن ذلك يتطلب معارضة متحدة جاهزة لكي تخوض quot;ما سيكون فعليا مفاوضات مع الحكومةquot; كما قال الشيخ. واضاف quot;ذلك يصبح اكثر صعوبة مع تصاعد العنف ميدانياquot;.