ظهرت الصحف السعودية اليوم الأحد بعناوين سوداء حزنًا على رحيل ولي العهد الأمير نايف بن عبدالعزيز، فيما غطت صوره صفحاتها الاولى مرفقة بكلمات مثل quot;رحل قاهر الإرهابquot; وquot;أمير الأمن والأمانquot;.


الرياض: يدفن ولي العهد السعودي الامير نايف بن عبد العزيز في مكة المكرمة بعد صلاة المغرب في المسجد الحرام اليوم الاحد إثر وفاته في جنيف أمس السبت. ووصل العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبدالعزيز الى مكة المكرمة في وقت متأخرًا مساء أمس للمشاركة في الصلاة.

وظهرت الصحف السعودية بعناوين سوداء دليلاً على الحزن. وغطت صور ولي العهد الراحل صفحاتها الاولى والملحقات مرفقة بكلمات مثل quot;رحل قاهر الإرهابquot; وquot;أمير الأمن والأمانquot; وquot;وداعًا نايفquot; وquot;بطل الانتصار الارهاب والتهريبquot;.

وقد تولى الامير نايف (79 عامًا) اواخر تشرين الاول/اكتوبر 2011 منصب ولي العهد خلفًا لأخيه الشقيق الامير سلطان الذي توفي عن 86 عامًا في أحد مستشفيات نيويورك.

وهو من quot;الاشقاء السبعةquot; الذين انجبهم الملك المؤسس عبد العزيز من زوجته الاميرة حصة السديري، وابرزهم الملك فهد والامير سلطان الراحلان ووزير الدفاع الحالي الامير سلمان. وقد تولى الراحل وزارة الداخلية طوال 37 عامًا، كما شغل منصب النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء.

ويتوقع وصول قادة عرب لتقديم العزاء من دول مجلس التعاون الخليجي وملك الاردن عبد الله الثاني وشقيق ملك المغرب الامير رشيد والرؤساء الفلسطيني محمود عباس والسوداني عمر البشير واليمني عبد ربه منصور هادي والتركي عبد الله غول ورئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي.

وقدم كبار القادة في العالم العربي تعازيهم للملك، وكذلك فعل عدد من رؤساء الدول في العالم. وقدم الرئيس الاميركي باراك اوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون السبت تعازيهما اثر وفاة ولي العهد السعودي الذي اعتبرته كلينتون quot;شريكًا مهمًا يحظى بتقدير الولايات المتحدةquot;.

وكتب الرئيس الاميركي في بيان أن quot;الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية طورتا تحت ادارته شراكة قوية وفعّالة في مكافحة الارهاب ما انقذ حياة الكثير من الاميركيين والسعوديينquot;. واعرب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن quot;تأثرهquot; السبت بوفاة ولي العهد السعودي، مؤكدًا أن فرنسا quot;خسرت صديقًاquot;، وفق بيان للاليزيه.

ووجه الرئيس العراقي جلال طالباني مساء السبت برقية تعزية الى العاهل السعودي بوفاة الامير نايف، فيما أجرى العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الذي يقوم حاليًا بزيارة الى لندن، السبت اتصالاً هاتفيًا بالملك السعودي معزيًا.

وتولى الراحل وزارة الداخلية طوال 37 عامًا. وكان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز عين الامير نايف ولي عهد جديدًا بعد اسبوع من وفاة الامير سلطان الذي توفي في نيويورك. واحتفظ بوزارة الداخلية طويلاً وكان يعتبره السعوديون الاكثر كفاءة في محاربة القاعدة.

واقام ولي العهد الراحل علاقات جيدة في معظم انحاء العالم العربي، لكنه اتخذ موقفًا متشددًا حيال إيران بسبب عدم ثقته بقادتها.

ولد الامير نايف، الولد الثالث والعشرون للملك المؤسس، العام 1933 في الطائف وتولى امارة الرياض عندما كان في العشرين من العمر قبل أن يعين نائبًا لوزير الداخلية العام 1970 ومن ثم يتسلم الوزارة ذاتها العام 1975.

وواجهت وزارته تحديات الصعود القوي للقاعدة مع تشعباتها في السعودية التي تعرضت لهجمات دامية ضمن موجة من الاعتداءات بين العامين 2003 و2006. كما حلت أجهزة وزارة الداخلية الهيئات التي تجمع التبرعات لشبكة اسامة بن لادن.

وتم تكليف نجله الامير محمد بن نايف برنامج المناصحة لتأهيل المتطرفين العائدين من غوانتانامو، وقد تعرض في اب/اغسطس 2009 لمحاولة اغتيال نفذها احد عناصر القاعدة قادمًا من اليمن. الا أن وزارة الداخلية قمعت كذلك ناشطين حقوقيين الامر الذي دفع بمنظمات حقوق الانسان الى انتقادها.