ريهنلي: بدأت السلطات في محافظة هاتاي في جنوب تركيا بتشديد رقابتها على اللاجئين السوريين الذين كانوا يتنقلون حتى الآن ذهابًا وايابًا من سوريا واليها بحرية شبه كاملة.

وروى حسن وهو لاجىء سوري في مدينة ريهنلي الحدودية حيث يقيم مع عشرين جريحًا من المقاتلين في احدى الشقق: quot;لقد حضر عناصر من الشرطة الى الشقة للتحقق من الموجودين فيهاquot;.

وقد عبروا جميعًا الحدود خلسة، غالبًا خلال الليل، عبر ثغرة صغيرة في السياج. ووجودهم في ريهنلي على غرار مئات آخرين من اللاجئين السوريين غير الشرعيين، كان حتى الآن مقبولاً من السلطات المحلية المتسامحة حيال حركة التمرد واللاجئين.

وقال حسن: quot;إن الشرطيين اظهروا ورقة مع ختم وامهلونا 24 ساعة لمغادرة المكانquot;، مضيفًا quot;أن اولئك الذين لا يحملون تأشيرة ولا اوراقًا قانونية يجب أن ينضموا الى مخيمات اللاجئين أو العودة الى سورياquot;.

أما الآخرون الذين يحملون بطاقة اقامة صالحة فعليهم مغادرة محافظة هاتاي الى مكان اقامة داخل البلاد، كما قال.

مخيّم للاجئين السوريين على الحدود التركية السورية

وتستضيف تركيا اليوم بحسب الارقام الرسمية اكثر من 80 الف لاجىء في نحو عشرة مخيمات تتركز في محافظة هاتاي الحدودية. وفي الواقع هناك الآلاف من اللاجئين السوريين غير الشرعيين --غالبيتهم العظمى من المسلمين السنة-- الذين يعيشون فيها منذ اشهر من دون أن يكونوا متخفين.

لكن هذا التدفق المستمر يثير قلقًا متزايدًا لدى السكان المحليين واحيانًا بعض التوتر خصوصًا في عاصمة المحافظة انطاكيا، حيث تعيش مجموعة كبيرة من العلويين، الطائفة التي تنتمي اليها عائلة بشار الاسد الحاكمة في دمشق.

ومنذ ثلاثة اسابيع عزز الجيش التركي دورياته على طول الحدود بعدما غض الطرف عن حركة يومية عبرها.

وقال احد المهربين مشككًا quot;بات علينا من الآن فصاعدًا العبور وسط الليل مع اكبر قدر من الحيطة: لا سجائر ولا هاتف جوال مع اطفاء انوار السيارات عند الاقتراب ومن دون ضجةquot;. واضاف quot;اصبح من الصعب الافلاتquot;.

ويتجمع اللاجئون على طول هذه الحدود المحكمة الاغلاق. وافاد مصدران طبيان في المكان أن عدد سكان قرية اطمة السورية التي تعتبر قاعدة خلفية للمتمردين ارتفع من ستة آلاف الى اكثر من ثلاثين الفًا، ما ادى الى تراجع الاوضاع الصحية في القرية.

وهناك نحو ثلاثة آلاف لاجىء يخيمون في الحقول وبساتين الزيتون على طول السياج الحدودي.

وعلى الجانب التركي من الحدود تقع بلدة ريهنلي السنية التي يتحدر سكانها من اصول بدوية وقد استقبلوا اللاجئين بالترحاب.

ومع تكثيف التشدد في التدقيق بالهويات من الجانب التركي، يقول الفار من الجيش السوري حسن: quot;الامر بات مقلقًا فقد اوقفت الشرطة التركية حافلة صغيرة كانت تقل سبعة لاجئين بينهم جرحىquot;. واضاف: quot;يبدو أنه من الافضل لنا أن نغادر أو القبول بالبقاء في المخيماتquot;.

وهذا الخيار يرفضه الكثير من الشبان السوريين الفارين الذين يفضلون البقاء غير مقيدي الايدي في المخيمات للتمكن من الدخول والخروج الى سوريا سواء لزيارة اقارب أو لتقديم العون للمتمردين.

وتؤكد السلطات التركية أنها لم تتشدد في سياستها مع اللاجئين السوريين الا أنها تقر بأنها عززت الاجراءات الامنية المتعلقة بهم.

وقال مسؤول في الوكالة التركية التي تعنى بالحالات الطارئة في انقرة quot;لم نغيّر في سياستنا تجاه السوريين فهم احرار في التنقل لشراء حاجياتهم الا أنني اقر بان الاجراءات الامنية باتت اكثر حزمًا من الماضيquot;.

كما تقول ناشطة سورية في انطاكيا طلبت عدم كشف اسمها quot;الضغوط تتزايد على الحدود كما في هاتاي، تدخلات الشرطة الى تزايد والاعتقالات كذلكquot;.