يحاول حمدين صباحي الذي احتل المرتبة الثالثة في الانتخابات الرئاسية المصرية أن يقود حركة شعبية لمواجهة هيمنة الإسلاميين على مقاليد الحكم، وقال صباحي في خطاب له في عابدين في قلب القاهرة: quot;التيار الشعبي سيكون باب الطمأنينة لكل الخائفين، والعدل لكل المظلومين، وأعضاؤه هم دعاة المحبةquot;.


القاهرة: مستندًا الى تأييد شعبي غير متوقع جعله يحتل المرتبة الثالثة في الانتخابات الرئاسية الاخيرة، يعود حمدين صباحي، اليساري القومي، إلى الساحة السياسية مطلقًا حركة تسعى الى التصدي لهيمنة الاسلاميين المتهمين بالابقاء على الفوارق الاجتماعية وعلى النزعة السلطوية لعهد حسني مبارك.

وكان صباحي يعتبر في بداية الحملة الانتخابية مرشحًا هامشيًا الا أنه حقق صعوداً كبيراً وحصل في النهاية على 20,7% من الاصوات في الجولة الاولى للانتخابات الرئاسية في ايار/مايو ليحل ثالثًا بعد محمد مرسي (24,7% من الاصوات) وآخر رئيس وزراء في عهد مبارك، احمد شفيق (23,6%),

واستطاع صباحي، الذي يعلن انتماءه الى ميراث جمال عبد الناصر، أن يستقطب اصوات الشباب وquot;الثوريينquot; الذين انتفضوا ضد حسني مبارك مطلع 2011.

وامام قرابة الـ15 الف شخص تجمعوا مساء الجمعة في ميدان عابدين في قلب القاهرة، اكد صباحي أن حركته الجديدة، quot;التيار الشعبيquot;، مفتوحة quot;لكل الاحزاب التي تدافع عن اهداف الثورة، والتي يلخصها شعارها الشهير +عيش، حرية، عدالة اجتماعية+quot;.

يدًا في يد مع القس يوحنا إسحق راعي كنيسة العذراء بالشرقية (دلتا) النيل، وقف صباحي محيياً الحضور الذين هتفوا quot;مسلم ومسيحي يد واحدةquot;.

وفي اشارة واضحة الى الاقباط الخائفين من الصعود السياسي للإسلاميين، والذين يخشون من أن يدفعوا ثمن الفيلم المسيء للنبي محمد الذي يتهم اقباط مهاجرون بانتاجه، قال صباحي quot;التيار الشعبي سيكون باب الطمأنينة لكل الخائفين، والعدل لكل المظلومين، وأعضاؤه هم دعاة المحبةquot;.

ومن على المنصة نفسها، شنّ احد قادة quot;التيار الشعبيquot;، رئيس اتحاد النقابات المستقلة كمال ابو عيطة هجومًا شديدًا على الاسلاميين واصفًا اياهم بـ quot;الطغاة الجددquot;، مؤكدًا أنهم مازالوا يستخدمون القبضة الامنية في مواجهة العمال المصربين، وتعهد بأن يواصل هؤلاء quot;كفاحهم ضد الاستبداد السياسي والاجتماعي الذي لا يزال قائمًاquot;.

ويريد صباحي أن يجعل من القضايا الاجتماعية محور مشروعه على خلفية احتقان تعكسه اضرابات في قطاعات عدة من بينها النقل العام والتعليم والصحة.

وفي بلد بعيش 40% من سكانه حول خط الفقر (دولاران يوميًا)، يواجه الاخوان المسلمون كذلك اتهامات بالانحياز للاغنياء على حساب الفقراء بسبب سياساتهم الاقتصادية الليبرالية.

وفي مقابلة تلفزيونية مع قناة تلفزيونية مصرية خاصة، قال صباحي الاسبوع الماضي إن quot;نظامًا يمينيًا (للاخوان المسلمين) حلّ محل نظام يميني آخر سقطquot; هو نظام مبارك.

ويسعى صباحي الذي يدعو الى سياسة ضريبية تصاعدية على الاكثر ثراء، الى اجتذاب قطاعات واسعة من المصريين باتت تخشى من أن تؤدي المشكلات المالية والاقتصادية للبلاد الى تقليص الدعم المخصص للسلع الاساسية وخصوصاً الخبز والوقود وغاز المنازل.

ومع بدء المفاوضات مع صندوق النقد الدولي نهاية اب/اغسطس الماضي للحصول على قرض قيمته 4,8 مليارات دولار، تصاعدت المخاوف من أن تكون هذه المساعدة مشروطة بخفض للدعم وما يترتب على ذلك من ارتفاع في الاسعار أو فرض حصص للاستهلاك ما يلحق ضرراً بالاساس بالاكثر فقرًا.

ودعا الرئيس محمد مرسي من جانبه المصريين الى quot;الصبرquot; في مقابلة بثها التلفزيون المصري مساء السبت مؤكدًا أنه ورث من النظام السابق عبئاً كبيراً وموازنة مثقلة بالديون ومتعهداً بتحسن خلال عامين.

ويريد حمدين صباحي لحركته ان تكون ايضًا حصناً لحرية التعبير والابداع في مواجهة الاسلاميين المتهمين بالرغبة في فرض قيود على هذه الحقوق في الدستور الجديد للبلاد الذي تعكف على كتابته لجنة يهيمنون عليها.

وقال صباحي امام سينمائيين وممثلين ومثقفين وممثلي احزاب من اليسار ويسار الوسط جاؤوا لمساندة حركته الجديدة quot;لابد أن نناضل من اجل الدستور حتى لا ينفرد به أحد سواء كان حزباً أو جماعةquot; في اشارة الى جماعة الاخوان المسلمين.