تسرد تقارير جديدة روايات تعذيب مروعة تتعرض لها الأطقم الطبية في سوريا،وهو ما يدلل على تجاهل القوات الحكومية لحرمة العاملين في هذا القطاع الانساني.


أدانت منظمة العفو الدولية واقعة تعذيب ومقتل ثلاثة مسعفين في سوريا بعد إلقاء القبض عليهم في مدينة حلب، بعد أن تحدثت عن quot;تجاهل مروعquot; لسلامة العاملين بمجال الصحة.

وأفادت المنظمة التي يوجد مقرها في لندن بأن هؤلاء المسعفين الثلاثة كانوا طلاباً في جامعة حلب، وهم باسل أصلان ومصعب باراد (في السنة الرابعة بكلية الطب) وحازم بطيخ (طالب يدرس الأدب الإنكليزي في السنة الثانية ومتخصص في الإسعافات الأولية).

وفي بيان لها بهذا الخصوص، قالت المنظمة: quot;جاء اكتشاف أجسام المسعفين الثلاثة المتفحمة والمشوهة بعد أسبوع من اعتقالهم في مدينة حلب ليشكل دليلاً آخر على تجاهل قوات الحكومة السورية المروع لحرمة دور العاملين في المجال الطبيquot;.

سوريا عدد موت لا يتوقف

وأضافت المنظمة أن الثلاثة كانوا جزءً من فريق مكون من عدة أطباء وممرضات ومتخصصين في الإسعافات الأولية يقدمون المعالجة الطبية في المستشفيات الميدانية المتنقلة التي تقام لإنقاذ حياة المتظاهرين الذين يصابون بطلقات قوات الأمن.

وأشارت المنظمة إلى أن هؤلاء المتظاهرين يتعذر نقلهم إلى المستشفيات التي تديرها الدولة، خشية أن يتم إلقاء القبض عليهم، أو أن يتم تعذيبهم، أو حتى قتلهم. ولفتت في هذا السياق صحيفة التلغراف البريطانية إلى أن المسعفين الثلاثة تم احتجازهم من جانب مخابرات سلاح الجو منذ اعتقالهم في المدينة يوم الـ 17 من الشهر الجاري.

ومضت تنقل عن دوناتيلا روفيرا، كبيرة مستشاري التعامل مع الأزمات في المنظمة، قولها: quot;وجاء القتل الوحشي لهؤلاء المسعفين الشبان الذين جازفوا بحياتهم لإنقاذ ومعالجة المتظاهرين المصابين ليشكل دليلاً آخر على أن قوات الحكومة السورية مستعدة لارتكاب جرائم لا يمكن وصفها من أجل إسكات المعارضةquot;.

وتابعت روفيرا، التي عادت مؤخراً من سوريا بعد قضائها بضعة أسابيع هناك، بقولها: quot; تشكل مثل هذه الانتهاكات جزءً من نمط راسخ على نحو متزايد من جرائم ضد الإنسانية يتم ارتكابها مع الإفلات من العقاب من جانب قوات الحكومة السوريةquot;.

إلى ذلك، نقلت التلغراف في سياق تقرير منفصل عن طبيب عسكري منشق كشفه عن أن السجناء السوريين يتركون حتى يموتون في أماكن احتجازهم بغرف مظلمة في المستشفى العسكري، بينما يتم تخدير آخرين لمنعهم من التحدث مع المراقبين الدوليين.

ففي أول مقابلة إعلامية يجريها منذ تركه منصبه كرئيس لوحدة العناية المركزة في مستشفى حلب العسكري، قدم هذا الطبيب روايات مثيرة لشهود عيان بخصوص وجود عنابر سرية، أشار إلى أن المرضى يتم تعذيبهم هناك أو يتم تركهم حتى يلقون الموت.

وتابع حديثه في هذا السياق بالقول: quot;ويخضع المرضي الذين يحظون بأهمية، ممن لديهم مزيد من المعلومات التي يمكن الكشف عنها، للعلاج، أما الأشخاص عديمي الأهمية بالنسبة لهم فيتم إرسالهم إلى عنابر سرية يطلق عليها (الغرف المظلمة )، حيث يتم هناك تعذيبهم أو التخلص منهم أو تركهم ليموتواquot;. ومضت الصحيفة تقول إن هذا الطبيب، الذي يعرف فقط باسم أحمد وذلك لأسباب أمنية، قد سبق له العمل في مستشفيات عسكرية بحلب ودرعا وضواحي دمشق يوجد بها تلك العنابر.

وأضاف الطبيب: quot;يتركون ( المرضى ) حتى يموتون ببطء، أو يتم قتلهم على الفور عن طريق حقن كالسيوم، تعمل على إبطاء نبضات القلب، إلى أن يصاب الجسم بتشنجquot;. وقال إنه تعرف على ما يحدث بداخل تلك الغرف عندما دخلها لأول مرة في شباط/ فبراير الماضي، حين طلب منه أن يكون جزءً من عملية تستر على ما يدور بالداخل من عمليات تعذيب عند زيارة مجموعة من مراقبي جامعة الدول العربية. وأشار إلى أنه وافق على ذلك لعلمه بالتبعات التي قد تطاله في حال رفضه ذلك.