يقول الناشط الحمصي، نذير جندلي،الذي يترأس مجلة quot;سوريا بدا حريةquot;،إن الإعلام العربي حاول مجاراة أحداث الثورة السورية، ولكن بهفوات ما بين الحين والآخر، فنراه يركز الآن على مناطق الصراع المسلح ناسياً quot;أو متناسياًquot; أخبار المناطق الأخرى، والتي قد تكون تتعرض لحملة عسكرية بربرية من قبل جيش نظام الأسد.نذير جندلي
دمشق: يترأس الشاب الحمصي، نذير جندلي، تحرير مجلة (سوريا بدا حرية) الالكترونية، وهي quot;مجلة أسبوعية سياسية ثقافية فكرية تعنى بشؤون الثورة السورية، ميدانياً وفكرياً، وتحاول أن توصل صوت الشعب السوري وثورته المحقة إلى العالم. عن هذه التجربة الشبابية الواعدة في الحراك الثوري، التقينا نذير جندلي، رئيس تحرير مجلة سورية بدا حرية، وكان لنا معه الحوار الآتي:
- بداية، هلا حدثتنا عن مشروع مجلة (سوريا بدا حرية) باختصار، وكيف كانت ظروف النشأة؟
مجلة سورية بدا حرية، هي مشروع إعلامي تم البدء به لخدمة الثورة السورية إعلامياً في المقام الأول، ولتثقيف وتوعية القارئ السوري خاصة والعربي عامة، حيث تسعى المجلة إلى خلق فضاء إعلامي مقروء يؤسس لإعلام حر سواء أكان ذلك في فترة الثورة السورية أم ما بعد سقوط نظام الأسد ورحيله حيث عانى الإعلام السوري فراغاً من حيث حرية الرأي والكلمة على حد سواء.
بدأت المجلة بداية بسيطة مكونة من ١٢ صفحة ساهم بكتابة مقالاتها عدد من السياسيين المخضرمين أمثال سهير أتاسي، وملهم الدروبي، بكادر تنفيذي وإخراجي متواضع، وما لبث أن توسع وتطور ليشمل عددا كبيرا من الشباب الصحافيين والهواة. وصدر العدد الأول منها بتاريخ ٣٠ أكتوبر ٢٠١١ ووصلنا لغاية اليوم للعدد ٢٩ والذي صدر بتاريخ ١ آب/أغسطس ٢٠١٢.
عملنا على نشر المجلة في الفضاء الإلكتروني مبدئيا، وبعد تطورها وتقبلها من قبل القراء عملنا على طباعتها ونشرها بداية في مدينة حمص، حيث قامت فرق العمل في الداخل بتأسيس مكتب لطباعة ونشر المجلة في المدينة في السرّ وتحت الرصاص.
ونعمل قريباً على إنشاء دار للنشر في كل من دمشق وريفها، بالإضافة إلى مدينة حلب لطباعة وتوزيع مجلة سورية بدا حرية، بالإضافة إلى المساهمة في طباعة ونشر الصحف الثورية الأخرى.
غلاف احد اعداد المجلة |
يسعى فريق عمل مجلة سورية بدا حرية لنقل معاناة الشعب الثورة من ناحية، والعمل على توعيته من ناحية أخرى، وذلك من خلال مقالات تحليلية وتوثيقية تخدم الحاضر والمستقبل لتكون نواة لإعلام حر في سوريا حرة مدنية تضمن للجميع حيزاً واسعاً للتعبير عن آرائهم وتطلعاتهم من دون قيد أو شرط.
- ما هي أهم الموضوعات التي تتناولها المجلة؟
تعتمد هيكلية المجلة على مجموعة من الأبواب بحيث تسعى لتغطي القدر الواسع من مجريات الثورة السورية وعلى مختلف المستويات، فعادة ما تكون البداية بنبض الشارع والتي تشمل إحصائية للثورة السورية، ومن ثم قصة شهيد وبروفايل مدينة من المدن السورية، يتبعها مقالات تتكلم عن الحياة في الداخل السوري على مختلف الصعد.
ومن ثم قسم التنسيقيات والمعارضة الخارجية، يليه قسم لمقالات الرأي والتي تعبر بشكل حر عن آراء الكتاب والشارع لتكون فعلاً مرآة لحرية الكلمة والرأي. من ثم ننتقل بصفحات المجلة نحو مقالات اقتصادية ومقالات أخرىحقوقية وقانونية لتختم المجلة بقسم خاص بأدبيات الثورة والكاريكاتير.
-كيف ترى حجم التواصل والتفاعل بين أوساط المهتمين والمتابعين لمجلتكم؟
أثبتت quot;مجلة سورية بدا حريةquot; نفسها كمنبر إعلامي متميز لتغطية أحداث الثورة السورية، وتعتبر الآن من أوائل الصحف الثورية، وأكد على انتشارها تزايد حجم التفاعل من عدد لآخر، وبشكل خاص في الطبقة الأكاديمية والمثقفة، وبشكل أقل، ولكنه مقبول مع الطبقة الأقرب للشارع، وهذا ما يجعلنا نحاول أن نخلق توازناً في طريقة صياغة محتويات المجلة مراعاة لوصول أفكار المجلة وموادها لأكبر شريحة ممكنة من السوريين، سواء في الداخل أو الخارج على حد سواء، ومن الملفت استقبال فريق التحرير لمشاركات من السوريين وغير السوريين أيضاً يعرضون خدماتهم أو حتى يطلبون إرسال ما فاتهم من أعداد سابقة.
