القاهرة: في ظل الأحداث السياسية التي كست المشهد المصري في الآونة الأخيرة، لم يعد الاهتمام كالعادة برياضة كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في تلك البلد، وهو ما ظهر جليًا هذا العام مع توارى الاهتمام بنجوم الكرة ومشاهير الفن في فانوس رمضان، ليكتسب أهم مظهر من مظاهر هذا الشهر quot;طابعًا سياسيًاquot;.

فإلى جانب ظهور quot;فانوس محمد مرسيquot; الذي وضعت عليه صورة الرئيس المصري، ظهرت نوعية أخرى من الفوانيس يتصدرها رجل بلحية طويلة، في مشهد وصفه أحد مستوردي الفوانيس بأنه يهدف إلى مغازلة الإسلاميين.

الفانوس الجديد كما هو مكتوب عليه صناعة صينية لكن المستورد منتصر العراقي مدير إحدى الشركات المصرية لاستيراد لعب الأطفال، قال لوكالة quot;الأناضولquot; للأنباء إن quot;هذا الفانوس بالذات لم تأت فكرته من الصينquot;.

العراقي أضاف أن quot;مستورد هذه النوعية من الفوانيس طلب من مصنع بالصين تنفيذها حتى تكون متماشية مع الواقع السياسي الذي تعيشه مصر، من حيث سيطرة الإسلاميين على الحكمquot;. لكن هذا لا يمنع، والكلام لا يزال للمستورد المصري، أن تخرج أفكار من الصين حسب دراستهم للسوق المصري، وقال إن quot;المسألة متبادلة.. يمكن أن أطرح عليهم فكرة لينفذوها.. ويمكن أن يفاجئونا بفكرة من ابتكارهمquot;.

وتباين قبول الأسر المصرية لهذه النوعية من الفوانيس، بحسب ما قال لـquot;الأناضولquot; ماهر السيد، بائع بأحد محال لعب الأطفال بمنطقة العتبة وسط القاهرة والذي أكد أن quot;البعض يحبها، والبعض يلفظها تماما بمجرد رؤيتهاquot;.

المحجمون عنها يرجعون ذلك، بحسب السيد، إلى غياب الإبهار في الفانوس، لأن الطفل يبحث عن quot;فانوس راقصquot; أو quot;فانوس يغنيquot;، وهذا غير متوفر بتلك النوعية، أما الذين يقبلون على هذه النوعية فهي الأسر التي يبدو عليها الالتزام الديني.

وأكد على هذا التباين أيضا خالد فتحي، صاحب أحد المحال في منطقة رمسيس بوسط القاهرة، وقال لـquot;الأناضولquot; إن quot;الغريب أن محبي هذه النوعية يسعدون كثيرًا بمجرد رؤيتها، وكارهوها يلعنون مستوردهاquot;.

هذا التباين بين الفئتين المؤيدة والرافضة اعتبره الدكتور أحمد عبد الله استشاري الطب النفسي طبيعيًا. وأشار عبدالله إلى أن quot;الأمر يتوقف على قدوة الطفل في محيط أسرته وعائلته، فمثلا لو كان والد الطفل ملتحيًا، سيكون حصوله على فانوس به ملامح من والده شيئًا جيدًا، والعكس صحيحquot;.وأعرب عبد الله عن اعتقاده بأن مستورد هذا الفانوس تأثر بوصول الإسلاميين لسدة الحكم بمصر، فجاءت هذه الفكرة تعبيرًا عن فرحته بذلك.