رتشارد برانسون في معرض فارنبره الجوي

مخلوقات فضائية تمضي عطلاتها بيننا، وأخرى تستطلع دفاعات الأرض الجوية، وأحاديث أخرى تصنّف في خانة الخيال العلمي! لكن يبدو أن وزارة الدفاع البريطانية تأخذ الأمر مأخذ الجد وتسعى الى الاستفادة من تكنولوجيا الأجسام الطائرة التي يُقال إنها تشاهد في مختلف أنحاء الدنيا.


لندن: أعلن الملياردير البريطاني رتشارد برانسون أن شركته laquo;فيرجين إنترغالاكتيكraquo; ستبدأ أولى رحلاتها التجارية الى الفضاء العام المقبل. وقال إنه وبعض أفراد أسرته سيكونون على متن الرحلة الأولى بمعية عدد من المشاهير أمثال أنجلينا جولي وبراد بيت.

في غضون هذا أظهرت وثائق laquo;سريّةraquo; في أرشيف وزارة الدفاع البريطانية أن الخبراء العسكريين يؤمنون باحتمال laquo;زياراتraquo; من مخلوقات فضائية إما بغرض laquo;الاستطلاع الحربيraquo; أو مجرد laquo;السياحةraquo; لرؤية ما يحدث على كوكبنا هذا.

وتظهر وثيقة بتاريخ 1995 نشرها مكتب الأرشيف القومي وتداولتها الصحف قول خبير عسكري في الوزارة إن الهدف من التقرير هو laquo;إثبات الحقائق وراء رؤية أجسام طائرة على سبيل الأولوية القصوىraquo;. وأضاف أن الوقائع laquo;لا تشير الى أن هذه الزيارات عدائية المقصد والهدفraquo;.

نريد هذه التكنولوجيا

المخلوقات الفضائية صارت جزءا مألوفا من الخيال البشري

يضيف الخبير، الذي لا يشير الى اسمه أو رتبته: laquo;نحن لا نتحدث عن مخلوقات خضراء (كما تصورتها هوليوود) تزورنا كل مساء. لكن الحقيقة التي تظل قائمة هي أننا لا نحيط علمًا بخبايا هذه المسألة. وفي حال ثبت أن الأجسام التي يتحدث عنها الناس ليست من هذه الأرض فعلينا معرفة ماهية المخلوقات وراءها، وما إن كانت لديها أي نوايا عدوانية تجاه المملكة المتحدةraquo;.

ويمضي قائلاً: laquo;شهادات العيان الواردة عن هذه الأجسام تشير الى أنها تتمتع بطيف عريض من مختلف السرعات والقدرة على التخفي. وهذه - من الناحية العسكرية - هي المسألة التي تهمنا. فهذا هو نوع التكنولوجيا الذي نسعى اليه لتعزيز دفاعاتنا وعلينا السعي الحثيث للحصول عليهraquo;.

تتعدد الأسباب

في الوقت نفسه، فإن هذا التقرير يرجع الأحاديث عن رؤية أجسام طائرة مجهولة الهوية مفترض أنها آتية من الفضاء الخارجي الى واحد أو أكثر من عدد من الأسباب أبرزها: التخيلات الوهمية الجماعية، ومختلف الظواهر العلمية على الغلاف الأرضي مما لا تدركه العامّة، والطائرات التجريبية الأميركية، والخدع والأكاذيب التي يطلقها البعض وتجد أرضًا خصبة لها في العقول الضعيفة.

لكن التقرير يقول أيضا إنه لا يمكن الركون الى أي من هذه الأسباب باعتباره وحده التفسير الشافي لظاهرة رؤية الأجسام الطائرة هنا وهناك وبين الفينة والأخرى. ويقر في الوقت نفسه بأن laquo;ثمة أناسًا شاهدوا أجسامًا غير مألوفة طائرة في السماء لكنهم يمتنعون عن الحديث علنا عنها خشية تعرضهم للحرج العميق في حال صار ثمة تفسير بسيط لما رأوهraquo;.

لقطة من فيلم MIB الذي يفترض وجود مهاجرين فضائيين بيننا

ظاهرة قديمة

يقول التقرير أيضًا: laquo;من الناس أيضًا من يعتقد أن رؤية الأطباق الطائرة ظاهرة ظلت حكراً على عصرنا هذا. لكن الوثائق التاريخية تثبت لنا أن هذا غير صحيح، وأنها ظلت قائمة منذ مئات السنين. على أننا نعرف أن الحديث عنها ظل يتزايد خصوصًا منذ الحرب العالمية الثانية، وأن معظم الذين يقولون إنهم شاهدوها هم أناس من فئات معيّنة كالمزارعين ورجال الشرطة الليلية والأطباء والعشاقraquo;!

