الفاتيكان:يضعف التوتر بين الكرادلة الايطاليين الذي كشفته قضية تسريب وثائق من الفاتيكان، قدرتهم على فرض خيارهم وانتخاب ايطالي خلفا للبابا بنديكتوس السادس عشر في حال عقد مجمع انتخابي، كما يقول المراقبون في الكرسي الرسولي.

ففي الخامسة والثمانين من عمره، ما زال بنديكتوس الخامس عشر يمارس كامل مهماته كما تكشف الوثائق المسربة التي تثبت ان البابا العجوز يتدخل في الملفات الحساسة. لذلك يبدو بعيدا عقد مجمع انتخابي في حال استقالة البابا او وفاته، لكن ذلك لا يمنع الطامحين الى السدة البابوية من طرح الموضوع.

وفيما يشكل الايطاليون ربع هيئة ناخبي البابا، تبدو غير واضحة فرضية امكان انتخاب ايطالي من جديد على راس الكنيسة الكاثوليكية، بعد الحبريتين البولندية والالمانية، على رغم العلاقات بين روما والفاتيكان.

واوحت المعلومات، سواء كانت صحيحة او مغلوطة، في الاسابيع الاخيرة حول فضيحة تسريب الوثائق صورة فاتيكان يسيطر عليه ايطاليون منهمكون بطموحاتهم اكثر من اهتمامهم بالمصلحة العليا لكنيسة يبلغ عدد المنتمين اليها 1,2 مليار نسمة.

قضية الوثائق المسربة تثير المزيد من ردود الفعل

واكد الخبير في الشؤون الفاتيكانية ماركو بوليتي في صحيفة quot;ايل فاتو كوتيديانوquot; ان quot;اسطورة اليد السعيدة لكرادلة ايطاليين في ادارة الفاتيكان والكنيسة الكونية تتهاوى. فالتأثير غير المتوقع للفضيحة الجديدة قد اغضب وأربك احبار القارات الخمسquot;.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال الخبير في الشؤون الفاتيكانية ساندرو ماجيستر quot;لم تتمتع الادارة الفاتيكانية بصورة زاهيةquot;، ومن الهند الى اميركا اللاتينية، quot;يعتبرونها مركزا للسلطة يتسبب بمشاكل اكثر مما يقدم المساعدةquot;.

اما الايطاليون، quot;فهم ليسوا اصدقاء في ما بينهم، ولا يقنع اي مرشح الاخرين، ولم يشكلوا كتلة موحدةquot;.

حتى ان نجم ابرز المرشحين الايطاليين للسدة البابوية، الكاردينال ميلانو انجيلو سكولا (70 عاما)، المقرب من بنديكتوس السادس عشر، يأفل. quot;فقد لحقت به اضرار جانبيةquot; جراء الخلافات بين نظرائه الايطاليين، التي كشفها كتاب quot;قداستهquot; لجيانلويدجي نوتسي، كما قال ساندرو ماجيستر.

ويشتهر هذا الكاردينال اللامع بحيويته ومبادراته على صعيد الحوار الدولي، فضلا عن الاحترام الذي يكنه له ابناء رعيته بصفته راعيا يتصف بالاعتدال. لكن ابتعاده اخيرا من حركة quot;شركة وتحريرquot; الكاثوليكية القوية التي ساهم في تأسيسها، والتي تتعرض للانتقاد بسبب نفوذها الكبير في السياسة الايطالية، يجعله غير جدير بالثقة، كما يقول هذا الخبير في الشؤون الفاتيكانية.

من هنا، تتحول الانظار نحو مرشحين في الخارج.

وغالبا ما يطرح اسم الكاردينال الكندي مارك اوليه (68 عاما)، المقرب ايضا من بنديكتوس السادس عشر، والذي يترأس مؤتمر الاساقفة. وتتوافر لهذا الكاردينال الذي يتقن بضع لغات، ويجمع الحداثة الى المحافظة، والخبير في الشؤون اللاهوتية والراعوية، ميزة انه معروف في اميركا اللاتينية. فهو رئيس اللجنة الحبرية لأميركا اللاتينية، القارة الكاثوليكية الاولى في العالم.

كذلك، لمع نجم اسقف نيويورك تيموتي دولن (62 عاما). فقد اثارت لغته المباشرة وارتباطه بالعالم المعاصر اعجاب الكرادلة والبابا خلال المجمع الاخير في شباط/فبراير.

والكاردينال الآخر، الفتي نسبيا هو جواو براز دا افيز (64 عاما)، المسؤول عن الرهبانيات في الفاتيكان، وقد اتى من البرازيل، اكبر بلد كاثوليكي في العالم، وهو معروف بانفتاحه ومواهبه الراعوية.

واحيانا يطرح اسما الكاردينال الغاني بيتر توركسون (63 عاما) رئيس مجلس quot;عدالة وسلامquot; الحبري، والكاردينال الهندوراسي اوسكار مارادياغا (69 عاما) رئيس منظمة quot;كاريتاس الدوليةquot;، لكن تقدميتهما الشديدة لن تمكنهما من الفوز بالسدة البابوية.

لكن اسما غير متوقع قد يبرز في اللحظة الاخيرة، واشهر مثال على ذلك كارول فويتيلا (البابا يوحنا بولس الثاني) في 1978.