مثل كل شيء في كوريا الشمالية، فإن أكبر الطرق إلى ما يحدث في البلاد يمرّ عبر بوابة التكهنات أولاً. على أن زعيمها كيم جونغ - أون أجّج لهب القيل والقال أخيرًا، عندما ظهر برفقة امرأة قيل إنها عشيقته المتزوجة مرة، وزوجته مرة أخرى... وقال آخرون بل هي شقيقته.


كيم وهيون معًا في إحدى مناسبات الدولة الرسمية

صلاح أحمد، وأشرف أبو جلالة: يزعم مراقبون غربيون أنهم تعرفوا أخيرًا إلى هويّة امرأة ظلت تُرى في الآونة الأخيرة برفقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ - أون في عدد من المناسبات الرسمية.

ونقلت صحف غربية الأربعاء عن مصادر في الاستخبارات الكورية الجنوبية قولها إن هذه المرأة الغامضة مغنيّة بوب سابقة في فرقة laquo;بوتشونبوraquo; اسمها هيون سونغ - وول، وحققت قدرًا عاليًا من الشهرة في الجارة الشمالية بأغانٍ، مثل laquo;حيبتي بيونغ يانغraquo; وlaquo;على خطى الجنودraquo;.

وتقول بعض التقارير الصحافية، إن تلك السيدة قصيرة الشعر، والتي تحرص على الظهور ببدل سوداء أنيقة، هي في العشرينات من عمرها. وفي هذا السياق، تكهنت صحيفة تشوسون البو اليومية الكورية الجنوبية بأن تلك السيدة ربما تكون شقيقته، كيم يو جونغ، وأضافت: quot;وولدت تلك السيدة في عام 1987، وهي الآن في منتصف العشرينات من عمرها. ويبدو أنها ذهبت إلى المدرسة في سويسرا مع يونغ أون في التسعيناتquot;.

لكن مصادر أخرى تقول إنها ليست شقيقته وانما دخل معها في علاقة غير شرعية منذ عشر سنوات، بعيد عودته من أكاديمية ليبفيلد - شتاينهولتسي الناطقة بالألمانية في بيرن السويسرية، وهي أكاديمية للصفوة وأبناء الميسورين.
وقيل إنه ارتبط بها عاطفيًا رغم أنها متزوجة، وإن والده الزعيم الراحل (في ديسمبر/كانون الأول الماضي) كيم جونغ - إيل حرّم عليه علاقته بها. وقال مصدر استخباراتي لصحيفة laquo;جونغ آنغ ديليraquo; في العاصمة الكورية الجنوبية سيول إن الحب جمع قلبيهما منذ أن كانا في سن المراهقة. ويبدو أن عاطفة كيم جونغ - أون - على الأقل- لم تُطفأ، وأنه ظل يقيم معها علاقة غير شرعية حتى بعد زواجها. وظل كل هذا مادة ساخنة للهمس في أروقة النخبة الكورية الشمالية العليا.

أما صحيفة التلغراف البريطانية فقالت إن فرقة بوتشونبو الإلكترونية الموسيقية سبق لها أن أنتجت عدة أغاني مميزة quot;حققت نجاحاً كبيراً بين حشود الشعب الكوري الشماليquot;، لكن هيون quot; اختفت من الساحة في الوقت الذي برز فيه كيم باعتباره الوريث الأكيد لوالده كيم جونغ ايلquot;.

ثم ظهرت هيون على الساحة للقيام بحفل في عاصمة كوريا الشمالية، بيونغ يانغ، مطلع شهر آذار (مارس) الماضي، للاحتفال بيوم المرأة العالمي. وتم الترويج للشائعات التي تحدثت عن وجود علاقة بينها وبين كيم يونغ لبعض الوقت.

يُعتقد أن المغنية، التي بلغت أوج شهرتها الفنية حوالي العام 2005، متزوجة (أو كانت متزوجة) من ضابط في القوات المسلحة وأنجبت منه طفلاً. ولكن لا يُعرف الآن مكان سواء لهذا الرجل أو للطفل، أو ما إن كان رباط الزوجية يجمعهما حتى الآن.

