منازلالأكراد في جلولاء معروضة للبيع

تشهد مناطق في محافظة ديالى العراقية، شمال شرق بغداد تغييرات في تركيبتها السكانية بسبب نزوح مواطنيها الأكراد نتيجة التدهور الأمني الذي تشهده، وتهديدات القاعدة والاحتكاكات بين القوات العراقية والكردية.


السليمانية: بدأت العشرات من العائلات الكردية في ناحيتي جلولاء والسعدية في محافظة ديالى (65 كم شمال شرق بغداد) بالهجرة إلى منطقتي كلار وخانقين، بعد ان تركت ممتلكاتها وعرضت منازلها للبيع بأثمان بخسة هربا من تهديدات تنظيم القاعدة. مدير ناحية جلولاء أنور حسين ميكائيل، أكد في حديث لـquot;إيلافquot; ان الوضع الأمني في المنطقة في تحسن وخاصة خلال الأيام العشرة الأخيرة، وبعد إلقاء القوات الأمنية القبض على الإرهابي ياس مصطفى، الملقب بأبي عبدالله، أحد مسؤولي تنظيم القاعدة الذي روّع المواطنين في الناحية، من خلال الابتزاز المادي والتهديدات بالاغتيال .

وقال إن القوات الأمنية اعتقلت الإرهابي quot;أبو عبداللهquot; في احدى نواحي محافظة ديالى خلال بحثها عن عدد من الشبان الذين يعاقرون الخمر خلال شهر رمضان، فعثرت معه على عدد كبير من الشرائح الخاصة بالهاتف الخليوي الذي يستخدمه إضافة إلى سجلات بأسماء العائلات التي يبتزها ويهدد أفرادها بالقتل. واشار أيضا إلى ان الارهابي كان يهدد أصحاب المحال التجارية والمعامل والمواطنين البسطاء ايضا بالقتل او التفجير إن لم يدفعوا مبالغ مالية يحددها، والتي تتراوح بين ثلاثة الاف وخمسين الف دولار، موضحا ان العوائل التي لم تكن تستطيع دفع هذه المبالغ كان يقوم الإرهابي بتفجير منازلها بعبوات ناسفة او يقوم باغتيال عدد من أفرادها.

وقال أنور إن ضعف الجهد الإستخباراتي والمعلوماتي، يقف وراء تحكم تنظيم القاعدة بالمدينة وترويع سكانها، فيما كان على القوات الأمنية ان تمارس مهامها بشكل أوسع وأكثر حزما في المنطقة حفاظا على أرواح المواطنين .

وطالب مدير ناحية جلولاء الحكومة الاتحادية بالتعاون مع حكومة إقليم كردستان لردع القوى الإرهابية المسيطرة على المنطقة بشكل نهائي، موضحا أن استفحال عمليات العناصر الإرهابية أدى إلى نزوح عائلات كثيرة تصل إلى 1500 عائلة كردية إلى قضائي خانقين وكلار، التابعين ايضا لمحافظة ديالى.
وقال إن القبض على المدبر الرئيس لعدد كبير من العمليات الإرهابية، لم يسهم في عودة النازحين الأكراد إلى منازلهم التي اضطر بعضهم إلى بيعها بنصف قيمتها للهرب من الموت الذي يمكن ان يتعرضوا له.

ومن ناحيته، أشار أحد المواطنين إلى ان قدوم قوة من الجيش العراقي إلى ناحيتي جلولاء والسعدية اثار مخاوف اضافية لدى السكان، لظنهم بأن الهدف من استقدام تلك القوة إلى المنطقة هو لإرهاب المواطنين الأكراد وليس لمطاردة الارهابيين على حد قوله. واكد ان معظم المنازل التي يسكنها الأكراد قد بيعت وان المنطقة تشهد يوميا نزوح نحو خمس عائلات كردية بعد بيع منازلها.

وأوضح ان المواطنين الأكراد في الناحية يفضلون ادارة قوات البشمركة الكردية للملف الامني فيها، بعيدا عن تدخل الجيش العراقي أو أن تتولى القوات العراقية الأمر بعيدا عن نظيرتها الكردية للتخلص من التوتر الحاصل بينهما .

تجدر الإشارة إلى أن قوة من الجيش العراقي كانت قد شنت مؤخرا حملة تفتيش في المنطقة لمطاردة إرهابيين وفرضت على ضوئها منع التجوال لفترات متفاوتة في ناحيتي جلولاء والسعدية.

أما مدير ناحية السعدية أحمد الزركوشي فقد قال لـquot;إيلافquot; إن quot;قوات مشتركة من مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى تابعة إلى الفرقة الخامسة للجيش العراقي وبمشاركة قوات الجيش والطوارئ في السعدية، تواصل حاليا تنفيذ عمليات أمنية واسعة، حول بحيرة حمرين ومنطقة الطبج والقصبات الساخنة بحثا عن عناصر ارهابية تتمركز هناكquot; لافتا إلى ان هناك quot;ترحيبا كرديا واسعا بقدوم تلك القوات والمطالبة ببقائها لانقاذ سكان الناحية من الهجمات الارهابية التي تستهدفهم باستمرارquot;.

واكد الزركوشي ان قوات الجيش quot;لم ترسل لأجل التمركز واثارة المشاكل السياسية بين حكومتي بغداد والاقليم وانما لتنفيذ عمليات أمنية على ضوء مقتضيات الوضع المضطرب في السعديةquot; نافيا quot;اي رفض كردي لوجود تلك القوات في السعديةquot;.

ويعيش في مناطق السعدية (60 كم شمال بعقوبة) وجلولاء( 70كم شمال بعقوبة) في محافظة ديالى خليط من القوميات العربية والتركمانية والكردية وتعدان من المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد وتشهدان بين فترة وأخرى خروقات أمنية نتيجة وقوعهما ضمن منطقة حوض حمرين التي تعتبر من أبرز معاقل الجماعات المسلحة المنتمية إلى تنظيم القاعدة في المحافظة .