المالكي يترأس اجتماعا لخلية الأزمة

حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي السياسيين من التدخل في عمل أجهزة الأمن، ومن انخراط هذه في السياسة، وقرر منع المسيرات والتجمعات ذات الطابع العسكري بينما نفى الصدر إصدار أوامر لجيش المهدي للاستعداد لأي ظروف طارئة، في وقت بدأت السلطات خطة أمنية واسعة لحماية آلاف الزوار الشيعة المتجهين سيرا على الأقدام الى مدينة الكاظمية شمال بغداد لإحياء ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم سابع الأئمة.


لندن: قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، القائد العام للقوات المسلحة خلال ترؤسه في بغداد اليوم اجتماعاً لخلية الأزمة، ضم كبار الضباط والقادة في وزارتي الدفاع والداخلية والأجهزة الأمنية quot;نتطلع اليوم إلى عراق موحد وقوي ليس بالاعتداء على الآخرين إنما من خلال موقعه المناسب في محيطه العربي والإقليمي والدولي، وعلاقاته المبنية على الإحترام المتبادل والصداقة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، مؤكدا ضرورة أخذ الحذر من الذين لا يروق لهم أن يروا العراق متقدماً وينعم بالحرية والديمقراطيةquot;.

وأشار المالكي الذي نجا من سحب الثقة منه مؤخرا إلى خطورة تدخل السياسيين في العمل الأمني، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة بقاء الأجهزة الأمنية بعيدة عن التسييس. وضرورة الحفاظ على المنجزات الأمنية التي تحققت، والتي قدمت من أجلها تضحيات كبيرة ودماء عزيزة. وأوعز بمنع، وبشكل مشدد، التجمعات والتظاهرات والمسيرات ذات الطابع العسكري .

وجاء هذا الإجراء بعد أيام من اتهام القائمة العراقية بزعامة اياد علاوي للمالكي باحتضان ما وصفتها بميليشيات متورطة بدماء العراقيين، من اجل المحافظة على موقعه في رئاسة الحكومة ويحاول ان يؤسس لميليشيا سياسية تستنسخ تجربة النظام السوري بما تقوم به الشبيحة من ترويع للمواطنين.

وقال النائب عن العراقية حيدر الملا، إن عدم إيمان المالكي وحزبه بالعملية الديمقراطية جعلهم يعطون شرعية للميليشيات والسلاح من أجل إخافة الآخرين وكذلك فان احتضانهم الميليشيات هو تهديد لأمن وسلامة المجتمع، ويجب أن يتعرض القائمون عليها للمساءلة القانونية .

واضاف quot;لذا نطالب كافة الشركاء السياسيين باتخاذ موقف واضح تجاه الخارجين عن القانون والداعمين لهم وعدم السماح بأي اجراء من شأنه ترويع ابناء الشعب العراقي كما وعلينا التدخل من اجل ايقاف هذه الممارسات وتحمل المسؤولية الاخلاقية والقانونية والدستورية التي تقع على عاتق جميع القوى السياسيةquot;. واضاف quot;ان مشاركة ممثلين عن المالكي باستعراض quot;عصائب أهل الحقquot; رسالة واضحة للعملية السياسية وأبناء الشارع العراقي لاستعدادهم لاستخدام كافة الوسائل اللا مشروعة من اجل المحافظة على المكاسب السلطوية. والعصائب فصيل مسلح انشق بدعم ايراني عن جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي هاجمها بقوة مؤخرا.

منع استغلال المناسبات الدينية وتشديد الامن في بغداد

كما أكد المالكي خلال الاجتماع، على عدم السماح باستغلال المناسبات الدينية والقيام بأية ممارسات لاتتعلق بزيارات المراقد الدينية في بغداد وجميع المحافظات ومحاسبة المخالفين لذلك.

ويأتي هذا الإجراء في وقت أعلنت قيادة عمليات بغداد عن بدء تنفيذ خطة أمنية واسعة النطاق لحماية آلاف الزوار من المسلمين الشيعة المتجهين سيرا على الأقدام الى مدينة الكاظمية في ضواحي العاصمة العراقية الشمالية.

