تكشف الأخبار الواردة من مصر عن بوادر فتنة مرتقبة بين الصوفيين والسلفيين مع قرار طلعت عفيفي وزير الأوقاف المحسوب على السلفيين، إلغاء حلقات الذكر التي تقام في المساجد والمعروفة بquot;الحضرةquot; والتي تعتبر من الطقوس الراسخة لدى التيار الصوفيّ.


القاهرة: هدد quot;13quot; مليون صوفي وأحباب آل البيت في مصر بالنزول في تظاهرات في الميادين والشوارع في حال إصرار الدكتور طلعت عفيفي وزير الأوقاف على إلغاء حلقات الذكر التي تقام في المساجد والمعروفة بquot;الحضرةquot; والخاصة بآل البيت وأولياء الله الصالحين.

وظهرت بوادر فتنة جديدة بين السلفيين والصوفيين بسبب إلغاء الموالد، لاسيما أن الحرب الباردة بين الجانبين لم تضع أوزارها منذ أن بدأ السلفيون حرباً على أضرحة أولياء الله الصالحين، وشرعوا في هدمها، بحجة أنها غير شرعية وأن الصلاة في المساجد التي تضم أضرحة باطلة.

أزمة حادثة

نشبت أزمة حادة بين وزارة الأوقاف المصرية والطرق الصوفية على خلفية القرار الذي اتخذه الدكتور طلعت عفيفي وزير الأوقاف المحسوب على التيار السلفيبإلغاء حلقات الذكر quot;الحضراتquot;، ووضع ضوابط جديدة خاصة بشروط إقامة موالد آل البيت في المساجد الكبرى.

إحدى حلقات الذكر المعروفة بـ quot;الحضرةquot; في مصر

وأعلنت الطرق الصوفية والبالغ عددها ما يزيد عن quot;70quot; طريقة رفضها الهيمنة السلفية وبدء تصفية الحسابات مع الطرق الصوفية، معتبرين أن قرار الوزير السلفي بداية لإلغاء موالد آل البيت نهائيا وإعطاء الضوء الأخضر لهدم الأضرحة، وهو ما سيواجه بغضب شديد من جانب الصوفيين ومحبي آل البيت في مصر.

ووفقاً لتصريحات الشيخ علاء أبو العزايم شيخ الطريقة العزمية لـquot;إيلافquot; فإن مشايخ الطرق الصوفية كانوا يتوقعون صدور مثل هذا القرار منذ وصول الرئيس محمد مرسي للحكم، وسعيه إلى تعيين وزير سلفي لوزارة الأوقاف، فهناك مخطط إخواني لتأديب الصوفيين رداً على تأييدهم مرشح الرئاسة أحمد شفيق، والطريقة الوحيدة لتصفية الحسابات هي إلغاء موالد آل البيت.

وأضاف قائلاً: إننا لن نسمح بفرض الهيمنة السلفية والإخوانية على ما يزيد عن 13 مليون صوفي في مصر بجانب محبي آل البيت في الداخل والخارج، وهناك وسائل تصعيد سيتم اتخاذها في حالة إصرار حكومة الإخوان والسلفيين على فرض هيمنتهم على الشعب المصري، فهم ليسوا الوحيدين الذين يعلمون ويطبقون الدين الإسلامي.

ولفت إلى أن إلغاء موالد آل البيت سيكون لها مردود سلبي على الاقتصاد المصري فهناك آلاف المواطنين يرتزقون من وراء الموالد عن طريق البيع والشراء وغيرها من أمور المعيشة، بجانب أن تلك الموالد تدخل موارد مالية للدولة عن طريق صناديق النذور والتبرعات لمساجد آل البيت، وقد يصل حجم الأموال التي تحصل من تلك الصناديق إلى ما يزيد عن 30 مليون جنيه سنوياً، منوهاً بأنه كان على الحكومة دعم الموالد في ظل بحثها عن موارد مالية بديلة لقرض الصندوق الدولي المثار عليه الجدل، بدلاً من إلغائها.

