ستروس - كان هام أيضا بغرام سيدة فرنسا الأولى

رغم أن نيكولا ساركوزي ودومينيك ستروس - كان يقفان على طرفي نقيض سياسي لأن الأول رمز لليمين الرئيس والثاني لليسار الرئيس، فإن كتابا جديدا يكشف أن الأول، كوزير للداخلية وقتها، اتخذ موقفا وإجراءات غير عادية من أجل حماية غريمه من لهب مغامراته الجنسية المدمرة.


لندن: وفقا لكتاب فرنسي جديد تداولت محتوياته الصحافة البريطانية فقد عوى نيكولا ساركوزي بالضحك لدى علمه - وهو وزير للداخلية - بأن دومينيك ستروس - كان تورط في فضيحة جنس جماعي مع مومسات، لكنه ألزم مساعديه قسم الصمت على الأمر. ولم يكتف بهذه اللفتة، بل مضى ليمهّد طريق خصمه السياسي الاشتراكي الى منصب رئيس صندوق النقد الدولي.

الكتاب بعنوان Les Strauss-Kahn laquo;عائلة ستروس - كانraquo; وألّفه الصحافيان في جريدة laquo;لوموندraquo; رافائيل باكيه مع آريان شومان. وتناولا فيه باستفاضة تفاصيل جديدة تتعلق بمدى علاقة الرئيس الفرنسي السابق بستروس - كان، وإحاطته علما بمغامراته وشطحاته الجنسية، وقراره حماية سمعته رغم كل شيء.

في أواخر 2006، قبل أشهر قليلة من توليه الرئاسة، كان ساركوزي يشغل منصبه الأسبق وزيرا للداخلية. ووقتها كشف له رئيس الأمن العام في باريس، ألان غاردير، تفاصيل حادثة وقعت في غابة (متنزه) بولونيا، غرب العاصمة، التي اشتهرت بأنها laquo;أكبر وكر عام للدعارة في العالمraquo;.
وقتها كشف غاردير لساركوزي أن رجال الشرطة أوقفوا مجموعة من الأشخاص في حفلة جنس جماعي داخل عدد من السيارات الموقفة في الغابة ومن بينهم ستروس - كان. وتبعا للكتاب فقد انفجر ساركوزي بهستيريا من ضحك كان واضحا أنه يغالب نفسه للسيطرة عليه.

وكان لهذه الواقعة، في حال خروجها الى العلن، أن تدمّر فرص ستروس - كان في الحصول على منصب رئيس صندوق النقد الدولي الذي كان وقتها قاب قوسين أو أدنى منه. فاستدعى ساركوزي الى مكتبه كلا من سكرتيره ورئيس الأمن القومي ومدير قوات الشرطة وألزمهم قسم الصمت حيال الأمر برمته.

ولاحقا، عندما صار جليا أن ستروس - كان، هو مرشح الاشتراكيين الأفضل لمنازلة ساركوزي في انتخابات الرئاسة الأخيرة، استقبل هذا الخير النبأ بلا كثير اكتراث، وفقا للكتاب، وقال لمعاونيه: laquo;لا اعتقد ذلك. وأنتم أيضا تعلمون أنه لن يرشح نفسه ضد أي شخص لأنه منغمس في حياة التحرر الكامل التي يعيشهاraquo;.

وكان هذا التنبؤ صحيحا لأن ستروس - كان اضطر للاستقالة من رئاسة صندوق النقد إثر ملاحقته قضائيا بتهمة الاعتداء الجنسي على خادمة فندق في نيويورك. ومع أنه بُرّئ من التهمة لأسباب قانونية فنية، فقد كان هذا كافيا للقضاء ليس على محاولته الوصول الى المنصب الأعلى باعتباره laquo;نجم الاشتراكيين الساطعraquo; وحسب، وإنما على طموحاته السياسية ككل أيضا.

ووفقا للكتاب فقد أُطلع وزير الداخلية ساركوزي على أن ستروس - كان لا يبذل حتى المجهود الأدنى لالتزام جانب الحذر وهو يرتاد منتديين باريسيين للجنس. وعلى سبيل المثال فقد كان يوقف سيارته أمام المدخل ويسير الى الباب وكأنه يقصد متجرا عاديا ما، بدلا من محاولته دخولهما بشكل خفي. ولهذا يخلص الكاتبان الى أنه laquo;محب حقيقي للأجواء المحفوفة بالمغامرة والمواقف الخطيرةraquo;.

ساركوزي وستروس - كان... لا تخف، سّرك في بئر!

ويقول الكاتبان أيضا إن ساركوزي لن ينسى مناظرة بينه وبين ستروس - كان قبل انتخابات الرئاسة الفرنسية في 1995 (بين جاك شيراك وليونيل جوسبان). فقد ظل ستروس - كان laquo;يأكل سكريترة ساركوزي الصحافية بعينيهraquo;. وفي ما بعد راح يلاحقها بالرسائل laquo;الفاضحةraquo; التي كانت مصدرا عظيما للفكاهة والضحك لسائر العاملين في مكتب ساركوزي.

ويمضي الكتاب ايضا ليلقي بالضوء على أن حبه الجارف للنساء والجنس قاده، عندما كان نائبا برلمانيا، لتجريب حظوظه مع صحافية laquo;باري ماتشraquo; فاليري تريفيلر، شريكة الرئيس فرانسوا هولاند وسيدة فرنسا الأولى الآن. وذات مرة سألها وسط عدد من الحضور: laquo;كيف حال أجمل الصحافيات في باريسraquo;؟ فردت عليه قائلة: laquo;تقصد آن - سانكلير، أليس كذلكraquo;؟ وكانت تشير بذلك الى زوجته.