تونس: أرجأ مجلس الوزراء التونسي الثلاثاء إلى أجل غير مسمى البت في مشروع قانون يتعلق بالتعويض المادي للمساجين السياسيين في عهد الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، فيما تظاهر المئات ضد مشروع القانون أمام مقر المجلس الوطني التأسيسي.
وقال سمير ديلو الناطق الرسمي باسم الحكومة التي يقودها حمادي الجبالي أمين عام حركة النهضة الاسلامية في مؤتمر صحافي quot;تم تأجيل البت في الموضوع إلى غاية استيفاء دراسته بما يحقق احترام ضابطين اثنين: الوفاء بالتزامات الدولة، وعدم المساس بالتوازنات المالية للدولةquot;.
وأشار ديلو إلى أن الحكومة لن تتراجع عن تعويض quot;المضطهدين وستفي بالتزاماتها تجاههمquot;. وفي 19 شباط/فبراير 2011 أصدر الرئيس السابق فؤاد المبزع quot;مرسوما يتعلق بالعفو العامquot; عن آلاف من المساجين السياسيين.
وينص الفصل الثاني من هذا المرسوم على أنه quot;لكل من سيشملهم العفو العام (..) الحق في العودة للعمل (الذي فصلوا منه) وفي طلب التعويضquot; على أن quot;يقع النظر في مطالب التعويض المقدمة من قبل الأشخاص المنتفعين بالعفو العام طبقا لإجراءات وصيغ يحددها إطار قانوني خاصquot;.
وفي 27 تموز/يوليو 2012 استقال وزير المالية حسين الديماسي من منصبه احتجاجا على اعتزام الحكومة استصدار قانون للتعويض المادي للمساجين السياسيين. وقال الديماسي في بيان استقالته إن التعويضات ستكبد الدولة quot;نفقات اضافية خانقة للمالية العمومية بالعلاقة مع العدد الضخم من المنتفعين والحجم المهول للتعويضات المنتظرةquot;.
وقدر الوزير المستقيل في تصريحات صحافية القيمة الجملية للتعويضات بحوالي مليار دينار تونسي (حوالي 500 مليون يورو) وعدد المستفيدين منها بنحو 12 ألف شخص أغلبهم من المنتمين لحركة النهضة.
وتظاهر الثلاثاء مئات التونسيين المعارضين لصرف تعويضات للمساجين السياسيين أمام مقر المجلس الوطني التأسيسي ورددوا شعارات معادية لحركة النهضة مثل quot;يا شعب فيق..فيق النهضاوي يسرق فيكquot; وquot;لا تعويض لا نفاق يا عصابة السراقquot;، وquot;الشعب..فد..فد..(أصيب بالقرف) من الطرابلسية الجددquot; في إشارة إلى عائلة ليلى الطرابلسي زوجة بن علي التي تعتبر رمزا للفساد في عهد الرئيس المخلوع.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها quot;الشعب الزوالي (الفقير) أحق بالتعويض يا حكومة العمالةquot; وquot;منتهى الإهانة أن يثمن نضالك بالمالquot; وquot;من كان يناضل من أجل المال فهو مرتزق دجالquot; وquot;أنا لم أعذب أحدا ولن أعوض لأحدquot;.
التعليقات