تتواجد قوات كبيرة من الحرس الجمهوري والشرطة العسكرية في منزل الرئيس المصري الجديد محمد مرسي، فيما أعلنت جماعة الإخوان المسلمين إنهاء عضوية مرسي في صفوفها.

بدأت قوات من الحرس الجمهوري والشرطة العسكرية وأمن الرئاسة المصرية في الانتشار حول منزل الرئيس المنتخب، محمد مرسي، في منطقة القاهرة الجديدة، حيث قامت بتسلّم المنزل وفرض طوق أمني في محيطه.

وتمركزت القوات في محيط منزل الدكتور مرسي، وذلك بعد ساعات من إعلان لجنة انتخابات الرئاسة فوزه كأول رئيس مدني منتخب.

كما يتواجد في محيط المنزل آلاف من أنصار مرسي، الذين جاؤوا للاحتفال بفوزه، مطلقين الألعاب النارية فى سماء المنطقة ورافعين صور مرسي والأعلام المصرية، واستقبلوا قوات الحرس الجمهوري والشرطة العسكرية وأمن الرئاسة بالهتاف (الله أكبر.. الله أكبر.. الجيش والشعب إيد واحدة).

وشهد محيط المنزل مسيرات احتفالية ضخمة بالسيارات حيث أدت كثافة السيارات إلى إغلاق الشارع الذي يقع فيه المنزل وسط اجواء سعادة بالغة من المتواجدين الذين رددوا هتافات مدوية لم يعهدها هذا الحي الهادىء .

كما تجوب مسيرات بالسيارات الشوارع الرئيسية في التجمع الخامس حيث يرفع ركابها علامة النصر ويرددون شعارات quot;quot; مرسي مرسي quot; quot; وثوار احرار حا نكمل المشوار quot;، في الوقت الذى قام فيه عدد كبير من اصحاب منازل التجمع الخامس برفع أعلام مصر في شرفات وفوق اسطح المنازل وبخاصة في المنطقة القريبة من مسجد فاطمة الشربتلي حيث يوجد منزل الرئيس محمد مرسي .

من جهة أخرى، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في مصر انتهاء عضوية محمد مرسي في صفوفها، بعد انتخابه رئيساً جديداً لمصر، حسب ما ذكره موقع quot;سي ان ان بالعربيةquot;، وذلك وفق التعهدات التي كان الأخير قد قطعها قبل الانتخابات، في خطوة تهدف من خلالها الجماعة للحد من الجدل حول الموقف من quot;قسم البيعةquot; الذي أداه (مرسي) للمرشد.

ووفقاً للصفحة الرسمية لحملة مرسي، فقد قال محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، إن عضوية مرسي في جماعة الإخوان المسلمين، وذراعها السياسية، حزب الحرية والعدالة، انتهت، بمجرد الإعلان عن نتيجة الانتخابات الرئاسية.

وبحسب حسين، فإن القرار جاء quot;وفاء للعهد الذي قطعه (مرسي) قبل الانتخابات، بأنه سيصبح رئيسًا لكل المصريين.quot;

وكان الجدل حول quot;ولاءquot; مرسي من بين الأمور التي أثيرت ضده خلال الحملة الانتخابية، إذ من المتعارف عليه قيام أعضاء جماعة الإخوان بأداء قسم ولاء quot;بيعةquot; للمرشد.

وأشار خصوم مرسي إلى أن ذلك سيجعل مرشد الجماعة، وهو اليوم محمد بديع، صاحب نفوذ مباشر على الشخصية التي يفترض أنها على رأس هرم السلطة في مصر.

إلى جانب ما يطرحه ذلك من إشكاليات على صعيد الفارق بين الولاء quot;للدولةquot; والولاء quot;لرموز دينيةquot; ضمن جماعات عقائدية، وفقاً للمعترضين.

ودفع ذلك الداعية الإسلامي المعروف، صفوت حجازي، إلى القول، رداً على سؤال حول quot;تبعية مرسي،quot; إنه إذا أصبح مرشح جماعة الإخوان المسلمين رئيسًا لمصر سيحل من بيعته.quot;

وعاد بديع ليؤكد ذلك بنفسه في خطبة ألقاها في الفترة نفسها، وقال خلالها إن البعض يردد quot;يسقط حكم المرشدquot; في إشارة إلى البيعة، وأضاف أن بيعة مرسي تأتي من الأمة وتخرجه من إطار الولاء المباشر لقيادات أخرى، مضيفاً: quot;عندما ستختاره مصر رئيساً لها أحله من بيعته لي لتكون بيعته مع الله لشعب مصر جميعًا.quot;

غير أن موقف بديع لم يحسم بشكل كامل قضية quot;التحلل من البيعة،quot; ليس بين الشخصيات المدنية فحسب، بل حتى بين الشخصيات المحسوبة على التيار الإسلامي، مثل المرشح الرئاسي السابق، محمد سليم العوا، الذي رأى في مقابلة سابقة أن إحلال مرسي من البيعة quot;يحتاج إلى إرادة شخصية منه، كما أن البيعة فيها عبارات تحتاج الى تدقيق شرعي.quot;

ويلفت البعض إلى أن إشارة جماعة الإخوان للموقف من بيعة مرسي للمرشد تختلف عن التشدد الذي أبداه البعض خلال الحديث عن بيعة المرشح الرئاسي السابق، عبدالمنعم أبوالفتوح، الذي استقال من الجماعة دون أن ينهي ذلك الأصوات التي تشير إلى ارتباطه بالبيعة.

أما نص القسم الذي يردده أعضاء الجماعة أمام المرشد ففيه quot;مبايعةquot; على أن يكون المرء quot;جنديًا مخلصًا في جماعة الإخوانquot; وكذلك على quot;السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره إلا في معصية الله،quot; إلى جانب التعهد بـquot;عدم منازعة الأمر أهله،quot; وبذل الجهد والمال والدم quot;في سبيل الله.quot;