باريس: نفى ناشط سياسي سوري معارض وجود عدد كبير من الجهاديين في شمال سورية، وقال إنها حالات فردية لا تُشكّل ظاهرة ولا قيمة سياسية أو عسكرية لها حتى ولو بشكل رمزي، وشدد على أن الحديث عن جهاديين وقاعدة هو دعاية يروجها النظام السوري وحلفائه لاغير، مؤكداً أن الجماعات الإرهابية التابعة للقاعدة لن تجد لها بيئة حاضنة في سورية، جازماً بعدم إمكانية دخول القاعدة عبر بوابة الثورة بل ربما عبر بوابة النظام الاستخباراتية

وحول ازدياد الحديث في الفترة الأخيرة عن ارتفاع عدد الجهاديين غير السوريين في سورية وخاصة في الشمال، قال المعارض السوري فواز تللو لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء quot;إن الحديث عن أعداد كبيرة أو حتى صغيرة من مقاتلين أجانب في سورية يقاتلون مع الثوار وخاصة في الشمال هو أمر غير صحيح وما نُشر حول هذا الموضوع جاء من بعض وسائل الإعلام عبر بضعة تقارير أًخذت من مئات التقارير الإعلامية التي تنفي ذلك، وهذه التقارير النادرة استطاعت بالكاد الإشارة إلى بضعة أفراد فقط دون التأكد من صدقية هذه الأخبار، وهي إن تم التأكد منها فإنها لا تشكل ظاهرة بأي حال من الأحوال وتبقى حالات فردية لا قيمة سياسية أو عسكرية لها حتى ولو بشكل رمزيquot; حسب تأكيدdivide;.

وأضاف تللو quot;في الحقيقة إن الحديث عن وجود مقاتلين أجانب ليس أكثر من دعاية يروجها النظام السوري وحلفائه من روس وإيرانيين في محاولة للعب على أوتار أغنية مكافحة الإرهاب التي تلاقي هوى في نفس المجتمع الدولي، لتثبيت كذبة النظام القديمة الحديثة التي تقول أن البديل عن نظام حكم الأقلية الطائفية الحالي هو حكم الأكثرية السنية التي هي أكثرية تتبنى الإرهاب بطبيعتها حسب ما يصوّر النظام وبالتالي فإن معركة النظام هي في وجه هذا الإرهاب الأصولي السني متمثلاً في الثورة السورية التي تجتذب وتعطي الحاضن الاجتماعي للتطرف كما يصور النظام كذباًquot; حسب قوله

وفيما إن كان تواجد الجهاديين سيفيد الثورة السورية أم يضرون قال quot;إن المجموعات الإرهابية التي تتبنى فكر تنظيم القاعد تسمى خطأ بالجهاديين، والجهاد منهم ومن فكرهم براء، في الحقيقة مهما زاد إرهاب النظام فإن هذه المجموعات لن تجد لها بيئة حاضنة في سورية لا من قِبل المجتمع الأهلي ولا من قِبل كتائب الجيش الحر، والسبب يعود للجذور التاريخية الثقافية التي يقوم عليها المجتمع السوري خاصة منذ دخول الإسلام إلى بلاد الشام، والتي لا وجود فيها لمفاهيم التطرف الديني والطائفي لدى الأكثرية السنية، مما سمح بتنوع واستمرار الأقليات الطائفية والقومية مع احتفاظها بخصوصيتها حرية اعتقادها وسط أكثرية مسلمة سنية كبيرة جداً ودون أي حماية دولية أو دكتاتورية محلية تحميها، وهذا يشمل التدين الشعبي السني الذي هو الصفة الغالبة على المجتمع السوري، وهو يشمل أيضاً الإسلام السياسي بتعبيراته المختلفة والذي شارك بشكل إيجابي ومنذ قرن من الزمان في الحياة السياسية الحديثة في سورية منذ وجدت قبل قرن من الزمانquot; وفق توضيحه.