- كيف تقومون بالتواصل مع الكتاب والحصول على المعلومات وتوثيق الوقائع في ظل التعتيم الإعلامي الكبير الذي يفرضه النظام؟
يقوم النظام السوري ومنذ بداية الثورة السورية باعتماد سياسة التعتيم الإعلامي التي طالما اتبعها قبل الثورة، وخلق حالة من البلبلة في الوسط الإعلامي للتشويش على أهداف الثورة النبيلة والتي لا تهدف إلا لحرية شعب مسلوب الكرامة. وبالتوازي مع ذلك، خلق ثوار الداخل والخارج قنوات اتصال متعددة، سواء عن طريق شبكات التواصل الإلكتروني أو بإرسال أجهزة اتصال فضائية، وهو ما سهّل نوعاً ما طريقة التواصل مع بعض الثوار والصحافيين في الداخل السوري والعاملين في المجال الإعلامي.
كما سبق وذكرت، يضم طاقم العمل صحافيين مختصين في الداخل السوري، وبشكل خاص بكل من حلب ودمشق، ونقوم بالتواصل مع بعض التنسيقيات لتغطية بعض المقالات والتحقيقات في المدن والمناطق الأخرى.
- كيف ترى دور الشباب في الأحداث الجارية في سوريا، وبالذات الناشطين الميدانيين والسياسيين والحقوقيين؟
ثورتنا هي ثورة شباب في المقام الأول، الشاب الذي لطالما عانى جبروت الظلم والكتمان، فوجد في الثورة السورية وسيلة للخروج من ذلك القمقم الذي سجن فيه النظام عقول الشباب وأفكارهم، ما أطلق لها العنان.
دور الشباب كان له الأثر الأكبر سواء على المستوى الإعلامي أو حتى الميداني، من ناحية تنظيم الحراك السلمي، وخلق التنظيمات الثورية الأخرى التي كان لها الدور الأكبر في تسريع عجلة الثورة.
وحتى على الصعيدين السياسي والحقوقي، أثبت الشباب السوري علو كعبه quot;رغم حداثتهquot; في استيعاب الأوضاع والمستجدات السياسية، وعمل على تحقيق تواصل رائع في المجال الحقوقي والقانوني.
- ما تقييمك للإعلام السوري الرسمي والمعارض، على حد سواء، وكيف ترى حضور الحدث السوري في الإعلام العربي؟
اتبع الإعلام السوري منذ بداية الثورة السورية استراتيجية quot;اكذب اكذب حتى تصدقquot;، وهي استراتيجية قديمة اتبعها الإعلام النازي، ولكن وعي الشباب السوري كما أسلفنا استطاع خلق فجوة كبيرة من خلال توثيق الأحداث وتصديرها للإعلام العربي والعالمي، ما جعله متفوقاً على الإعلام الرسمي معتمداً على صحافة المواطن.
هفوات الإعلام السوري وأخطاؤه وعدم اعتماده على استراتيجية سليمة ساهمت أيضاً بهبوطه نحو الحضيض وفقدانه المصداقية وبشكل خاص لدى الغرب.
أما إعلام المعارضة، فقد عانى في البداية العديد من الهفوات الأخطاء، تتلخص بعدم التأكد من الأخبار المتداولة وعدم التمييز مما يضر أو يفيد بالنشر، ولكن ما لبث أن تلافى أخطاءه واستطاع أن يثبت مرة أخرى علو كعبه، فكان ما نراه اليوم من شبكات إعلامية معتمدة وأفلام وثائقية تحكي واقع الثورة السورية على أنها ثورة إنسانية تسعى فعلاً لكرامة المواطن السوري، وتثبت إصراره على المضي في الطريق حتى النصر.
حاول الإعلام العربي مجاراة أحداث الثورة السورية، ولكن بهفوات ما بين الحين والآخر، فنراه يركز الآن على مناطق الصراع المسلح ناسياً quot;أو متناسياًquot; أخبار المناطق الأخرى، والتي قد تكون تتعرض لحملة عسكرية بربرية من قبل جيش نظام الأسد، وذلك ما رأيناه مؤخرا من سوء لتغطية أحداث مدينة دير الزور، والتي غطى عليها عمليات الجيش الحر في كل من حلب ودمشق، بالإضافة للقصف المستمر على مدينة حمص.
- كيف يمكن مساعدة التجارب الشبابية الإعلامية والناشطين السوريين لإيصال صوتهم ومعاناة شعبهم إلى العالم؟
تسعى quot;بعضquot; مؤسسات المجتمع المدني لدعم بعض المشاريع الإعلامية والإعلاميين الشباب من خلال إقامة دورات تدريبية لهم ليكونوا على مستوى الحدث، بحيث تعاني بعض المشاريع الأخرى، والتي من الممكن أن يكون لها الدور الفعال من سوء التمويل الذي يكون بجهود شخصية، وقد لا تكفي لتطوير ذلك المشروع الإعلامي بالشكل الكافي.
نسعى دائماً لتحدي النظام السوري وإيصال معاناة أهلنا للجميع، ونتعمد تواجد بعض الآراء المتضاربة لتكون منبراً حراً للجميع، من إسلاميين وعلمانيين وليبراليين وغيرهم، وبالوقت نفسه نقف على مسافة واحدة من جميع الأجسام السياسية المكونة للحراك السوري في الداخل والخارج على حد سواء.
إن quot;سورية بدا حريةquot; هي مجلة سياسية مستقلة لا تتبع لأي حزب أو كيان، ولا تمول من أي طرف سياسي أو حتى لخدمة طرف دون الآخر.
شعبنا قام بثورته لمحاربة جميع أنواع التطرف والإستبداد، وستكون المجلة منبراً إعلامياً حراً برسم ذلك الشعب وخدمة له، لا سيفاً فوق رقابه.
ونتمنى من كافة المنابر الإعلامية الأخرى اتخاذ الحيادية الكاملة من جميع الأطراف السياسية والدينية والمذهبية على حد سواء.
التعليقات