كميات من الأترومادال تباع في السوق السوداء في غزة |
يعتبر الكثيرون من متعاطي الأترومادال، أنه مادة بديلة عن المخدرات التي تكافحها رجال الشرطة، وهو عقار طبي غزا الأسواق السوداء في قطاع غزة، وبدأ يشكل خطرا على الشباب كباقي أنواع المخدرات.
غزة: تمر بالإنسان فترات ضعف كثيرة، نتيجة العديد من المشاكل الاجتماعية التي يلجأ الشباب من كلا الجنسين، إلى طرق كثيرة للهروب منها.
وربما يعد تعاطي الأقراص المدئة أو ما يدعى بالأترومادال، أقصر الطرق المتاحة تحت ذريعة واحدة الهروب من سيل المشاكل التي يواجهونها.
فما هو الأترومادال ؟
هل يختلف العقار الطبي الاترومادال عن عقار الإدمان ؟
وكيف تسلل هذا النوع من الأقراص إلى قطاع غزة ؟
ايلاف تجولت في أقسام مقرات المكافحة، التي تحمل خبايا كثيرة عن القصص التي تثير استغراب الجميع حول وجود فئة كبيرة من المدمنين في غزة.
الإدمان دفعه للسرقة
من قصة إلى قصة، تبدو الصورة أكثر وضوحا، فالمواطن م.ن هو أحد المتعاطين الأترومال، وقد دفعه الإدمان إلى السرقة، حيث تناول كمية كبيرو تفوق الحد اللازم من العقار، ما أدى إلى خروجه عن المعقول، وقيامه بالسرقة فقط من أجل الحصول على أقراص أخرى وهو يقبع الآن في أحد السجون في غزة.
قتل صديقه بطريقة وحشية
لم يكن التاجرquot;ط .حquot; بعيدا عن دائرة اللوم، فهو بالإضافة إلى كونه تاجر للمنوعات والمخدرات المهربة إلى غزة، في أحد الأيام وبعد تعاطيه نسبه كبيرة من أقراص الأترومال، وقع شجار كبير بينه وبين صديقه التاجر، ما دفعه الى قتله نتيجة عدم القدرة على السيطرة على نفسه.
وتحت تأثير الحبوب الممنوعة، لم يكتف بجريمة القتل بل قام أيضا بالتنكيل بجثة صديقه وتقطيعه إلى أشلاء، ما أوصله الى السجن.
ورغم جمال غزة وشعبها المحافظ، إلا أن ثقافة غريبة بدأت تنتشر وسط فئة الشباب بشكل عام لتؤدي بهم في كثير من الأحيان إلى أخطاء غير محسوبة.
جربت الأترومادال على جارتها
لم تكن م.ط البالغة من العمر 23 عاما تدرك أن مزحتها الصغيرة مع إحدى جاراتها ستنتهي بها في أحد مراكز الشرطة.
بدأت قصتها عندما حصلت على حبيتين ترومادال من أحد أقربائها، الذي أخبرها بالحرف الواحد أنها ستتخلص من الكآبة والملل عندما تتناولها، إلا أنها اختارت أن تجرب تأثير الحبوب على جارتها فقامت بوضع القرصين في العصير وقدمته إليها، فبدأت الجارة تشعر بضيق التنفس وارتفاع درجة الحرارة، وما لبثت أن انتابتها حالة من الهيجان والحكة الشديدة، التي دفعتها بالشعور أنها ستموت، وسرعان ما قامت العائلة باستدعاء الأبناء ونقل الجارة إلى المستشفى، حيث أطلعهم الطبيب على ما حدث لها.
وعلى الفور توجهت الشرطة إلى منزل الفتاة التي قامت بإعداد العصير وتم اتخاذ الاجراءات اللازمة وعلموا أن الفتاة حصلت على الأترومادال من أحد أقاربها. وأنها ستتعرض لعقوبة السجن إلا أن الجارة تنازلت عن القضية .
عقار طبي
وتحدث المقدم سامح السلطان نائب مدير عام مكافحة المخدرات في حكومة غزة، لـquot;إيلافquot; عن طبيعة الاترومادول وكيف تكون بداية الإدمان عليه السلطان وقال إنquot;الاترومادول عقار طبي اكتشف في ألمانيا قبل مئة سنة لغرض تسكين الآلام الشديدة، وكان يستخدم في البداية في العمليات الجراحية الكبرىquot;.
وأضاف السلطان: quot;دخل الاترومادال إلى القطاع بعد حرب غزة، وكثرة المصابين الأمر الذي دفع بعض الأطباء إلى استخدامه لتسكين حالات البتر من الأطرافquot;.
ولدى سؤاله عن ما إذا كان هناك اختلاف بين العقار الطبي وعقار الإدمان، يضيف المقدم لـquot;إيلافquot; قائلا quot;إن هذا العقار بدأ تهريبه إلى القطاع عن طريق سيناء تحت مسمى العقار الطبي والتركيبة الكيميائية مختلفةquot;.
ويتابعquot;العقار المهرب فيه جزء بسيط من الأترومادول أضيفت إليه مواد مهلوسة، ومواد سامة تسبب الإدمان مثل quot;الأفيون وغيرها.
2 مليون حبة دخلت خلال العام إلى غزة
ويستدرك سامح السلطان بالقول إنه وفي اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، تم حرق ما يعادل 2 مليون حبة أترومال من مختلف الأشكال والأحجام دخلت عن طريق التهريب إلى غزة وتم ضبطها.
وحول السؤال عن ما إذا كان هنالك سيطرة واضحة على المهربين أجاب السلطان، quot;أن الأمر صعب لاسيما وأنهم يعتمدون أشكالا مختلفة للتهريب، لكن مجرد وصول إحدى الإشارات إلى شرطة المكافحة يتم التحري عنها ثم ضبطها إذا أمكن ذلكquot;.
وأوضح أن التهريب من منطقة سيناء عن طريق الأنفاق بدأ ينتشر بصورة كبيرة لكنه يوازي قيام جهات مدنية بحملات توعية للشباب والفتيات في المدارس، والمراحل المختلفة وتعريفهم على العقار والتحذير منه ومن خطر الإدمان عليه.
الأسباب والدوافع لتناول جرعات الأترومال المخدر
يرى الكثيرون من خبراء الصحة النفسية بأن الشباب في غزة بدؤوا يلجؤون إلى هذا العقار نتيجة الأوضاع الاقتصادية كالبطالة وعدم توفر فرص عمل لهم .
بالإضافة إلى أن الفتيات في مراحل المراهقة يتناولن الأقراص بغرض الاستكشاف أو المساعدة على تهدئة أعصابهن من أجل إكمال الدراسة في أوقات الاختبارات.
لكن ما يجب التنويه إليه كما يقول الأطباء، هو أن العقار المخدر تكون جرعته عادة من150الى 250 ملم ويتناوله الشباب في حفلات الأفراح، في البداية يكون التقبل غير موجود، لكن الانسان يميل تدريجيا إلى الإدمان الذي يكون تأثيره سلبي سواء الهلوسة، وارتكاب الجرائم المتعددة، إضافة الى السرقة، والنصب، والقتل وكذلك الاغتصاب .
ومن الجدير بالذكر أن حالات العلاج من الإدمان تتم خلال ثلاثة شهور، ولا توجد نسب محددة كما هي مسجلة في إحصائية الصحة الفلسطينية للمدمنين في غزة، نتيجة للطابع الاجتماعي المحافظ وتستر الأهالي والزوجات على المدمنين خوفا من السجن وغيره من العقوبات.
التعليقات