خلال الأشهر الاثني عشر الماضية وحدها، تمكن 100 شخص، هم أثرى أثرياء العالم، من جمع 241 مليار دولار أضافوها بأقدار متفاوتة الى الكنوز التي يتمتعون بها. وهذا مبلغ ربما عجزت عن جمعه حكومات laquo;بلدانraquo; العالم الـ100 الأكثر فقرًا.


لندن:مازالت حفنة المليارديرات المنعَّمة تثبت المقولة القديمة وهي أن laquo;الأثرياء يزدادون ثراء والفقراء يزدادون فقرًاraquo;. فبينما يشكو القاصي والداني في مختلف أنحاء الدنيا ضيق الحال وتعاني الحكومات من فراغ الخزائن ويهجر الناس أوطانهم بالملايين بحثًا عن لقمة العيش، أضاف أثرى الأثرياء الى أرصدتهم ما يبلغ إجماليه 241 مليار دولار خلال العام المنصرم وحده.

هذا تبعًا لـlaquo;مؤشر بلومبيرغ للمليارديراتraquo; الذي قال أيضًا إن إجمالي ثروات الأشخاص المئة الأكثر ثراء في العالم بلغ 1.9 ترليون دولار بحلول اليوم الأخير من العام الماضي، وهذا رغم أن 16 من هؤلاء الأشخاص سجلوا خسائر متفاوتة بين الهامشية والهائلة خلال الأشهر الاثني عشر الماضية.

وكان الاسباني أمانثيو اورتيغا، مؤسس laquo;إنديتيكسraquo; لتجارة الملبوسات، أكبر الرابحين خلال تلك الفترة (وإن لم يتح له ذلك تصدر قائمة أثرى الأثرياء). فقد ارتفعت ثروة هذا الرجل (76 عامًا) من 35.3 مليار دولار إلى 57.5 مليار دولار، أي أنه أضاف 22.2 مليار دولار الى ثروة لا يحلم بها الا السلاطين أصلا.

وعلى الرغم من هذه الزيادة الخرافية في الأموال، لم يستطع هذا الاسباني تخطي كارلوس سليم (72 عامًا)، عملاق الاتصالات المكسيكي الذي يملك laquo;أميريكيا موبيلraquo; وظل، على مدى الأشهر الاثني عشر الأخيرة، يحتل المرتبة الأولى باعتباره أثرى شخص على كوكب الأرض إذ وقفت ثروته على عتبة 70 مليار دولار بحلول 31 كانون الثاني (ديسمبر) الماضي. لكنه، مع هذا يحتل المرتبة الثانية بعد اورتيغا في ما يتعلق بصافي أرباحه في 2012، إذ بلغت 13.4 مليار دولار laquo;فقطraquo;!

بيل غيتس (57 عامًا) صاحب العملاق التكنولوجي laquo;مايكروسوفتraquo;، يأتي في المرتبة الثانية بعد سليم (58 مليار دولار)، بفارق 12 مليار دولار بينهما. وقد تمكن من إضافة 7 مليارات دولار الى صافي أرباحه في 2012، بفضل شبكة استثماراته الواسعة. وربما كان جديراً بالذكر هنا أن أمواله من laquo;مايكروسوفتraquo; نفسها لا تتجاوز 20 في المئة من إجمالي ثروته.

وبعد سليم (في المرتبة الأولى ) وغيتس (في الثانية) يأتي الاسباني أمانثيو اورتيغا المذكور أعلاه في الثالثة. وهذا لأنه أزاح ndash; الى الرابعة - صاحبها سابقًا وارين بافيت (82 عامًا)، رئيس الإدارة والمدير التنفيذي لـlaquo;بيركشاير هثاوايraquo;، الذي أضاف 5.1 مليارات دولار الى ثروته وكان في وقت ما صاحب المرتبة الأولى.

لكن الواقع أن بافيت نفسه هو الذي اختار هذا الوضع، لأنه صار يتبرع بمليارات الدولارات للأعمال الخيرية. وبحلول تموز (يوليو) الماضي كان إجمالي تبرعاته في هذا الميدان قد بلغ 22.3 مليار دولار. وكان هذا الرجل قد أمضى جل وقته في 2012 لتنظيم حملة تهدف لزيادة الضرائب على الأثرياء. والمعروف أيضاً عنه إعلانه أنه سيتبرع بالسواد الأعظم من ثروته قبل مماته.

أما المرتبة الخامسة فيحتلها السويدي إنغفار كامبراد (86 عامًا)، مالك laquo;آيكياraquo; أكبر شركة للأثاث في العالم، وبلغت ثروته في نهاية العام الماضي 42.9 مليار دولار. ويعني هذا الرقم أن نسبة الزيادة في أمواله بحلول نهاية العام الماضي وصلت الى 16.6 في المئة. ويذكر على هامش هذه المسألة أن شركته سجلت سابقة في آب (أغسطس) الماضي عندما رضخت للضغوط التي تطالبها بالشفافية ونشرت سجل أدائها المالي كاملاً للمرة الأولى في تاريخها.