عقد مجلس الشعب المصري الذي يهيمن عليه الاسلاميون جلسته الثلاثاء متحدياً قرار حله من قبل القضاء، وذلك بعد قرار الرئيس الاسلامي محمد مرسي اعادة صلاحياته، فيما دعت جماعة الإخوان المسلمين إلى مليونية لدعم مرسي في قراراته الأخيرة.


القاهرة: صرح رئيس المجلس سعد الكتاتني في مستهل الجلسة ان quot;ما يناقشه المجلس هو آلية تنفيذ هذه الاحكام اعلاء لمبدأ سيادة القانون واحتراما لمبدأ الفصل بين السلطاتquot;. واضاف الكتاتني، الذي ينتمي الى جماعة الاخوان المسلمين، ان المجلس quot;مدرك لحقوقه وواجباته ولن يتدخل في شؤون السلطة القضائية، ولن يصدر تعليقا على احكام القضاءquot;.

وتابع قبل ان يعلن رفع الجلسة بعد 12 دقيقة فقط انه اجرى مشاورات مع لجنة الشئون الدستورية والتشريعية في مجلس الشعب quot;فى كيفية تطبيق منطوق حكم الدستورية العليا وكذلك الحيثيات المرتبطة بهquot;، مؤكدا انه quot;طبقا للفقرة الاولى من المادة 40 من الاعلان الدستوري، والتي تقضي بأن تفصل محكمة النقض في صحة عضوية أعضاء مجلسى الشعب والشورى فقد تقرر احالة الموضوع الى محكمة النقض للنظر والافادةquot;.

ويعترض عدد كبير من القانونيين المصريين على إحالة الامر إلى محكمة النقض باعتبارها غير معنية بتفسير او تطبيق احكام المحكمة الدستورية وانما الفصل في النزاعات حول العضوية الفردية لمجلس الشعب.

ينسجم موقف الكتاتني مع موقف الرئاسة التي كانت اكدت ان قرار مرسي quot;لا يخالف ولا يناقض حكم المحكمة الدستورية العليا، وإنما يقضي بتنفيذه خلال أجل محدد يسمح به القضاء الدستوري والإداريquot;.

حضر الجلسة نواب الاخوان المسلمين وحزب النور السلفي، الذين يهيمنون على مجلس الشعب، في حين قاطعها نواب اخرين، وخصوصًا الليبراليون في ضوء اعتبار بعضهم قرار مرسي quot;انقلابا دستورياquot;. واصدر مرسي بشكل مفاجئ الاحد، بعد اسبوع من قيام المجلس العسكري بتسليمه السلطة التنفيذية، مرسومًا يقضي بإلغاء قرار الجيش بحل مجلس الشعب، ودعا مجلس الشعب الى ممارسة صلاحياته التشريعية مجددا.

ورفضت المحكمة الدستورية العليا المرسوم الرئاسي، واعلنت في بيان ان quot;احكامها وكل قراراتها نهائية وغير قابلة للطعن بحكم القانون، وان هذه الأحكام فى الدعاوى الدستورية وقراراتها بالتفسير ملزمة لكل سلطات الدولة وللكلquot;. وعقدت المحكمة الدستورية بعد ظهر الثلاثاء جلسة لنظر طعون في قرار مرسي ولم تصدر قرارها بعد.

وبدا عشرات من المتظاهرين في التوافد في مسيرات على ميدان التحرير تأييدًا لقرار الرئيس المصري الإسلامي، وذلك استجابة لدعوة من جماعة الاخوان المسلمين، بينما تظاهر معارضون لهذا القرار امام القصر الرئاسي في مصر الجديدة (شرق القاهرة).

عقب حل مجلس الشعب، استعاد المجلس العسكري السلطة التشريعية، مما اثار غضب المعارضين لوجود الجيش في السلطة. وكان الرئيس المصري حسني مبارك عهد اليه بالسلطة عند الاطاحة به في شباط/فبراير 2011. وبعد ساعات على صدور موقف المحكمة الدستورية اصدر المجلس العسكري المصري بيانا الاثنين تميز بلهجة حازمة شدد فيه على quot;اهمية سيادة القانون والدستورquot;.

جاء في البيان ان المجلس العسكري quot;انحاز ولا يزال لارادة الشعب (...) مؤكدا على اهمية سيادة القانون والدستور حفاظا على مكانة الدولة المصريةquot;. وتظهر التطورات الاخيرة المواجهة التي يخوضها الرئيس المصري الجديد مع المجلس الاعلى للقوات المسلحة، وخصوصًا بعد اصدار الاخير quot;اعلانا دستوريا مكملاquot; ساهم في اضعاف الموقع الرئاسي.

