القاهرة تعهدت محاربة الأنفاق الواصلة إلى غزة

يرى سكان قطاع غزة أن مقتل 16 من الضباط والجنود المصريين في هجوم سيناء الأحد الماضي سيؤثر بشكل مباشرفي حياة سكان القطاع بشقيها الاقتصادي والاجتماعي، حيث سارعت مصر إلى إغلاق معبر رفح، وأعلنت عزمها محاربة الانفاق التي تصل إلى غزة ويتم من خلالها تهريب البضائع.


يبدي سكان قطاع غزة الكثير من القلق بعد توجيه اتهامات لعناصر فلسطينية غير معروفة حتى الآن بتنفيذ الهجوم على الجنود المصريين في سيناء وقتل 16 منهم الأحد الماضي.

وفور وقوع العملية كانت الأصابع تتجه نحو غزة لكونها الأقرب من حيث المكان وكذلك العلاقة السياسية والاقتصادية والاجتماعية .

وبعد عملية رفح، يتساءل المواطن في غزة عما قد يحدث من إجراءات صارمة تجاه الأنفاق التي تعد المتنفس الأساسي للغزيين وتعتبر أحد أهم الطرق التي تدخل من خلالها البضائع إلى غزة، فيما تفرض إسرائيل على القطاع حصارا شاملا.

مصدر الرزق الوحيد

أحد العاملين في منطقة الأنفاق quot;أحمد النجارquot;يتحدث لـquot;إيلافquot; وقد بدا الغضب على وجهه نتيجة لأن منطقة الأنفاق منذ العملية لم تشهد أي حراك اقتصادي يذكر فهو يقول quot;من قاموا بالعملية الأخيرة يستهدفون ضرب غزة من الناحية الاقتصادية ،هم يعرفون أن منطقة الأنفاق المتنفس الوحيد لغزة وعبر هذه الأنفاق تدخل المواد الغذائية وكذلك مواد البناء وغيرها باختصار هذه المنطقة لو قام بإغلاقها الجيش المصري فإن غزة ستعيش أسوأ كارثة إنسانية على المطلق فيصبح الحصار متوازيا وهذا ما قد يرجعنا إلى أولى لحظات الحصار على غزة حينما لم تكن الأنفاق قد أنشأت بعدquot;.

ويتابع ولهجة الغضب بادية على ملامح وجهه quot;العلاقة المصرية الفلسطينية هي علاقة وطيدة وما فعله الجيش المصري من إغلاق للمعبر الرئيس رفح هو نتيجة طبيعية لما حدث من عملية إرهابية استهدفت quot;أخواننا المصريينquot;الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يحمون حدود غزة ومصرquot;.

ويضيف:quot; مصدر الرزق الوحيد لمدينة غزة هو الأنفاق وما تابعناه في تصريحات الرئيس المصري زاد مخاوفنا لأن محاربة الأنفاق وإغلاقها يعني قطع مصدر رزق آلاف من العوائل الغزية التي تعتمد على أبنائها في مصروف البيوت والذين يعملون في منطقة الأنفاقquot;.

وتابع:quot; أتمنى أن يقف المصريون بجانب الفلسطينيين ويحاربوا العدو المشترك وهو إسرائيل التي من المؤكد أن لها ضلعا مباشرا أو غير مباشر في العملية الأخيرةquot;.

موضحا quot;لم تشهد الأنفاق أي عملية قصف كما روّجه العديد من المصادر الإعلامية لكن ما أساء لنا كفلسطينيين هي الحملات المغرضة ضد الأنفاق وضد غزة التي لا ذنب لها في ما حصلquot;.

وبجانبه يقول العامل quot;صالح الأسطلquot; الذي يوضح لـquot;إيلافquot; أنه يُعيل عائلته المكونة من 13 شخصا وأن الأنفاق تعد مصدر رزقه الوحيد .

ويضيف quot;تابعت أخبار العملية بقلق شديد وكنت أتوقع ردة فعل المصريين على الهجوم الإرهابي الذي استهدف جنود الجيش الأبطال، قبيل لحظات المغرب شهدت رفح عملية إرهابية خططت لها مجموعات هدفها ضرب مدينة غزة من الناحية الاقتصادية عن طريق إغلاق منطقة الأنفاق وربما ما يجب تأكيده أن المستفيد الأول من إغلاق المعابر هي إسرائيل فهي تكون بذلك أحكمت السيطرة على مدينة غزةquot;.

ويتابع:quot; كذلك العلاقة الاجتماعية قد تأثرت بالفعل بما جرى من أحداث فالرئيس المصري توعد بالانتقام لكن ما نخشاه كفلسطينيين ان يكون الانتقام من غزة اقتصاديا وبذلك يكون مصدر الرزق الوحيد قد شلت حركته تماما وتوقف توريد البضائع إلى مدينة غزةquot;.
ويشير إلى quot;أن مدينة غزة تعتمد يوميا وبشكل أساسي على إدخال المواد الغذائية التي يتم شراؤها من الجانب المصري وتوريدها إلى القطاع عبر الأنفاق .