الموالد ... تقليد راسخ

إلى ذلك، اعتبر الشيخ محمد الشبراوي شيخ الطريقة الشبراوية أن إلغاء حلقات الذكرquot;الحضراتquot; التي تقام في مساجد آل البيت في ذكراهم، ووضع شروط جديدة لإقامة الموالد، هي البداية الحقيقية لإلغاء الموالد بشكل كامل، مشيراً إلى أن موالد آل البيت من الطقوس الأساسية للشعب المصري، ولكن السلفيين لا يؤمنون بالموالد ويعتبرونها بدعة من دون أساس فقهي.

وقال الشبراوي لـquot;إيلافquot; إن جميع التابعين من العلماء لم يحرموا الاحتفال بذكرى موالد آل البيت، وذكر كرماتهم بل إن جميع مشايخ الأزهر كانوا صوفيين.

وأوضح ان جميع الرؤساء والملوك المصريين كانوا يحرصون على حضور موالد آل البيت وحلقات الذكر وخاصة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، متهماً الرئيس محمد مرسي والسلفيين بمحاولة القضاء على تاريخ مصر، متعهداً بأن الصوفيين لن يسمحوا بذلك مطلقا.

كما حذّر من المساس بموالد آل البيت رغم التأكيد على رفض ما يحدث بها من مخالفات خارجة عن القانون.

ولفت إلى أن الصدام بدأ مبكرا بين الصوفيين والسلفيين والإخوان بقيادة وزير الأوقاف، والذي بالتأكيد قد اتخذ قرار إلغاء حلقات الذكرquot;الحضراتquot; بتوصيات من الرئيس محمد مرسي تأديباً للصوفيين على تأييدهم للمرشح أحمد شفيق.

وزير الأوقاف في صفّ السلفيين

فيما قال الشيخ عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية لـquot;إيلافquot; إن الأزمة في طريقها للحل بعد لقاء وزير الأوقاف الدكتور طلعت عفيفي، والذي أكد سعي الوزارة والحكومة إلى إلغاء موالد آل البيت، ولكن سوف يتم وضع ضوابط لضمان عدم انتهاك حرمة المساجد، ووقف الممارسات والسلوكيات الخاطئة التي تسيء إلى الإسلام.

وأشار إلى أن نسبة الصوفيين من صناديق النذور والتي تصل إلى 10% لن تمس، لكنه أبدى تخوفه خلال الفترة القادمة من وجود مخطط لدى الدولة للسيطرة على صناديق النذور كإحدى وسائل البحث عن أموال لسد العجز الاقتصادي للبلاد، وهو ما يمثل البداية الحقيقية للدخول في صدام مع الصوفيين.

وأكد حرص المجلس الأعلى للطرق الصوفية على الدفاع عن حقوق الصوفيين، وعدم الوقوف موقف المتفرج في حال وجود مخطط من جانب الدولة لإلغاء موالد آل البيت التي تعتبر من التراث الإسلامي الذي تتميز به مصر.

لمنع الخمور والمخدّرات

من جانبه، قال الدكتور طلعت عفيفي وزير الأوقاف لـquot;إيلافquot; إن الوزارة وضعت شروطا لإقامة حلقات الذكر quot;الحضراتquot; داخل المساجد أو خارجها، مشيراً إلى أن الهدف منها الحفاظ على قدسية تلك المساجد من الانتهاكات التي تحدث أيام الموالد من نشر المخدرات والخمور، وارتكاب الذنوب ما يسيء إلى آل البيت.

ونوه بأن الوزارة سوف تحصل على تعهد من مشايخ الطرق الصوفية بعدم إقامة حلقات الذكر داخل المساجد، وفي حالة وجود مخالفات حيال إقامتها خارج المسجد سوف يتم إلغاؤها نهائيا، ومحاسبة المسؤولين عن إقامة تلك الموالد.

وأضاف الوزير أنّ القرارات الجديدة لا تستهدف الصوفيين وليست من أجل تصفية حسابات معهم كما يدّعون، ولكنها قرارات تنظيمية لإقامة الموالد فقط.

ولفت الوزير عفيفي إلى أن هناك خلافات بين الفقهاء بشأن صحة الصلاة في المساجد التي بها أضرحة، مشيراً إلى أن هناك اتفاقا عاما على أنه طالما كان الضريح في مكان منعزل عن المسجد وبعيدا عن اتجاه القبلة، فالصلاة جائزة فيه.