أثار التحذير الذي أطلقه السفير السوري، الذي انشق عن النظام نواف الفارس الاثنين، بشأن إمكانية استخدام الرئيس السوري بشار الأسد الأسلحة الكيميائية ضد شعبه، حالة من القلق خاصة في أوروبا التي تضاعفت مخاوفها بشأن ترسانة الأسلحة الكيميائية في دمشق.


بروكسل: مع اتساع رقعة المعارك في سوريا تتضاعف مخاوف المجتمع الدولي حيال الاسلحة الكيميائية التي يقال إن نظام الرئيس السوري بشارالاسد جمعها بكميات كبيرة.

وتعززت هذه المخاوف مع تحذير اطلقه السفير السوري الاول الذي انشق عن النظام نواف الفارس الاثنين. فقد اعرب عن قناعته بأن الاسد مستعد لاستخدام ترسانته الكيميائية اذا باتت ايامه في الحكم معدودة.

قبل ايام نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن تقارير استخباراتية معلومات عن عملية محتملة لنقل هذه الاسلحة.

الأسلحة الكيميائية في سوريا تثير قلق الغرب

بأي هدف؟ هل لاستخدامها ضد الثوار والمدنيين أم لحمايتها لئلا تقع بين يدي جماعات مسلحة أو دول اجنبية؟

ويرد الخبراء على هذه التساؤلات بالدعوة الى الحذر. وصرح دبلوماسي غربي أن quot;المعلومات المتوافرة ضئيلة وبعضها متناقضquot;. وقال دانيال بايمان الخبير في مؤسسة بروكينغز في واشنطن quot;لا نعلم شيئًا عن نوايا النظامquot;.

كما لا تتوافر بيانات عامة على الاطلاق حول الترسانة السورية لأن دمشق ليست عضوًا في منظمة حظر الاسلحة الكيميائية.

ويبدي الاسرائيليون اكبر قدر من القلق. وقال مساعد رئيس الاركان الجنرال يائير نافيه قبل فترة قليلة إن quot;سوريا جمعت اكبر ترسانة من الاسلحة الكيميائية في العالمquot;. وتابع أنها quot;تملك صواريخ وقذائف قادرة على الوصول الى أي نقطة على الاراضي الاسرائيليةquot;.

وقال بايمان إن البرنامج السوري quot;متطور الى حد كبيرquot;، مضيفًا أنه يضم منتجات تقليدية على غرار غاز الخردل الذي استخدم بشكل كبير في الحرب العالمية الاولى وكذلك غاز السارين وغاز الاعصاب في.اكس. القاتل.

وبدأت دمشق في تطوير هذا البرنامج في السبعينيات والثمانينيات بمساعدة الاتحاد السوفياتي لتعزيز قدراتها الرادعة في مواجهة اسرائيل. غير أنها لم تستخدم الاسلحة الكيميائية في نزاعات مع جارتها الجنوبية ولا سيما حرب لبنان عام 1982.

لاحقًا استفاد النظام السوري من مساعدة ايران، أحد حلفائه الاساسيين، quot;لبناء مراكز انتاجquot; والتزود بالمواد، بحسب تقرير لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية لعام 2008.

واشارت دراسة أخرى لمركز الدراسات حول عدم الانتشار الى امتلاك سوريا ما لا يقل عن أربعة أو خمسة معامل للاسلحة الكيميائية قرب دمشق وحلب وفي حماة وهي احدى المدن المركزية في الانتفاضة الشعبية.

ولفت الخبراء الى تنظيم مناورات في مطلع تموز/يوليو تشمل تمارين على اطلاق صواريخ سكود واس اس-21 قادرة على حمل اسلحة كيميائية.

واعتبر بايمان أن quot;استخدام (تلك الاسلحة) سيشكل مجازفة هائلةquot; للنظام. quot;لذلك، فإن الرأي السائد أنه لن يفعل الا كملاذ أخيرquot;.

وقد يؤدي تصعيد مماثل الى تدويل النزاع ولا سيما في حال تهديد الاراضي الاسرائيلية بحسب خبراء.

كما تشمل المخاوف خطر انتشار الاسلحة السورية سواء كانت كيميائية أو تقليدية في حال سقوط الاسد. ويخشى البعض أن تنتهي في أيدي جماعات ارهابية ولا سيما القاعدة.

وحذرت الولايات المتحدة في الاسبوع الفائت سوريا من أنها quot;تتحمل مسؤوليةquot; عدم ضمان امن اسلحتها الكيميائية.

في شباط/فبراير، اعتبر مسؤولون اميركيون في تصريحات صحافية أن ضمان أمن مواقع الاسلحة الكيميائية يتطلب اكثر من 75 الف رجل.