الأوروبيون يؤيدون بقاء اوباما ولاية ثانية في البيت الأبيض

كشفت استطلاعات للرأي، أن شعبية الرئيس الأميركي باراك أوباما تراجع لعدة اسباب منها اخفاقاته في تحقيق السلام في الشرق الأوسط. وفي حين مازال تأييد الرئيس الأميركي مرتفعا في أوروبا فالعكس تماما يطغو على رأي دول الشرق الأوسط.


لندن: أظهر استطلاع عالمي جديد أن استخدام الرئيس الأميركي باراك اوباما طائرات بدون طيار في باكستان، واخفاقاته في تحقيق السلام في الشرق الأوسط، وتقاعسه عن التحرك بشأن التغير المناخي، كلها أضرت بشعبيته في انحاء العالم.

وتبين نتائج الاستطلاع العالمي أن أغلبيات كبيرة من غير الأميركيين يشعرون أن الرجل الذي نال جائزة نوبل للسلام في عام 2009 خيب آمالهم.

وكشف استطلاع رأي العالم في الولايات المتحدة الذي أجراه مركز بيو في 21 بلدا، أن الثقة بسياسة اوباما الخارجية تراجعت بحدة منذ توليه الرئاسة قبل ثلاث سنوات، وخاصة بشأن تنفيذ هجمات بطائرات بدون طيار. وتبددت الآمال، كما تشير نتائج الاستطلاع، بأن تكون واشنطن أكثر أممية وتطلب موافقة الأمم المتحدة حين تريد الإقدام على عمل عسكري، وأن تكون أكثر توازنا في تعاطيها مع النزاع الاسرائيلي- الفلسطيني. كما يشعر غير الأميركيين بخيبة أمل إزاء تقاعس الرئيس عن التحرك حول قضية التغير المناخي.

ولعل أشد ما يدعو الى قلق واشنطن، هو انهيار الثقة انهيارا يكاد يكون كاملا بالاقتصاد الاميركي، حيث قال غالبية المشمولين بالاستطلاع في بريطانيا وألمانيا وفرنسا إن الصين هي القوة الاقتصادية الأولى في العالم اليوم. ولكن اوباما ما زال يتمتع بقدر من الاحترام، يزيد كثيرا على رصيد سلفه جورج بوش وقال غالبية الأوروبيين انهم يأملون بأن يُعاد انتخابه.

وكشف الاستطلاع وجود عداء شديد بصفة خاصة للهجمات الأميركية بطارئات بدون طيار في باكستان وافغانستان واليمن، ورغم أن واشنطن تدعي الحرص على استهداف قياديين إرهابيين، فانها كثيرا ما تقتل مدنيين في هذه الهجمات.

وأبدى 62 في المئة من الأميركيين تأييدهم لهذه الهجمات، ولكنها لم تنل إلا تأييد أقلية في جميع البلدان الأخرى التي شملها استطلاع مركز بيو. ونالت هذه الاستراتيجية الأميركية أوسع تأييد خارج الولايات المتحدة في بريطانيا، حيث أيدها 44 في المئة مقابل 47 في المئة أكدوا معارضتهم لها. ولكن أغلبيات كبيرة من الذين شملهم الاستطلاع في فرنسا والصين والمكسيك وروسيا عارضوا هذه الهجمات.


وما زالت شعبية أوباما واسعة في اوروبا، حيث نال استحسان 80 في المئة وبذلك تكون شعبيته هبطت بنسبة 6 في المئة فقط بالمقارنة مع شعبيته قبل ثلاث سنوات. ولكن الموقف يختلف خارج اوروبا، وسُجل أكبر هبوط في الثقة بالرئيس الاميركي في الصين حيث هبطت شعبيته من 62 في المئة عام 2009 الى 38 في المئة فقط هذا العام.

ويتمتع أوباما بنسبة مماثلة من الشعبية في روسيا.

ولعل من المتوقع أن تكون شعبية اوباما في أدنى مستوياتها في العالم الإسلامي حيث نالت سياساته تأييد أقل من 25 في المئة. وهي نسبة تبقى أعلى بكثير من شعبية الولايات المتحدة نفسها بين المسلمين. فان 15 في المئة فقط من المواطنين في البلدان الاسلامية ينظرون الى الولايات المتحدة نظرة ايجابية.

ويبين الاستطلاع الذي نشرت نتائجه صحيفة الغارديان ان آمال الأجانب خابت بشأن جملة سياسات اعتمدها اوباما، فعندما تولى الرئاسة كان قرابة نصف غير الأميركيين يعتقدون ان الرئيس الاميركي الجديد سيطلب موافقة المجتمع الدولي قبل استخدام القوة العسكرية. وأظهر الاستطلاع ان 29 في المئة فقط يعتقدون أن اوباما حقق الأمل الذي كان معقودا على الرئيس الأميركي الجديد في هذا الشأن. كما كان يُنتظر منه quot;ان يكون منصفا وعادلا مع الاسرائيليين والفلسطينيينquot; وان يتصدى لقضية التغير المناخي. وأظهر الاستطلاع خيبة أغلبيات كبيرة بالرئيس الاميركي حول هذه القضايا.

ولكن شعبية اوباما ما زالت قوية بين الاوروبيين. وتشير نتائج الاستطلاع الى اغلبيات كبيرة من الاوروبيين الذين يأملون باعادة انتخابه وفي مقدمتهم الفرنسيون، الذين تمنى 92 في المئة منهم ان يبقى ولاية ثانية في البيت الأبيض.

ولكن الحال تختلف في الشرق الأوسط حيث قال 75 في المئة من المصريين وأغلبيات واسعة في البلدان الأخرى انهم يريدون هزيمته في الانتخابات.

وهبطت مكانة أميركا الاقتصادية هبوطا حادا، بحسب نتائج الاستطلاع. فقبل اربعة اعوام كان 44 في المئة من البريطانيين يعتبرون الولايات المتحدة القوة الاقتصادية الأولى في العالم و28 في المئة فقط قالوا انها الصين. ولكن الاستطلاع الجديد قلب هذه الصورة رأسا على عقب، بقول 58 في المئة ان الصين هي القوة الاقتصادية الأولى في العالم و29 في المئة فقط قالوا انها الولايات المتحدة. وكانت النسبة مماثلة في المانيا وفرنسا واسبانيا.