مناقشة في مجلس اللوردات


في 1979 أصدرت وزارة الدفاع البريطانية تقريرًا آخر في إطار الإعدادات لمناقشة الأطباق الطائرة داخل مجلس اللوردات عبر السؤال التالي: لماذا تريد أي مخلوقات فضائية زيارة الأرض؟
وأدلى ضابط استخبارات بشهادته أمام المجلس فقال إن من الحصافة الأخذ في الاعتبار عدد الكواكب في الكون، وإن بين هذه الكواكب ما يصلح لوجود الحياة فيه، ويستقيم بالتالي لأي مخلوقات ذكية أن تسعى لزيارتها ومعرفة ما يدور فيها.

laquo;فيرجينraquo; ستطلق أول رحلاتها الفضائية السياحية العام المقبل

لكنه قال أيضًا: laquo;ثمة حقيقة لا بد من ذكرها في إطار هذا الافتراض، وهي أن زيارة لكوكب laquo;ذكيraquo; (الأرض) لا تتم على الأرجح وعلى الأكثر إلا مرة في نحو ألف سنة. وعلى هذا النحو فإن الحديث عن آلاف الأطباق الطائرة التي يقول الناس إنهم يشاهدونها يوما بعد آخر عسيرة حقا على التصديق. ويبقى هذا صحيحًا حتى بافتراض أن ثمة مخلوقات ذكية من حولنا تطلق مركباتها الفضائية عشر مرات في السنة على الأقلraquo;.

ازدواجية واحتفال أيضًا

ثمة وثائق أخرى في وزارة الدفاع البريطانية تتناول مسألة الأطباق الطائرة وتتصل بأول دراسة رسمية لهذا الأمر أجريت العام 1950. وقد سميّت هذه باسم لجنتها وهي laquo;جماعة العمل بشأن الأطباق الطائرةraquo; ونشطت منذ ذلك العام حتى 1952. وفي 1998 علّق مسؤول دفاعي على هامش إحدى تلك الوثائق قائلاً: laquo;هل نعاني من الازدواجية؟ لماذا ننكر وجود أجسام طائرة من الفضاء الخارجي وفي الوقت نفسه نشكّل لجنة كهذه للبحث في خباياهاraquo;؟

ويقول الدكتور ديفيد كلارك، المحاضر الجامعي ومستشار شؤون الأجسام الطائرة في دار الأرشيف القومي: laquo;ما يتعين أن نحتفل به الآن هو أن الحكومة قررت أخيرًا الإفراج عن هذه الملفات والوثائق، وهذا ما ظللت ادعو له عبر سنوات طويلة. بهذا يستطيع المرء الاطمئنان الى أن الأجيال المقبلة ستجد نافذة تطل منهاعلى التاريخ الاجتماعي المعاصر الذي يُصنع اليومraquo;.

هيا بنا الى الفضاء مع برانسون

هل جاء دور الإنسان في زيارة الكواكب الأخرى بغرض الهجرة أو قضاء عطلته؟ ربما استلزم هذا الأمر وقتًا غير معروف الآن، لكن الملياردير البريطاني رتشارد برانسون أعلن لتوّه أن شركته الشهيرة laquo;فيرجينraquo; ستفتح العام المقبل باب laquo;السياحة الفضائيةraquo; على نطاق تجاري للجمهور في أول خطوة من نوعها.

ونقلت وسائل الإعلام عن رجل الأعمال الرائد قوله إن أول سفرية على متن مركبته الفضائية laquo;سبايس شيب 2raquo; (SS2) التابعة لـlaquo;فيرجين إنترغالاكتيكraquo; ستضمه شخصيًا إلى جانب ابنه سام وابنته هولي. وستطير هذه المركبة نحو 96 كيلومترًا في الفضاء في أواخر 2013.

وأعلن برانسون مشروعه هذا وهو محاط بحضور laquo;معرض فارنبره الجويraquo; (مقاطعة هامبشاير الانكليزية) عصر الإبعاء. وكان بين هؤلاء 120 شخصًا (من مجموع 529) دفعوا عربونًا لتذكرة الرحلة التي ستستغرق ساعتين. وبلغ سعر هذه 128 ألف جنيه للرأس (نحو 200 دولار). وبمبلغ كهذا فلا غرو أن تكون القائمة مشتملة على أسماء مثل براد بيت وأنجلينا جولي.

هل استوحت أميركا تكنولوجيا laquo;ستيلِثraquo; من الأجسام الطائرة؟

وقال برانسون إن مركبته الدافعة laquo;هوايت نايت 2raquo; التي ستطلق بـlaquo;إس إس 2raquo; الى الفضاء، ستستخدم أيضًا في إطلاق مركبة أخرى باسم laquo;لونشر 1raquo; تتخصص في حمل الأقمار الاصطناعية الصغيرة بجزء ضئيل من تكاليف الشحن الخرافية السائدة اليوم.