رئيس الحكومة المصرية هشام قنديل
شكل التشكيل الوزاري الذي أعلن عنه رئيس الحكومة المصرية هشام قنديل صدمة ثوية للمصريين الذين اعتبروا أنها حكومة لا تعبر عن الثورة، لكونها تضم وجوها من النظام السابق ومن الاخوان، مع تمثيل ضعيف للمرأة والأقباط.

القاهرة: كما أصيب المصريون بصدمة عند إختيار الدكتور هشام قنديل لتشكيل الحكومة، أصيبوا بالصدمة نفسها عندما أعلن عن إكتمال تشكيل وزارته، التي جاءت غير معربة عن مطالب الثورة، لاسيما بعد أن ضمت بعض الوجوده المحسوبة على النظام القديم، والمعروفة إعلامياً باسم quot;الفلولquot;، إضافة إلى بعض الوجوه الإخوانية. ما جعل سياسيون و ثوريون يعتبرون أنها حكومة لا تعبر عن الثورة، وتمثل إستمراراً لفكر وسياسيات نظام حسني مبارك الذي أسقطته ثورة 25 يناير.

وزراء فلول

طالت الإنتقادات بشكل خاص عدد من الوزراء الجدد في مقدمتهم اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية، الذي كان يشغل منصب مدير الأمن العام، ومسؤول عن الأمن الجنائي طوال المرحلة التي أعقبت الثورة، وأحد مهندسي عمليات القتل التي وقعت فيما عرف بـquot;أحداث محمود محمود، التي قتل فيها أكثر من 42 شاباً من شباب الثورة، وألقيت جثث بعضهم في أكوام القمامة. ثم العباسية ثم أحداث إستاد بورسعيد، وهو أحد شهود النفي في قضية قتل المتظاهرين أثناء الثورة.

اللواء أحمد زكي عابدين وزير التنمية المحلية، الذي شغل منصب محافظ كفر الشيخ، وإندلعت ضده العشرات من المظاهرات، التي طالبت بإقالته، نظراً لفشله في إدارة المحافظة، كما أنه كان أحد المقربين من نظام حكم مبارك والمجلس العسكري، بإعتباره ضابطاً سابقاً بالقوات المسلحة.
علاء عاشور وزير الطيران المدني، رئيس شركة مجلس إدارة شركة مصر للطيران، الذي نظم العاملون بالشركة ضده مظاهرات، واعتصامات للمطالبة بإقالته، و كان يعتبر الطيار الخاص بالرئيس السابق حسني مبارك، وأحد المقربين من الفريق أحمد شفيق المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، وكان أحد أعضاء حملته الإنتخابية.
ممتاز السعيد وزير المالية، شغل منصب وكيل الوزرات لسنوات طويلة، وكان يعتبر الذراع اليمنى للوزير الهارب يوسف بطرس غالي.

العامري فاروق وزير الرياضة، الذي كان يعتبر من أكثر مؤيدي الفريق أحمد شفيق، وشارك في مظاهرات quot;المنصةquot; المؤيدة له.
أسامة صالح وزير الإستثمار، شغل منصب رئيس هيئة الإستثمار، وهو صاحب قرارات إغلاق 12 قناة فضائية في عهد النظام السابق، قبل اندلاع الثورة بأشه قليلة، وكان أحد المقربين من وزير الإستثمار السابق محمود محي الدين، الصديق المقرب جداً من جمال مبارك، نجل الرئيس السابق حسني مبارك، وأحد مهندسي وممولي عملية التوريث.

وزراء إخوان

كما تعرض بعض الوزراء للإنتقادات نظراً لإرتباطهم بالرئيس محمد مرسي خلال الحملة الإنتخابية لرئاسة الجمهورية، ومنهم: صلاح عبد المقصود وزير الإعلام عضو جماعة الإخوان المسلمين، وأحد مسؤولي اللجنة الإعلامية في الحملة الإنتخابية للرئيس مرسي. وهو صحافي شغل منصب نقيب الصحافيين المصريين بالإنابة، خلال الفترة التي أعقبت إسقاط حكم الرئيس السابق حسني مبارك، وأشرف على إجراء الإنتخابات في نوفمبر 2011، وفاز فيها ممدوح الولي بمنصب النقيب.

