تل أبيب: كتبت صحيفة quot;هآرتسquot; الإسرائيلية اليوم عن قلق زائد بين المسؤولين العسكريين الإسرائيليين بشأن خلايا القاعدة المتركزة في سوريا، وذكرت الصحيفة أن الخوف من تنفيذ هجمات ضد إسرائيل من الأراضي السورية أصبح يتزايد في الآونة الأخيرة.

وأضافت أن نموا قد سُجل خلال الأسابيع الأخيرة في تورط تنظيم quot;القاعدةquot; في القتال ضد عناصر الجيش السوري إضافة إلى أن عددا كبيرا من المتشددين الإسلاميين واللذين عُرفوا بتنظيماتهم المُنادية بحركة جهاد عالمية بما فيها quot;القاعدةquot; أصبحوا داخل سورية وهم يشاركون في القتال الدائر في البلاد و بعضهم متعاون بشكل كبير وواضح مع الجيش السوري الحر.
في المقابل يعارض بعض أعضاء الثورة السورية هذا التدخل من الإسلاميين ويقولون إن هذه الجماعات الإسلامية تهدد مستقبل سورية ما بعد الأسد.
تتعدد السيناريوهات المطروحة في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وبعضها يقول بأن هؤلاء الناشطين الإسلاميين سيوف يحاولون القيام بعمليات ضد إسرائيل في المستقبل القريب بهدف دفع الأسد إلى مواجهة مع إسرائيل، وهناك قلق دولي أكبر من أن الإسلاميين المتشددين سيستغلون عدم الاستقرار الذي سيقع في البلاد في حال سقوط الأسد و تحويل سورية إلى قلعة لتخطيط وتنفيذ الهجمات ضد إسرائيل، وهذه السيناريوهات المطروحة تبدو ممكنة في ضوء مشاركة القاعدةquot; في القتال الدائر في سورية واستمرار الفوضى الحالية وضعف النظام الحاكمquot;.
وقد نشرت بعض المواقع الالكترونية التي تتعامل مع تنظيم quot;القاعدةquot; أسماء لمواطنين عرب مؤيدين لتنظيم القاعدة من بلاد عربية مختلفة هي العراق واليمن والأردن والسعودية، تقول المواقع إن هؤلاء المواطنين قتلوا في سوريا.
ومن أهم هذه المجموعات التي تعبر عن رأي القاعدة هي مجموعة جبهة النصر لأهل الشام. وقد أطلقت هذه المجموعة عددا من مقاطع الفيديو المصورة على الانترنت كما أعلنت مسؤوليتها عن عمليات مسلحة نُفذت ضد جيش النظام السوري، وهي عمليات تختلف عن تلك التي أعلن الجيش السوري الحر قيامه بها.
وترى الصحيفة أن تهديد إسرائيل من الشمال قد يأتي في أي وقت، ومن الجنوب سيناء أصبحت ملجأ لعمليات القاعدة في الشرق الأوسط متهمة بعض السكان المحليين في سيناء وحركة المقاومة الإسلامية حماس والجهاد الإسلامي بمساعدة مقاتلي القاعدة بشكل جزئي.
ونوهت الصحيفة إلى الجمعة أطلاق حماس سراح السلفي هشام السعيدني وهو المسؤول عن قتل ناشطي سلام ايطاليين في فيتوريو أريجوني قبل 18 شهرا. وسعيديني هو قائد لمجموعة التوحيد والجهاد والمعروفة بدعواتها للجهاد العالمي وكانت المجموعة قد ابتعدت عن إيطاليا بعد اعتقال قائدها.
في هذه الأثناء فإن أكثر من 250 قتلوا في القتال الدائر في سورية خلال نهاية الأسبوع الماضي. معظمهم قتلوا في دمشق، حلب ودير الزور.
وتقول الصحيفة أن كلا من المعارضة والنظام يخوضان حربا إعلامية يزعم فيها كل طرف بتحقيق نصر ساحق على الآخر ، فمثلا نرى ممثلي الجيش النظامي السوري يقولون أنهم نجحوا في السيطرة على دمشق في حين نستمع إلى مسؤول في النظام السوري يصف الوضع في دمشق بquot;الجيدquot;، وفي جانب آخر تعلن المعارضة سيطرتها على أكثر من 60% من حلب ثاني أكبر المدن السورية.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول الجيش الحر في حلب عبد الجابر محمد عقيد اتهامه لطهران وحزب الله بمساندة النظام السوري مشيرا أن آلاف المقاتلين الإيرانيين قد قدموا لسورية مؤخرا، لكن طهران من جهتها أنكرت أن تكون قد أرسلت عناصر للقتال في الجيش النظامي السوري.
وقد أعلن التلفزيون الإيراني أمس السبت أن 48 إيرانيا خطفوا في سورية واتهمت إيران من أسمتهم بـquot;إرهابيينquot; بتنفيذ هذه العملية.