أديس آبابا: يلتقي الرئيس السوداني عمر البشير والرئيس الجنوب سوداني سالفا كير في اثيوبيا تحت ضغط دولي متزايد للتوصل الى اتفاق وتجاوز الخلافات، خصوصا بشان النفط، التي كادت تعيد البلدين الجارين الى الحرب.

وبحث رئيسا السودان وجنوب السودان خلال لقاء قمة جمعهما في ساعة متأخرة من مساء الأحد قضيتي ترسيم الحدود المشتركة بين البلدين واستئناف تصدير النفط السوداني، لكن الزعيمين لم يتوصلا بعد إلى اتفاق أمني بشأن إنهاء الأعمال العدائية بين الطرفين.

إلا أن مسؤولين توقعوا أن يتوصل البشير، وسلفا كير، إلى اتفاق الاثنين، وذلك بعد تمديد غير رسمي للمهلة التي وضعها مجلس الأمن الدولي للبلدين للتوصل إلى اتفاق أمني بينهما.

وتوقع وزير شؤون مجلس الوزراء في جنوب السودان، دينق الور، أن يتوصل كير والبشير إلى اتفاق الاثنينquot;. وقال الور للصحفيين بعد بدء القمة بين البشير وكير في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا: quot;سننتهي من الأمر غدا، وسيكون هناك اتفاقquot;.

وقد شوهد الرئيسان البشير وكير وهما يتجاذبان أطراف الحديث لدى مغادرتهما قاعة الفندق الذي عقد فيه الاجتماع الذي جاء بعد مرور أسبوعين على بدء المحادثات بين البلدين في إثيوبيا.

ابرز نقاط الخلاف بين السودان وجنوب السودان

النفط

ورث جنوب السودان ثلاثة ارباع الموارد النفطية التي كان يملكها السودان الموحد قبل التقسيم. لكن جوبا تبقى رهينة البنى التحتية في الشمال لنقل نفطها الخام حتى البحر الاحمر. وفي غياب اي اتفاق قرر الشمال اقتطاع جزء من النفط المصدر. وردا على ذلك اوقف الجنوب انتاجه في كانون الثاني/يناير 2012 وهدد باقامة خط انابيب جديد يمر عبر اثيوبيا او كينيا.

وتوصل الجانبان الى اتفاق حول رسوم العبور لكن تفاصيل الاتفاق وكيفية اعادة اطلاق الانتاج لا تزال تحتاج الى تسوية.

ترسيم الحدود

يبقى على الاقل خمس الحدود بين الشمال والجنوب، الممتدة على طول 1800 كلم، موضع خلاف. والمناطق التي تثير الخلاف في معظمها غنية بالنفط والمعادن او اراض صالحة للمرعى.

وينص اتفاق السلام الموقع في 2005 بين جوبا والخرطوم والذي مهد الطريق لتقسيم السودان، على ان يكون ترسيم الحدود الجديد على اساس حدود الاول من كانون الثاني/يناير 1956، عندما نال السودان استقلاله من البريطانيين. لكن معظم خرائط الفترة الاستعمارية تتضمن ترسيما متناقضا للحدود ولم يجر اي ترسيم فعلي على الارض منذ ذلك الحين.

المناطق المتنازع عليها

بمعزل عن الخلاف بشأن ترسيم الحدود، يتنازع الجاران على مناطق باكملها، منها منطقة ابيي التي تبلغ مساحتها نحو عشرة آلاف كلم مربع، وحقل هجليج النفطي الذي كان سبب المعارك الاخيرة التي ادت الى تعليق المحادثات بين الشمال والجنوب في نيسان/ابريل الماضي واثارت المخاوف من نشوب نزاع شامل بين البلدين الجارين.

وكان يفترض اجراء استفتاء في كانون الثاني/يناير 2011 في منطقة ابيي لتحديد انضمامها الى الشمال او الجنوب. لكن خلافا حول الناخبين المؤهلين للتصويت حال دون ذلك. ثم بدأت القوات السودانية في نيسان/ابريل 2011 احتلال المنطقة مما ارغم حوالى 110 الاف شخص على الهرب. وتؤكد الخرطوم استعدادها للانسحاب من المنطقة ان تم الاعتراف بابيي كجزء لا يتجزأ من اراضيها.

الامن والمجموعات المتمردة

وتتبادل جوبا والخرطوم الاتهامات بدعم المجموعات المتمردة على اراضي كل منهما. وينفي كل طرف اي دعم للمتمردين. وتعتبر هذه المسألة اساسية لتحقيق تقدم في المفاوضات. وتنشط ميليشيات عدة في المناطق النفطية في الجنوب. وفي السودان ينشط المتمردون في ولايات دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق.

المواطنة

لا يزال هناك 350 الف جنوب سوداني على الاقل في السودان، والاف السودانيين في جنوب السودان. وعدد كبير منهم ولدوا او امضوا عشرات السنين على اراضي الدولة المجاورة، عندما خاضت جوبا والخرطوم حربا اهلية دامية. واصبح هؤلاء اجانب مع استقلال جنوب السودان في تموز/يوليو 2011.

ومنذ انتهاء الموعد الاقصى في الثامن من نيسان/ابريل لتسوية اوضاعهم القانونية او الرحيل، يسعى العديد من السودانيين الجنوبيين المقيمين في الشمال الى العودة الى الجنوب، لكنهم يجدون انفسهم مرغمين على البقاء بسبب القيود التي تفرضها الخرطوم اذ يحظر الشمال السفر عبر النيل خشية استفادة المتمردين من هذه الوسيلة للحصول على السلاح، فيما تعتبر الطرق البرية خطرة جدا.