آرليم ديزير

لم يشهد تاريخ أوروبا السياسي تولي أسود أو سوداء قيادة أحد أحزابها الرئيسية في أي من دولها حتى الآن. لكن آرليم ديزير، المتحدّر من سلسلة كاريبية، يضع حدا لهذه الحقيقة بعد انتخابه أمينا أول للحزب الاشتراكي الفرنسي الذي يؤول اليه حكم البلاد حاليا.


لندن: صنع فرنسي أسود جزءا من التاريخ السياسي في بلاده وأيضا عموم أوروبا عندما انتخبه الحزب الاشتراكي الفرنسي الحاكم أمينا عاما له خلفا لمارتين أوبري. وكانت هذه الأخيرة بدورها أول امرأة تتولى المنصب الأرفع داخل الحزب الاشتراكي ونافست فرانسوا هولاند على ترشيح الحزب لانتخابات الرئاسة الأخيرة.

ووفقا لموسوعة laquo;ويكيبيدياraquo; الحرة فإن ديزير، المولود العام 1959 في باريس، يتحدر من سلاسة سوداء لجهة أبيه الكاريبي (جزر المارتنيك)، ووالدته الفرنسية اليهودية الاشكنازية من الألزاس. وإضافة الى نشاطه في مجال مكافحة العنصرية فقد نال في 1999 مقعده كأول أسود في البرلمان الأوروبي عن دائرة إيل - دو فرانس (باريس ومحيطها). وهو أيضا يتمتع داخل هذا البرلمان بعضوية لجنته المعنيّة بشؤون المال والضرائب والعولمة.

على أن إعلان انتخاب ديزير - الذي لم يحصل على أي منصب وزاري داخل بلاده من قبل - لترؤس سكرتارية الحزب الاشتراكي أثار فورا انتقادات صارخة من المعارضة الفرنسية التي وصفته بأنه laquo;مجرم مدانraquo;. وهي تشير بهذا الى حكم بالغرامة والسجن المعلَّق 18 شهرا صدر بحقه العام 1998 بعد اتهامه بتسلم أموال من منظمة خيرية تعنى بتوفير التدريب المهني للمهاجرين.

لكن الحزب الاشتراكي يتعامل معه من زاوية مختلفة لأنه سياسي محنّك بلا خصومات داخلية مع الرئيس هولاند ومحايد والأقدر بالتالي على توحيد الحزب في وقت صعب. ووفقا للصحافة البريطانية التي نقلت الخبر فستكون أكبر مهامه الآنية التصدي لتيار يسار الحزب المعارض لسياسات الرئيس الاقتصادية ذات الصلة بالوضع الاقتصادي الأوروبي العسير ويصفها بأنها laquo;مغالية في التقشفraquo;.

مع سلفه مارتين اوبري

ومثل هولاند، فقد نال ديزير مصداقيته السياسية عندما ناضل - وإن كان بدون نجاح كامل - العام 2005 من أجل إقناع الحزب الاشتراكي بالوقوف وراء المعاهدة الدستورية الأوروبية. ويذكر أخيرا أن أمين عام الحزب الاشتراكي الفرنسي لا يصبح المرشح الوحيد للرئاسة بشكل تلقائي، على عكس العديد من مناهج الأحزاب في الديمقراطيات الغربية. ولهذا خاض هولاند المعركة الترشيحية ضد مارتين أوبري (ضمن آخرين)عندما كانت أمينة للحزب، لمواجهة نيكولا ساركوزي في انتخابات نيسان (أبريل) - ايار (مايو) الماضيين.