الخرطوم:يثير قرار السودان طرد سبع منظمات انسانية من شرق البلاد قلق الدول المانحة التي ترى فيه دليلا على عداء متزايد للخرطوم لاي مساعدة خارجية.

وقامت لجنة الشؤون الانسانية في الحكومة السودانية بتقييم سريع لنشاط 14 منظمة غير حكومية دولية في شرق البلاد وقررت في ايار/مايو طرد سبعة منها مبررة موقفها بسوء انجاز بعض المشاريع او غلائها.

واعرب منتدى المنظمات غير الحكومية الدولية في السودان الذي يمثل تلك المنظمات عن الاسف من هذا القرار مشددا على ان المنظمات المعنية التي توفر خصوصا العناية للنساء والاطفال وتنجز مشاريع مرتبطة بمياه الشرب والتغذية ونزع الالغام، تقدم مساعدة لاكثر من 600 الف شخص.

واعلن مصدر في الامم المتحدة ان المنطقة التي تشمل ولايات كسالا وقضارف والبحر الاحمر حيث تم التوصل الى اتفاق سلام هش في 2006 بعد عقود من الحرب الاهلية، تتسم بمستويات سوء تغذية تعتبر quot;الاسوأquot; بالنسبة للمناطق الاخرى في البلاد.

كما يشهد شرق السودان حيث الفقر مزمن، اكبر نسبة لوفيات الاطفال الذين تقل اعمارهم عن خمس سنوات.

واكد المنتدى انه quot;بالتالي نتيجة هذا القرار خطيرة على سكان شرق السودان المحرومين جلهم من الخدمات الاساسيةquot;.

وهذا القرار ليس نادرا. فقد اعلنت منظمة اطباء بلا حدود الاسبوع الماضي انها اضطرت الى تعليق نشاطاتها في جزء من شمال دارفور بسبب قيود فرضتها الحكومة السودانية ما ادى الى ترك مئة الف شخص بدون عناية صحية حيوية.

واعلنت اطباء بلا حدود ان الخرطوم عطلت ارسال ادوية الى دارفور، غرب السودان، حيث تدور حرب اهلية، بدون توفير quot;شروح واضحةquot;.

وفي اتصال مع فرانس برس رفضت المنظمات التي تلقت امر تعليق عملياتها في شرق البلاد، الادلاء باي تعليق حول هذا القرار بينما بعضها ان ذلك قد يعرض نشاطاتها في مناطق اخرى من البلاد للخطر.

لكن العاملين في المجال الانساني والدبلوماسيين الغربيين يعربون في جلساتهم الخاصة عن شعورهم باحباط كبير وقلقهم من موقف الخرطوم التي تبدي مزيدا من الريبة والعدائية ازاء الجمعيات الانسانية الاجنبية.

وقال مصدر في الامم المتحدة quot;اصبح من الصعب علينا الوصول الى الناس المحتاجين الينا اينما كانواquot;.

واوضح دبلوماسي لفرانس برس انه يبدو ان القرار الاخير اتخذ على مستوى عال في الخرطوم. وقال quot;اظن ان تلك المنظمات لم تفعل شرا والدليل هو انها على الصعيد المحلي تلقى ترحابا كبيراquot;.

واضاف quot;اننا جميعا نخشى ان تكون بداية الغاء مشاريع (انسانية) في مناطق اخرى من البلاد مثل دارفورquot;.

وكانت الخرطوم سحبت في 2009 تراخيصها ل13 منظمة غير دولية تعمل في دارفور بعد اصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.

كما طردت المنظمات ووكالات الامم المتحدة من كردفان الجنوبي والنيل الازرق بعد اندلاع اعمال عنف بين قوات النظام ومتمردين، السنة الماضية.

كما منعت من دخول المناطق الحدودية التي تشهد ايضا معارك رغم ندرة الاغذية فيها.

وتعرب الحكومة باستمرار عن عزمها quot;سودنةquot; النشاطات الانسانية في البلاد لكن دبلوماسيي الدول المانحة يشككون في قدرتها على تعويض تلك المنظمات محليا.

وافادت العاملة الانسانية في منظمة quot;غولquot; الايرلندية حنان ريد التي زارت المناطق الريفية في شرق السودان على موقعها من الانترنت ان quot;لا شيء يوحي بان يكون الناس في معظم القرى قادرين على البقاء على قيد الحياةquot;.