بغضّ النظر عن مكان زوجها وطفلها، فقد بدأ الناس يشاهدون هيون برفقة الزعيم في عدد من المناسبات العامة المتلفزة على الأمة. ومن هذه الاحتفال بيوم المرأة العالمي، الذي أدت فيه هذه المغنية أغنية خاصة. وكان آخرها ظهورهما سويًا يوم الأحد الماضي في إحياء ذكرى كيم إيل سونغ الذي توفي في 1994.

ملصق يروّج لإحدى حفلات هيون الغنائية

على أن مراقبين لأحداث المنطقة يقولون إن الغموض يلفّ هذه العلاقة بالكامل. فقد وصلت تقارير سابقة إلى حد القول إن هيون هي في الواقع شقيقته الأصغر كيم يو - جونغ، وإن ظهورها معه في المناسبات الرسمية يعني أنه يعدّها لدور كبير ما.

لكن الياباني توشيميتسو شيغومورا، بروفيسور الشؤون الدولية في جامعة واسيدا في طوكيو، يقول إن مصادره في كوريا الشمالية تؤكد له أن الزعيم كيم تزوج بهيون منذ زمن، وأن ظهورها معه الآن يمهد لإعلان هذا الزواج رسميًا على الأمة في وقت وشيك.

ومع هذا، تكهن آخرون بأن السيدة هي في واقع الأمر زوجة كيم يونغ، وهو الرأي الذي أكده أندري لانكوف، من جامعة كوكمين، الخبير في الشأن الكوري الشمالي، الذي أوضح أنه من غير المحتمل أبداً أن يعلن الزعيم الأعلى علانيةً عن هوية صديقته.

وأخبر محطة سي إن إن الأميركية أن تواجدها ربما يكون جزءًا من حملة معدّة بعناية للظهور بصورة أكثر ودية وإنسانية ورأفة مع الناس لإبعاد كيم يونغ عن والده وسلفه.

وأضاف لانكوف أن quot; كيم يونغ يسافر أكثر من والده وكذلك أكثر من جده. ويحب أن يعانق الجميع عناقاً بدنياً. وبهذا الخصوص ربما قرر أنها قد تكون فكرة جيدة للتلميح بأن لديه زوجة، وإن تبين أن تلك السيدة هي زوجته، فإنها ستعتبر نقطة تحول هامة على طريق خلع عباءة السرية التي كانت تميز الحياة الشخصية لوالده وجده، مؤسس كوريا الشمالية كيم ايل سونغ. وعندما كانت الزوجة الأولى لجده لا تزال على قيد الحياة، لم يكن يُذكَر اسمها مطلقاً في وسائل الإعلام. ولم يكن يشار حتى إلى وجودهاquot;.

يذكر أن كيم نفسه يظل مجهولاً إلى حد بعيد، رغم أنه يحكم إحدى أهم دول المنطقة، وإن كان الفقر يعصف بها. وعلى سبيل المثال فإن تاريخ ميلاده يبقى محل شك، رغم أن موسوعة laquo;ويكيبيدياraquo; تقول إنه الثامن من يناير/ كانون الثاني 1983 أو 1984.

ورغم طبيعة بلاده الشيوعية، فبين القليل الذي يعرف عن كيم أنه مغرم باقتناء أشهر ماركات الأحذية الرياضية الغربية، مثل laquo;نايكهraquo; وlaquo;أديداسraquo;. وقالت نيكولا كافاسيفيتش، وهي روسية، درست معه في الأكاديمية نفسها، إن كل زوج من هذه كانت بسعر 200 دولار على الأقل. وتبعًا للصحافة الكورية الجنوبية فقد بلغت الجهود لتصوير الحفيد في هيئة أبيه وجده حد أنه أُخضع لسلسلة من العمليات الجراحية التجميلية لذلك الغرض.