حلب: ترقد جثث سبعة اطفال تحت بطانيات يغطيها الذباب في مؤخرة شاحنة بيك اب صغيرة صفراء امام مستشفى حلب. هؤلاء هم ضحايا احدث الغارات الجوية التي يشنها الجيش السوري النظامي على ثاني اكبر مدن سوريا.

يقول الخياط حسن دالاتي، الذي نجا من الغارة التي تعرض لها شارع السلطان في قلب المدينة، البالغ عدد سكانها 2.7 مليون نسمة، quot;هؤلاء جميعا افراد عائلة واحدةquot;.

وقد تم اخراج جثة والد الاطفال الذي قيل ان اسمه فواز حجو، ووضعها على رصيف امام منزل عائلته الذي دمره القصف، اضافة الى جثة واحد من اطفاله. وبعد لحظات اخرج مقاتلون من الجيش السوري الحر جثة الام، وبعد ذلك جثث باقي الاطفال.

اجريت بعد ذلك جنازة سريعة في المقبرة الواقعة شرق المدينة. ودفنت الجثث العشر بهدوء ودون اية مراسم. وقالت ممرضة في مستشفى حلب والدموع تنهمر من عينيها quot;كل هذا العدد من الاطفال القتلى. هذه مجزرةquot;.

وعلى مسافة قريبة من حلب في بلدة الباب، قتلت غارة جوية تسعة اشخاص على الاقل وجرحت 17 اخرين، فيما لا يزال مصير عدد اخر من الاشخاص غير معروف وهم تحت انقاض منازلهم المدمرة، بحسب ما افاد اطباء وسكان.

وجرت الغارة الجوية الساعة الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي (02:00 تغ) بعد طلعات متكررة للطيران الحربي خلال الليل. وقال ناج باعجومة من الموت وقد توزّعت الشظايا في جسده من راسه حتى قدميه quot;كنا نائمين اثناء الليل عندما سقطت اول قنبلة. وهرعت نحو الباب، الا ان انفجارا ثانيا ادى الى دفني تحت الانقاضquot;. واضاف وهو يغالب دموعه quot;قتلت امي وابي وجدتي واختيquot;.

ويرقد اثنان من اشقائه، احدهما مراهق، والاخر طفل صغير يتنفس بصعوبة، بجواره في مستشفى صغير على مشارف حلب. وذكر الاطباء ان تسعة اشخاص، من بينهم اربع نساء، قتلوا في الغارة الجوية، كما اصيب 17 اخرين. وقام المنقذون برفع الانقاض بوساطة رافعة بحثا عن ناجين من احبائهم.

وهذه ثالث غارة جوية تتعرض لها بلدة الباب خلال ايام قليلة. وكان مسلحو الجيش السوري الحر سيطروا على البلدة في اواخر تموز/يوليو، اضافة الى مناطق شاسعة من حلب، العاصمة الاقتصادية لسوريا.

منذ ذلك الوقت والجيش النظامي يقصف مواقع المسلحين في المدينة والمناطق المحيطة بها. وتقع حلب على بعد 50 كلم تقريبا من الحدود مع تركيا حيث يقيم مسلحو المعارضة قواعدهم الخلفية.