وتابع quot;إن هذه المجموعات المتطرفة سواءً حاولت التسلل للثورة السورية عبر استيرادها من الخارج، أو حاولت نشر فكرها لبناء تنظيمات محلية، فإنها لن تكون عوناً للثوار بل وبالا عليهم وهو أمر يدركه الثوار، وعلى كل حال فالثورة السورية ليست بحاجة إلى مقاتلين أجانب فمئات آلاف السوريين الأحرار جاهزون بل ويتمنون الانخراط في صفوف الجيش الحر لكن ما يحول دون ذلك هو الحاجة إلى العتاد والسلاح، وهو ما يمنعه عن الثورة السورية كل المجتمع الدولي تقريباً بما فيهم معظم أولئك الذين يدعون أنهم من أصدقاء سوريةquot; حسب تأكيده.

وفيما إن كان النظام السوري يشجّع بشكل غير مباشر دخول القاعدة أم أنها بالفعل ستشكّل خطراً عليه قال المعارض السوري المستقل قال quot;لقد تبنّى النظام السوري تنظيم القاعدة عبر عمليات استخباراتية أمّنت تمرير القاعدة واستخدامها في العراق للضغط على الأمريكيين ومنعهم من توسيع أهدافهم التي كانت تشمل الإطاحة بالنظام السوري بعد الانتهاء من الملف العراقي، وقد نجح النظام في ذلك بالتواطؤ مع النظام الإيراني الذي لم يجد غضاضة في قتل العراقيين الشيعة والسنة على حد سواء للوصول إلى أهدافه التي وصل لها أخيراً بدفع الأمريكيين إلى الانسحاب من العراق وتسليم السلطة إلى حكومة طائفية ليست بأكثر من دمية في يد النظام الإيراني، وذلك بعد أن أطاح الأمريكيون بنظام صدام حسين الذي كان من ألد أعداء نظام الملالي التوسعي الطائفي القومي في إيرانquot;، وأضاف quot;كذلك قام النظام السوري قبيل وبعد اندلاع الثورة السورية بإطلاق سراح متطرفين بمن فيهم من كان محكوماً بالإعدام نتيجة مشاركته بعمليات قتل أثناء الاستعصاء الذي حصل في سجن صيدنايا عام 2007، وليس مستبعداً، بل من المؤكد، أن النظام السوري سيدفع هذه المجموعات التي تعمل تحت أنظاره وإشراف مخابراتي معقدين للقيام ببعض النشاطات الإرهابية والتي لن يمانع من أن تحصد أرواح بعض مؤيديه، هذه سياسة قديمة للنظام أتقن استخدامها وهي معروفة للمجتمع الدولي منذ عقد من الزمان، فالقاعدة لن تستطيع الدخول إلى سورية من بوابة الثورة، وبالتالي سيسعى النظام لإدخالها إلى سورية عبر بوابته الاستخباراتية عبر مقاتلين أجانب أو محليين، وبشكل محسوب كما فعل في العراق ولبنان في وقت سابق ظناً منه أنه يستطيع إنهاء هذه الظاهرة ساعة يشاء ولكن من سينهيها إن حصل ذلك هو الثوار والمجتمع السوري الذي لا يمكن أن يشكّل أي حاضن لهؤلاء المتطرفينquot; على حد تعبيره.

وعن قدرة الكتائب المسلحة المعارضة للنظام على السيطرة على مثل هذه الظواهر قال quot;كتائب الجيش الحر قادرة على إنهاء هذه الظاهرة إن وُجدت لأن هذه الظاهرة لن تجد لها أي حاضن اجتماعي في المجتمع السوري أولاً، ناهيك عن إدراك هذه الكتائب لخطورة هذه الظاهرة على مستقبل البلاد من ناحية ثانية، ومن الناحية العملية اللوجستية فإن الناشطين الميدانيين في كل منطقة على دراية بالقوى الموجودة في مناطقهم من قوى الثورة المسلحة وغير المسلحة، وبالتالي لا يمكن لمثل هذه الظاهرة الاختباء والعمل بشكل سري وهو ما سيسمح بعزلها والسيطرة عليها بشكل سريع عند الضرورة سواءً جاءت عبر مقاتلين أجانب أو متطرفين محليين قد يلتحقون بهذا الفكر لكنهم سيبقون بأعداد قليلة وسيتم عزلهم حتماًquot; حسب جزمه.