إيلاف من الرياض: في موقف غريب، بل مفاجئ حمل معه قبولا وترحيبا للموقف، أعلن مدير مستشفى حكومي في مدينة حائل (شمال السعودية) استقالته بسبب خطأ طبي وقع في مستشفاه الذي يشرف عليه ويتبع لوزارة الصحة.

الموقف الاستثنائي لمسئول سعودي وإن كان يقع في المراتب الدنيا من السلالم القيادية السعودية، استشعر معه السعوديون قيمة الضمائر التي يكتنزها مسئوليهم في الاعتراف بالخطأ وإعلان الاستقالة كما هي مواقف القادة والمسئولين في الدول الأخرى الغير عربية.

وجاء اعتراف مدير مستشفى الدكتور عبدالعزيز النخيلان أثناء عودة الموظفين في السعودية إلى أعمالهم بعد إجازة عيد الفطر، وقال النخيلان: quot;أقدم اعتذاري للجميع، فأنا لا أستطيع أن أتحمل أوزار هؤلاء المرضى، التي تعود مشكلاتهم لأسباب خارجة عن إرادة المستشفىquot; محملا وزارة الصحة مسئولية الأخطاء الطبية، نظرا لعدم التزام الوزارة بدعم المستشفى والبدء في عملية الترميم، رغم مرور عامين على الموافق ببدء الترميم.

وأضاف أن عقود التشغيل والصيانة يتم ترسيتها على مقاولين ساهموا في تهالك البينة التحتية للمستشفى وغيرها من المستشفيات في المنطقة.

الدكتور عبدالعزيز النخيلان

وكان الخطأ الطبي الذي دفع النخيلان للاستقالة هو وفاة جنين في رحم والدته بعد عملية نقل دم خاطئة أصيبت كذلك الأم بفشل كلوي حاد، جعلها أسيرة الغسيل الكلوي لأكثر من ثلاث جلسات لغسيل الكلى أسبوعيا.

ولا توجد أية أرقام أو إحصائيات بشأن الأخطاء الطبية بشكل دقيق في السعودية إلا وزارة الصحة كشفت في تقريرها السنوي 2009 أن مجموع القضايا المعروضة على الهيئات الصحية الشرعية وصل إلى 1165 حالة موزعة بين المستشفيات الخاصة والحكومية خلال عام واحد.

وبلغ مجموع القرارات المتعلقة بالأخطاء الطبية حوالي 209 صدر فيها 102 قرار إدانة و107 عدم إدانة في القضايا المعروضة أمام هيئة الطب الشرعي في الوزارة.