المهندس طارق وفيق وزير الإسكان، وهو عضو بارز في حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، والمسؤول التنفيذي لمشروع النهضة بالحملة الإنتخابية للدكتور محمد مرسي.
الدكتور مصطفى مسعد وزير التعليم العالي، وهو أستاذ في جامعة القاهرة، وعضو في جماعة الإخوان المسلمين، وكان مسؤول ملف التعليم بالحملة الإنتخابية للرئيس محمد مرسي. خالد الأزهري وزير القوى العامل والهجرة، وهو عضو بحزب الحرية والعدالة، ونائباً في مجلس الشعب المنحل، وأحد المقربين من الرئيس محمد مرسي.

كوكتيل إخوان وفلول

ووصف ممدوح إسماعيل القيادي في التيار الإسلامي، والمعروف باسم quot;نائب الأذانquot;، الحكومة الجديدة بأنها quot;كوكتيل إخوان وتكنوقراط وفلول، وأخطرهم الداخليةquot;، وأَضاف في تغريدة له على توتير: quot;سأتحلى بالحلم الشديد، ولن أحكم مسبقًا حتى على الفلول، وفي انتظار العمل، ربنا يوفق، لكن كما قلت ليست حكومة ثورة، إنما هي حكومة انتقالية لتهدئة مرحلة والمرور الآمن، ثم نرى بإذن الله حكومة تمثل الثورة بحق، ولكن أخشى الذئاب المتحفزة، التي لم يكن لها علاج إلا بحكومة ثورةquot;.

فكر مبارك

الجنزوري ومرسي

فيما قالت إنجي حمدي عضو المكتب السياسي لحركة 6 ابريل، إن ثورة 25 يناير لم تقم ضد مبارك فقط، وانما قامت ضد نظام وفكر مبارك، وأضافت أنه مع أول تشكيل وزاري لرئيس منتخب بعد الثورة، يتم الإحتفاظ بوزراء ممن يحملون فكر مبارك، وتساءلت حمدي في تصريحات أرسلتها لـquot;إيلافquot;: هل ينتظر من هؤلاء بناء مصر الجديدة؟ وأضافت حمدي موجهة كلامها للرئيس محمد مرسي: لا بد أن تعلم أن الكثير من المصريين اختاروك في جولة الإعادة فقط، لإسقاط الفلول وإسقاط شفيق، فلماذا تأتي بـquot;فلولquot; في حكومتك الجديدة؟ وتابعت: لماذا الإحتفاظ بالسيد ممتاز السعيد وزيراً للمالية، وهو رجل بطرس غالي الأول؟ ماسبب اختيار أحمد جمال الدين وزيراً للداخليه وهو مساعد وزير الداخلية بأحداث محمد محمود ومجلس الوزراء والعباسية وبورسعيد!! هل هكذا تكرم المصابين والشهداء؟ ما معايير اختيار محافظ سيء السمعة وتعيينه وزيراً للتنمية المحلية؟ ماهي كفاءة علاء عاشور وزير الطيران المدني غير أنه كان الطيار الخاص للمخلوع مبارك وأهم رجال شفيق؟ لماذا الابقاء على وزارة الاعلام؟ وعدم تشكيل مجلس أمناء أو المجلس الأعلى للاعلام؟ بدلا من تطهير هذا الجهاز و تطويره والدفع نحو إعلام حر مستقل، لايعبر عن حاكم أو سلطة أو حزب؟ لماذا يتم اختيار عضو جماعة الاخوان المسلمين صلاح عبدالمقصود وزيراً للإعلام، وما معايير اختيار وزير الرياضة؟ وما أسباب الإبقاء على وزراء الخارجية والتصنيع الحربي والدفاع؟

