يواجه الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، أوقاتاً عصيبةً، على خلفية الصدام الذي يخوضه منذ فترة ضد رجالات الدولة الدينية في البلاد، بعدما كان فتاهم المدلل، وذلك في الوقت الذي تقترب فيه فترة حكمه للجمهورية الإسلامية من نهايتها.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: تناولت الأربعاء صحيفة واشنطن تايمز الأميركية ضمن تقرير لها تحت عنوان: quot;الرئيس الإيراني أحمدي نجاد مازال يراوغ رغم جراحه السياسيةquot;، حالة التعثر التي يواجهها نجاد، في آخر عام له في منصبه كرئيس للجمهورية، بعدما بات في وضعية غير متوقعة باعتباره شخصية منبوذة من جانب رجال الدين المتشددين.

وقال سلمان الشيخ، مدير مركز بروكينغر الدوحة في قطر: quot;قد يصعب تصديق أمر كهذا بالنسبة إلى هؤلاء الذين أولوا انتباههم للتو لشؤون السياسة الإيرانية، لكن نجاد برز باعتباره شخصية معتدلة في ما يتعلق بالمحافظين الرئيسيين في النظام الحاكمquot;.

الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ونظيره الصيني

وتابع الشيخ حديثه بالقول: quot;يتم سحق أو إسكات الإصلاحيين أو المعارضين. وهو ما يبدو من نجاد وغروره السياسي الكبيرquot;. ومضت الصحيفة تنوه بأن نجاد خسر في العام الماضي صراع قوة مع النظام الحاكم، الذي ساعده على النهوض من الغموض النسبي لمدينة طهران قبل سبعة أعوام، ووقف إلى جانبه في العام 2009، في أعقاب الفوضى التي عمّت البلاد اعتراضاً على نجاحه في انتخابات الرئاسة.

ثم أعقبت الصحيفة بتأكيدها على أن نجاد مازال يحتفظ ببعض الذخيرة السياسية في جعبته، منوهةً بأن طريقة استخدامه لها سوف تمهّد لعملية صنع القرار داخل إيران، في الوقت الذي تصارع فيه للرد على مجموعة من التساؤلات المحورية، التي من بينها: إلى أي مدى يمكن لها أن تبدي مرونة في المواجهة النووية مع الغرب، وكيف لها أن تصد العقوبات المحتدمة، وما لها أن تفعل بنجاد المقاتل والطموح بعد الانتخابات التي ستجري في حزيران / يونيو عام 2013 لاختيار خليفته؟.

وأكد محللون، في هذا السياق، أن من العناصر الرئيسة في هذا الأمر هو ما إن كان سيتمكن نجاد من إنعاش تحديه للسلطات الكبرى التي يحظى بها المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، ومؤيدوه، بقيادة الحرس الثوري في الجمهورية الإيرانية.

وأضافت الصحيفة أن نجاد لا يزال بمقدوره خوض غمار المعركة من أجل إيجاد حليف سياسي في الاقتراع الرئاسي في العام المقبل، الذي سيكون آخر فرصة لنجاد ليستمر في منصبه كرئيس، بسبب القيود المفروضة في البلاد على عدد الولايات الرئاسية.

وأشارت واشنطن تايمز إلى أن نجاد قادر أيضاً على السعي إلى دفع موقف إيران في المحادثات النووية مع الولايات المتحدة وباقي القوى العالمية الأخرى، المقرر أن يتم استئنافها في الأسبوع المقبل في موسكو. وذلك في الوقت الذي ينظر فيه إلى نجاد باعتباره مسؤولاً قد يكون أكثر انفتاحاً بشأن الصفقات التي يمكن أن تُبرم مع واشنطن، ويمكن أن تروق كلا الجانبين، بسماحها لإيران مواصلة مستوى من تخصيب اليورانيوم كوقود للمفاعلات، وتوفيرها مساحة أكبر لمفتشي الأمم المتحدة.

وبينما تجري المفاوضات تحت إشراف كامل من جانب النظام الحاكم، إلا أن بعض المحللين أوضحوا أن آية الله خامنئي قد يرغب في تجنب أي تقدم محتمل مع الغرب، إلى أن يغادر نجاد منصبه، لخشيته من أن يستغل ذلك في تحقيق مكاسب سياسية كبيرة.

وقال مهرزاد بروجردي، وهو أستاذ في جامعة سيراكيوز، مهتم بمتابعة الشؤون الإيرانية: quot;نجاد بطة عرجاء، ويرغب النظام الحاكم في الإبقاء عليه بهذا الشكلquot;.

وقد تكهّن من جانبه المحلل السياسي المستقل المقيم في طهران، بهروز شجاعي، بأن تشهد الفترة المقبلة المزيد من الاحتجاج والصراخ من جانب الرئيس أحمدي نجاد. وهو السيناريو الذي نوهت الصحيفة بأنه يثير قلق رجال الدين الحاكمين في البلاد.