وكان الاخوان المسلمون اتهموا المجلس العسكري بالسعي الى حل مجلس الشعب للامساك بالسلطة التشريعية، مؤكدين ان مجلس الشعب لا يزال بالنسبة اليهم متمتعًا بصلاحياته.

من جانبه، اكد المجلس العسكري ان قراره بحل مجلس الشعب المنتخب quot;وفقا لصلاحياته هو قرار تنفيذي لحكم المحكمة الدستورية العليا القاضي ببطلان مجلس الشعب منذ انتخابهquot;.

وحضّت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون القادة المصريين الاثنين على اجراء حوار لانهاء الازمة بين المحكمة الدستورية والمجلس العسكري ومجلس الشعب والرئيس محمد مرسي. وشددت على اهمية اجراء حوار وبذل quot;جهود منسقة من جانب جميع من يحاولون معالجة المشكلة التي يمكن فهمها، ولكن ينبغي حلها لتفادي اي صعوبة يمكن ان تحرف العملية الانتقالية عن مسارهاquot;.

واعرب وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي عن ثقته بان مصر ستتجاوز الازمة القانونية والسياسية التي اندلعت بين الرئاسة من جهة والجيش والقضاء من جهة اخرى، وذلك بعدما استقبله الرئيس المصري محمد مرسي صباح الثلاثاء.

واوضح فسترفيلي، وهو اول وزير غربي يزور القاهرة منذ الانتخابات الرئاسية المصرية الشهر الفائت، ان مرسي اكد له انه يحترم سلطة المحكمة الدستورية العليا رغم المرسوم الذي اصدره باعادة صلاحيات مجلس الشعب. وصرح الوزير الالماني للصحافيين بعد لقائه مرسي quot;لدي انطباع انه يمكن ايجاد حلquot;.

واعتبرت الصحف المصرية الاثنين أن مرسي تحدى الجيش بقراره اعادة البرلمان الذي يهيمن عليه الاسلاميون، والذي حله المجلس العسكري منتصف الشهر الماضي ليستعيد سلطة التشريع في البلاد. واصدر مرسي بشكل مفاجئ الاحد، بعد اسبوع من قيام المجلس العسكري بتسليمه السلطة التنفيذية، مرسوماً يقضي بالغاء قرار الجيش بحل مجلس الشعب ودعا مجلس الشعب الى ممارسة صلاحياته التشريعية مجدداً.

ويقضي قرار مرسي بتنظيم انتخابات بعد 60 يومًا من الاستفتاء على الدستور الجديد للبلاد الذي لم تتم صياغته بعد ووضع قانون جديد للانتخابات التشريعية. وعقد المجلس العسكري اجتماعًا طارئًا مساء الاحد لبحث تداعيات قرار اعادة البرلمان، ولكن لم يصدر عنه أي موقف بعده.

وكتبت صحيفة الوطن المستقلة الاثنين في عنوانها الرئيس: quot;مرسي للعسكري: كش ملكquot;. اما صحيفة التحرير فقالت quot;مرسي يهزم العسكريquot; واعتبرت أن quot;الرئيس يتحدىquot; المحكمة الدستورية العليا. واعتبرت صحيفة الوفد الناطقة باسم حزب الوفد الليبرالي أن quot;الرئيس يغتال دولة القانونquot;. ورأت بعض الصحف في قرار مرسي quot;زلزالاً سياسيًاquot;.

واعتبر البعض قرار الرئيس quot;انقلابًا على الدستورquot;.وقال المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي على تويتر إن quot;القرار التنفيذي بعودة البرلمان هو إهدار للسلطة القضائية ودخول مصر في غيبوبة دستورية وصراع بين السلطاتquot;. واضاف quot;لك الله يا مصرquot;.

ودعا النائب الليبرالي في مجلس الشعب محمد ابو حامد المجلس العسكري الى quot;التحرك ضد هذا الانقلاب الدستوريquot;، مؤكدًا أن quot;مصر لا يحكمها مكتب ارشاد جماعة الاخوانquot;. وقال رئيس حزب التجمع اليساري رفعت السعيد quot;في بلد ديموقراطي، الرئيس لا يمكنه الا أن يحترم القضاءquot;.وتابع السعيد في تصريحات للتفزيون المصري quot;سواء اراد أم لا، يتعين على مرسي احترام احكام القضاءquot;، مؤكدًا أن احزاباً عدة quot;ستقاطع جلسات المجلسquot;.