ويضيف:quot; بالتالي ما يجب تأكيده أن مصالح مصر قد تتضرر لأن جزءا كبيرًا من منتجاتها الغذائية والبناء يشتريها التجار من غزة ويبتاعها الغزيون فالعلاقة الاقتصادية متبادلةquot;.

ويختم quot;كان وما زال المصريون أخوة لنا ، وما فعله المجرمون من عملية بشعة بحق الجيش المصري الحر هو جريمة إنسانية وأخلاقية وأيا كان المتهم سواء أكان فلسطينيا أو أي منظمة عالمية جهادية فالضرر قائم وغزة من تدفع ثمن العملية عن طريق ضربها اقتصاديا وتفكيك العلاقة الاجتماعية التي كانت طوال السنوات الماضية قوية جدا ولا يخفى على أحد دور المصريين في فك الحصار وإنهاء الحرب على غزة وفتح المعابرquot;.

مراسلة ايلاف تجولت بين المجموعات الشبابية التي منذ العملية قبل أيام وحديثهم مشترك وواحد عن النتائج السلبية التي قد تطال مدينة غزة .
الشاب quot;محمد المدهونquot;24 عاما يستغرب ما قام به quot;المخربونquot; كما يصفهم تجاه الجيش المصري، قائلا:quot; العلاقة بين مصر وغزة سوف تتأثر إذا ما أثبتت التحقيقات أن هنالك متورطين من غزة في الحادثة،
لكن لا يجب ان يعاقب الغزيون جميعا فلا ذنب للسكان الذين يعتمدون في حياتهم على الأنفاق وعلى المعابر لتسيير حياتهم بشكل اعتياديquot;.

ويضيف:quot; الحادثة ألقت بدلالتها السياسية والاقتصادية ،فمثلا أصدقائي في مصر عبر صفحات التواصل الاجتماعي توترت علاقتي بهم نتيجة لأن الكثير منهم يرى ان غزة هي المسؤولة عما جرى ،الأمر الذي استغربته حقا ونتيجة للعملية فان العديد من الوسائل الإعلامية قد هاجمت غزة مباشرة بعد الحادثة وكأنها هي المسؤول المباشر بل وزاد الأمر مأساة أن معبر رفح البري المنفذ الوحيد للغزيين قد أُغلق حتى إشعار آخر. قمنا بعد العملية مباشرة بإنشاء صفحات مضادة للصفحات التحريضية على غزة ووحدنا البروفايل والصور لنؤكد عبر شعار فلسطين ومصر quot;ايد واحدة quot;بأن العلاقة يجب ألا تتأثر وأن مصر ستبقى الجارة والمساندة للفلسطينيين .

ويوضح quot;أن منطقة الأنفاق قد تأثرت بشكل كبير، لكني متفائل جدا بخصوص الانفراج الاقتصادي والسياسي القادم فتصريحات الرئيس المصري وان حملت لهجة التهديد لكنها في الوقت نفسه تمد يد التعاون من أجل القضاء على إرهاب المجموعات التي تعمل على إضرار القضية الفلسطينية .

quot;معبر رفحquot;... اليد التي تؤلم

معبر رفح البري

وينتظر المواطن سعيدquot;الذي جاء من إحدى الدول الأجنبية quot;فتح معبر رفح بأسرع وقت ممكن، ويتحدث لمراسلة ايلاف بلهجة الألم والغضب عن تأخير سفره نتيجة لإغلاق المعبر منذ العملية الإرهابية على حد قوله.
quot;على ما يبدو أن الذين خططوا للعملية قد درسوا جيدا نتائج العملية من حيث ضرب العلاقة الإستراتيجية بين مصر وغزةquot;.
ويعبر عن استيائه quot;فهو يقول تصريحات المجلس العسكري ضد غزة لا تحمل سوى زيادة الحصار على القطاع .

ويستدرك قائلاquot;كان موعد سفري عبر معبر رفح في اليوم الذي يلي العملية لكن جاء الإعلان الفوري لإغلاق المعبر كالصاعقة علي فأنا مرتبط بتاريخ محدد للسفر،ومقيم في هولندا وقد جئت قبل شهرين إلى غزة من أجل زيارة الأهل ، لكن ما حدث أربك جميع حساباتي وشل حركتيquot;.

ويضيف quot;والدتي مريضة ولها تحويلة خارجية للعلاج في إحدى الدول العربية وبسبب الإغلاق قد تتدهور حالتها الصحية ،ما يعرضها إلى خطر الموت لو تأخرت في السفرquot;.

ويشيرquot;اليد التي تؤلمنا كفلسطينيين هي معبر رفح وقد نجح المخططون في تدمير بسيط لشريان الحياة وهو معبر رفح الفلسطيني والذي يتحكم به الجانب المصري .
ويختم حديثه quot;أمنيتي الوحيدة أن يكون المصريون أكثر عقلانية وأن لا يزيدوا حصار غزة ،وأن يتم فتح المعبر في أقرب وقت فالكثير من الحالات الإنسانية تحتاج إلى الخروج لتتعالج وآلاف من الطلبة ستنتهي إقامتهم في الخارج لو بقي المعبر مغلقا .