نساء إيرانيات يزرع معرضاً للملابس في إيران

تدخل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لوضع حد للجدل القائم بين رجال الدين والايرانيات عبر قرار وافقت عليه الحكومة باعتماد ملابس للنساء تكون quot;إسلامية وجميلةquot; في نفس الوقت.


بيروت: في جمهورية إيران الإسلامية، يشترط القانون على النساء تغطية شعورهن وأجسادهن بالكامل بارتداء عباءات سوداء تغطي الجسد من الوجه حتى القدمين. لكن كيفية تطبيق هذا القانون متروك لهن، الأمر الذي أدى إلى ارتباك في الشارع الايراني في ظل تفضيل الشابات ارتداء الملابس الضيقة والزاهية الالوان وسط رفض المتشددين.

على الرغم من أن رجال الدين الشيعة يقدمون المشورة للنساء المسلمات بضرورة ارتداء العباءة التقليدية (التشادور) التي تغطي المرأة من الرأس إلى أخمص القدمين، تعمد الشابات الايرانيات إلى اختيار الأزياء الرائجة التي تعتمد على الملابس الضيقة والمعاطف وأغطية الرأس الزاهية.

الآن، يبدو أن الرئيس محمود أحمدي نجاد دخل في هذا الجدل باتجاه تصعيد النزاع، فهو يريد وضع حد للجدل القائم بين رجال الدين والايرانيات عبر قرار وافقت عليه الحكومة باعتماد ملابس للنساء تكون quot;إسلامية وجميلةquot; في نفس الوقت.

في هذا السياق، اشارت صحيفة الـ quot;واشنطن بوستquot; إلى أن المتشددين الايرانيين غير مسرورين بهذا الإقتراح، معتبرين أن التصاميم الجديدة تشجع quot;القيم الغربيةquot;. لكن عروض الأزياء الحديثة التي ترعاها الحكومة، تلقى استحساناً وإقبالاً من الشابات الايرانيات وأمهاتهن اللواتي يحدقن في الواجهات التي تعرض المعاطف والأوشحة الحديثة.

شوكوفيه أرابور (23 عاماً) تستعرض معطفاً من المخمل الأزرق، بتصميم عصري يحمل اسم quot;الطاووسquot; وهو مؤشر واضح على تحول اللباس التقليدي من الـ quot;تشادورquot; إلى الملابس الزاهية.

تقول أرابور: quot;أعشق هذا المعطفquot; فيما اخذت تستعرض صوراً أخرى للتصاميم الـ 110، التي دخلت في مسابقة لأفضل لباس إسلامي سيقوم باختياره فريقا من الخبراء الذين تلاحقهم كاميرات التصوير.

أرابور ليست مهتمة بالمسابقة، فلو كان الأمراً عائداً لها، كانت لترتدي معطفاً شبيها بتصميم quot;الطاووسquot; الذي عرض في المسابقة بدلاً من التشادور الذي يغطي كل شيء ما عدا وجهها.

وتقول: quot;أنا أرتدي العباءة لأن عائلتي تريد ذلك. فلسوء الحظ، بالمقارنة مع الدول الأخرى، نواجه القيود في اختيار ملابسناquot;.

يدعم المتشددون هذه القيود بحماس، معتبرين أن quot;ثقافة التسترquot; تحمي المرأة وتمنعها من أن تصبح أداة جنسية، وهم يدينون غالباً الدعاية الغربية التي تعتمد على استغلال جسد المرأة لبيع المنتجات وتسويقها.

لكن بما أن الشباب يشكلون الغالبية من السكان - حوالي 70 في المئة من الايرانيين تحت سن الـ35 ndash; يشن المحافظون والمتدينون في ايران معركة شرسة لمنع النساء الشابات من ارتداء الملابس بالطريقة التي ترغبن فيها، حتى داخل إطار القوانين التي تنص على وجوب ارتداء المعاطف والأوشحة.

التغيير والمقاومة

في ظل التغييرات السريعة التي تنتجها التركيبة السكانية في المجتمع الايراني، تشاهد العديد من الايرانيات ndash; حتى المحافظات منهم ndash; الأغاني الغربية المصورة وتستخدمن الـquot;فايسبوكquot; وتسافرن إلى شواطئ تركيا ودبي والإمارات العربية المتحدة، في أيام العطلات.

في الأيام العادية، تسير النساء في شوارع طهران وهن يرتدين معاطف واسعة مفتوحة، وبشعر مصفف وquot;ماكياجquot; ثقيل تُظهر ألوانه خصلات الشعر الشقراء المصبوغة، التي بالكاد تغطيها الأوشحة ذات الألوان الزاهية. من الناحية التقنية، لا تخالف النسوة القانون، لكن هذا لا يعني أنه من غير الممكن اعتقالهن.

ردة فعل المتشددين في ايران على التغييرات الثقافية تمحورت حول ضرورة فرض زي إسلامي أكثر صرامة من السابق لمكافحة الأزياء العصرية. وإلى جانب الحملة المستمرة من قبل شرطة الآداب في إيران، واعتقال النساء الواتي يرتدين ملابس quot;غير محتشمةquot;، ألقي القبض على سبعين مصمم أزياء في نوفمبر، وأغلق أكثر من 400 متجر بتهمة بيع الثياب quot;غير اللائقةquot;.

أحمدي نجاد، الذي يسعى لتكريس نفسه كبطل للحقوق المدنية في محاولة لجذب أصوات الطبقة المتوسطة من أجل الانتخابات البرلمانية التي ستجري في آذار، بات عرضة لانتقادات رجال الدين لرفضه تأييد قرار فرض لباس أكثر صرامة على النساء في ايران.

البحث عن حلول وسطية

بالنسبة لكثير من الذين حضروا المعرض الحكومي للألبسة النسائية، بدا أن التوصل إلى quot;حل وسطيquot; بين التشادور والملابس العصرية والفاقعة الشبيهة بأزياء quot;ليدي غاغاquot;، قد يقدم حلاً لمعضلة الموضة والملابس في ايران.

تقول زهراء رانجبار، خبيرة في الملابس الإسلامية التي عينتها وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي لتقديم المشورة حول الثياب المناسبة للشابات: quot;يا الهي، هذا المعطف جميل جداًquot;، مشيرة إلى عارضة أزياء تعرض معطفاً بنياً يصل لفوق الركبة.

وتضيف: quot;هناك حاجة لمزيد من الأزياء الاسلامية المتنوعة لتبقي المرأة الايرانية مهتمة بارتداء الزي الاسلاميquot;، مشيرة إلى أنها تؤيد تماماً quot;القوانينquot; التي توضح ما يسمح للمرأة ارتداؤه في ايران وما يرفض أن ترتديه quot;لأن هذا الوضوح لا يساعد النساء فقط، بل أيضاً رجال الشرطة الذين يعملون على فرض طريقة اللباس على المرأةquot;.

وعلى الرغم من ذلك، سخر العديد من مصممي الأزياء الذين يبيعون فساتين من منازلهم من هذه الفكرة، معتبرين أنها ستسمح بالمزيد من السلطة لفرض القوانين على النساء في ايران.