المرأة الأقباط والشباب

ولفتت حمدي إلى أن تشكيل الحكومة الحالي يمثل استمرار لعدم تنفيذ الرئيس محمد مرسي لوعوده ومنها تشكيل حكومة تكنوقراط يغلب عليها أصحاب الكفاءات، وعدم تنفيذ وعوده بتمثيل المرأة والشباب والأقباط تمثيل حقيقي. وأضافت أن من حق الدكتور مرسي أن يختار حكومته لكي يتحمل مسؤولية اختياره عند محاسبته على أفعاله، ولكن من حق المواطن أن يعلم ما هي معايير اختياره؟ وتساءلت حمدي: لماذا الإبقاء على الدكتور كمال الجنزوري كمستشار وتكريمه في الوقت الذي صرح به مرسي أن حكومة الجنزوري فاشله ولا بد من رحيلها؟ ماسبب تكريمه وماهي انجازاته التي يتحدث عنها؟ ما هي معايير اختيار واختصاصات ومهام نواب الرئيس؟ وتابعت موجهة حديثها للرئيس: أين التشاور مع القوى الوطنية وأين الشفافية والوضوح التي وعدت بها شعبك؟ نعلم أن المجلس العسكري يمارس ضغطا في اختيار الوزراء وإبقاء الجنزوري ولكن يجب على الدكتور مرسي مصارحة الشعب، لأنه سيحاسب الرئيس المنتخب إذا تقاعس عن دورهquot;. وواصلت: ليس من حق الرئيس أن يحدثنا بعد اليوم عن الدولة العميقة أو خطة الفلول لإسقاطه، لأنه هو من احتفظ بهم في وزارتهquot;.

لا توافق وطني

فيما انتقد التيار الشعبي بقيادة المرشح الخاسر حمدين صباحي تشكيل الحكومة الجديدة، وقال: quot;بعد مخاض طويل وتكهنات عديدة ووعود بحكومة توافق وطني، جاء الإعلان عن تشكيل أول حكومة فى عهد الرئيس المنتخب بعد الثورة، لتمثل إحباطا لآمال كثيرين ممن كانوا يراهنون على إمكانية تشكيل حكومة وطنية تتسع لكل قوى وتيارات المجتمع برئاسة (شخصية سياسية وطنية مستقلة) كما تعهد من قبل الدكتور محمد مرسي، ولكن جاءت الحكومة - مع احترامنا للأشخاص وأمنياتنا لهم بالتوفيق - أقل كثيرا من كونها حكومة تعبر عن الثورة وقادرة على تحقيق أهدافها، فهي حكومة جاءت بأغلبية تكنوقراط، وهو أمر غريب يجعلنا نتساءل حول فهم منصب الوزير، وهل هو مجرد موظف فني متخصص أم أننا فى عهد الثورة نحتاج لوزراء سياسيين أساسا. وانتقد التيار الشعبي ندرة تمثيل المرأة والأقباط والشباب فى هذه الحكومة، وقال إن الوزارة تضمنت سيدتين فقط، إحداهن قبطية، أما المتوسط العام لأعمار الوزراء فلا يزال يدور فى فلك الخمسينات والستينات دون أدنى اقتراب من كفاءات فى جيل جديد شاب فجر الثورة وقادهاquot;.

وأشار التيار إلى أن quot;هذه الحكومة الجديدة تؤكد تماما أنه لا خلاف حقيقي أو جوهري بين جماعة الإخوان المسلمين وبين المجلس العسكري حول طريقة إدارة البلاد والسياسات العامة، وهذا واضح ومترجم فى اختيار الوزراء، فالإعلان الدستوري المكمل، الذي اعتصمت من أجله جماعة الإخوان - والذي كنا ولا زلنا ضده وضد نصوصه - هو نفسه الذىي التزمت الجماعة ببنوده دون معارك فى التشكيل الحكومي، واختيارات الوزراء تؤكد أنه لا جديد تحت الشمس فى طرق ومعايير اختيار المسؤولين ولا السياسات، اللهم الا المزيد من التدقيق في النزاهة والاخلاق والسمعة الطيبة والتدين فى بعض الاحيان، وهو ما قد يفسر اختيار كثير من الوجوه المحسوبة تقليديا على النظام السابق فى الحكومة الجديدةquot;.

بعيدا عن الثورة

وقال النائب السابق أبو العز الحريري، لـquot;إيلافquot; إن تشكيل الحكومة جاء بعيداً عن الثورة، ويؤكد أن هناك توافق بين الإخوان والمجلس العسكري على استمرار النظام السابق، وتطعيمه ببعض الوجوه الإخوانية، مشيراً إلى أن الحكومة الجديدة لا تعبر إلا عن تطلعات الإخوان والنظام السابق والمجلس العسكري، وليس عن تطلعات الشعب المصري والثورة التي قام بها.