يعرف عن وزير الدفاع المصري الجديد عبدالفتاح السيسي النزعة الصوفية واحترامه لجماعة الإخوان المسلمين. والسيسي هو أصغر أعضاء المجلس العسكري سنًا، وكان يتولى منصب مدير المخابرات الحربية والاستطلاع.


القاهرة: بأدائه اليمين الدستورية وزيرًا للدفاع والإنتاج الحربي والقائد العام للقوات المسلحة أمام الرئيس المصري محمد مرسي الأحد، أصبح الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع الثاني بعد ثورة 25 يناير 2011، ليبدأ بذلك الحديث عن شخصيته وتاريخه وعلاقته بجماعة الإخوان المسلمين.

وكان الرئيس المصري محمد مرسي أعلن مساء الأحد إحالة وزير الدفاع المشير حسين طنطاوي ورئيس أركان القوات المسلحة الفريق سامي عنان الى التقاعد، وأصدر إعلانًا دستوريًا جديدًا منح نفسه بموجبه سلطة التشريع، مفجرًا قنبلة سياسية تثير تساؤلات حول ما اذا كانت تمت بالتوافق أم على غير رغبة طنطاوي وعنان.

وقرر مرسي، الذي تولى مهام منصبه في 30 حزيران (يونيو) 2012 أي قبل اقل من شهر ونصف، تعيين عبد الفتاح السيسي وزيرًا للدفاع وترقيته من رتبة لواء الى رتبة فريق أول، بحسب ما اعلن المتحدث باسمه ياسر علي في بيان بثه التلفزيون المصري.

والسيسي، الذي ولد في 19 نوفمبر 1954، هو أصغر أعضاء المجلس العسكري سنًا، وعرف عنه عدم حبه للظهور الإعلامي كغيره من أعضاء القوات المسلحة، وبدأ حياته متدرجًا في الرتب القيادية منذ تخرجه من الكلية الحربية عام 1969، باديًا حياته العملية في سلاح المشاة بالجيش ثم تولى بعده جميع الوظائف القيادية حتى وصل إلى قيادة المنطقة الشمالية العسكرية ثم عيّنمديراً لإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع.

ويحظى السيسي في أوساط قيادات الجيش بانطباع بأنه شخصية صارمة ومنضبط في أداء عمله، يؤمن بأن للشعب الحق في المعرفة، وهو أول عسكري مصري يعترف فعلياً بإجراء كشوف العذرية على متظاهرات ثورة 25 يناير في حواره مع الأمين العام لمنظمة العفو الدولية سليل شيتي في القاهرة في 27 يونيو (حزيران) 2011، بحجة حماية الجيش من مزاعم الاغتصاب التي قد تلحق بالجنود بعد الإفراج عن المحتجزات.

ويصفه البعض بأنه من الصف الداعم للإخوان المسلمين داخل المجلس العسكري رغم كونه quot;التلميذ النجيبquot; لوزير الدفاع ورئيس المجلس العسكري المشير حسين طنطاوي الذي أحاله الرئيس المصري إلى التقاعد اليوم، والذي دعمه في تقلد العديد من المناصب.

واشتهر بأنه صاحب الأداء الأفضل خلال السنة والنصف الماضية، خاصة احترامه حقوق الإنسان وإدراك حدود المؤسسة العسكرية وانضباطه. واتهمه إعلاميون بأنه ينتمي الى جماعة الإخوان المسلمين وهناك واحدة منأفراد أسرته ترتدي النقاب، وهو ما نفاه المقربون من الرجل وإن أكدوا أنه يحترم الجماعة رغم نزعته الصوفية.

ولم يعرف عن وزير الدفاع الجديد أي قدر من التسيب أو الانفلات، بحسب شهادة العديد من اللواءات في الجيش وعلى رأسهم اللواء عبد المنعم كاطو والعميد صفوت الزيات، حيث وصفوه بأنه رجل محترم سيعيد المؤسسة العسكرية إلى طريقها السليم في علاقتها بالدولة المدنية، معتبرين أن تعيينه جاء لقيادة مؤسسة القوات المسلحة خلال مرحلة انتقالية عن طريق هيكلتها.

والسيسي، كان أول من أعلن رأياً جريئاً من داخل المجلس في ذلك الوقت عندما قال لشيتي إن وزارة الداخلية في حاجة إلى تغيير ثقافة ضباطها وأعطى تأكيدات بأن هناك تعليمات بعدم استخدام العنف ضد المتظاهرين وحماية المعتقلين من التعرض للمعاملة السيئة، مؤكدًا بأن الجيش لا ينوي اعتقال النساء مرة أخرى.

وكان قد حضر لقاء لرؤساء الأحزاب السياسية قبل أيام لمناقشة أحداث هجوم سيناء الذي راح ضحيته 16 جنديًا، وقام بتفسير الوضع الأمني في شبه الجزيرة وتفاصيله بالإضافة إلى اقتراحات على ضوء النتائج والخسائر التي حدثت، وهو ما لفت الأنظار إليه من جانب رؤساء الأحزاب هذا اليوم.

وسبق أن توقع الناشط السياسي ممدوح حمزة على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر أن يكون السيسي وزيرًا للدفاع في الحكومة الجديدة التي شكلها الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء المصري في 24 يونيو (حزيران) الماضي.

وفي الظروف الطبيعية فإن رئيس الدولة هو الذي يرأس هذا المجلس بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومنذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك عن الحكم في 11 فبراير (شباط) 2011، والمجلس يتولى إدارة شؤون البلاد إثر اندلاع ثورة 25 يناير، وكان يرأسه المشير طنطاوي منذ ذلك الوقت.