وقال مصدر في قيادة عمليات بغداد للصحافيين اليوم الاثنين إن quot;الجهات الأمنية باشرت ابتداء من اليوم الإثنين وبالتنسيق مع محافظة بغداد تنفيذ خطة أمنية واسعة لحماية الزوار المتجهين الى مدينة الكاظميةquot; لإحياء مناسبة ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم سابع ائمة الشيعة الإثني عشرية والتي ستصل ذروتها السبت المقبل.

وشهدت بغداد اليوم انتشارا أمنيا واسعاً بينما اتخذت تدابير أمنية صارمة في محيط مدينة الكاظمية التي كانت شهدت مساء امس الأحد سقوط قذيفتي هاون أسفر انفجارهما عن مقتل 7 مدنيين واصابة 20 آخرين.

ومن جهته، نفى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إصداره اوامر الى جيش المهدي التابع له بتجهيز وتهيئة كتائب وسرايا وفصائل الجيش تحسبا لأي طارئ على ضوء المحاولات الجارية لسحب الثقة من الحكومة.

المالكي يترأس رابع اجتماع لحكومته خارج العاصمة

ويترأس المالكي غدا الثلاثاء رابع اجتماع لحكومته خارج العاصمة بغداد وذلك بعقدها في محافظة ذي قار الجنوبية من اجل الاطلاع على الاجراءات المتخذة لتوفير الخدمات للمواطنين.

وسيكون الاجتماع في قاعدة الإمام علي العسكرية غرب مدينة الناصرية عاصمة محافظة ذي قار (375 كم جنوب بغداد) حيث تم اختيار القاعدة من أجل الحد من الاختناقات المرورية المتوقعة في المدينة والتي ترافق زيارات المسؤولين غالبا. ونقلت شبكة اخبار الناصرية عن مسؤول عراقي قوله إن الاجتماع المقرر لمجلس الوزراء العراقي غدا سيكون في إحدى قاعات قاعدة الإمام علي الجوية غرب مدينة الناصرية بناء على أوامر صادرة من الحكومة للحد من الازدحامات المرورية المتوقعة في حال عقد الاجتماع في مبنى ديوان المحافظة أو مجلس المحافظةوالتي غالبا ما يرافق زيارةَ المسؤولين اليها إغلاقٌ لبعض الطرق لتأمين حماية الوفود الزائرة .

وأشار الى ان فريق استطلاع خاص من الحكومة العراقية وصل مدينة الناصرية للإعداد للاجتماع المفترض انعقاده في الساعة العاشرة من صباح الغد .

وتعد جلسة مجلس الوزراء غدا في محافظة ذي قار الرابعة التي تعقد خارج العاصمة العراقية بغداد منذ مطلع العام الحالي حيث عقدت الجلسة الاولى في محافظة البصرة الجنوبية في 13 شباط (فبراير) الماضي فيما عقدت الجلسة الثانية في كركوك الشمالية في 8 ايار (مايو) الماضي بينما عقدت الجلسة الثالثة في محافظة نينوى الشمالية في 29 ايار (مايو) الماضي.

وتعتبر محافظة ذي قار التي تقع جنوب العراق من المحافظات التي تشهد ضعفا في الخدمات ونسبا مرتفعة من البطالة وغيرها من المشاكل الاقتصادية بسبب استمرار المشاكل التي تعانيها اغلب المشاريع في المحافظة وعدم تحقق تقدم كبير في مجال الاستثمار، فضلا عن طرح ملف استثمار الحقول النفطية بشكل محدود. وشهدت المحافظة في كانون الثاني (يناير) عام 2011 تظاهرة ضخمة طالبت بتحسين الخدمات والأوضاع الاقتصادية قبيل التظاهرات الواسعة التي عمت المحافظات العراقية في 25 شباط (فبراير)عام 2011 مطالبة بالخدمات ومحاربة الفساد المستشري في اجهزة الدولة.