ضعفت قوة رد ايران على هجوم عسكري محتمل على منشآتها النووية بعد ترهل الجيش السوري وتوقف الدعم العسكري واللوجستي لحزب الله، ما أدى إلى تحسُن وضع اسرائيل الاستراتيجي.


القاهرة:أجرت شعبة استخبارات الخارجية الاسرائيلية تقديراً للموقف العسكري حال هجوم اسرائيل على منشآت ايران النووية، مشيرة الى أن الدولة الفارسية لن تتمكن من الرد العسكري على الهجوم الاسرائيلي بالقوة عينها، التي كانت متوقعة في السابق، خاصة أن حكومة طهران لم يعُد بوسعها الاعتماد على جبهات أخرى معادية لإسرائيل، خاصة الجبهة السورية وحزب الله في الجنوب اللبناني.

حزب الله يعزف عن المواجهة

تشير التقديرات الاسرائيلية الى أن نجاح المعارضة السورية المسلحة في انهاك جيش الاسد وتفكيكه، وبالتالي قطع المدد العسكري واللوجستي عن حزب الله، أجبر الايرانيين على الخضوع للواقع الدراماتيكي الجديد، فلن يكون للجيش السوري دور في الرد الايراني على اسرائيل، حال تعرض منشآت ايران النووية للقصف الاسرائيلي، وهو الموقف الذي لا يختلف كثيراً عند الحديث عن حزب الله واحتمالات ضلوعه في الدفاع عن الدولة الفارسية، فسيقف الحزب امام معضلة صعبة، حينما يضطر الى مواجهة اسرائيل من دون غطاء سوري، فضلاً تعرض وضعه السياسي في لبنان للخطر.

وبحسب تقرير لصحيفة معاريف العبرية، تتأهب اسرائيل منذ سنوات طوال لمجابهة التهديد المركزي في المنطقة الشمالية، والتي كانت تتكون من ايران وسوريا وحزب الله، وهي المنطقة التي حملت اسم quot;محور الشرquot;، غير أن هذا الواقع تغيّر تماماً على خلفية الحرب الاهلية المتواصلة في سوريا، والتي افضت الى تصفية محور الشر الذي يدور الحديث عنه.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول امني بارز في تل ابيب تقديره quot;أن قدرة طهران على رد فعل عسكري حيال اسرائيل تضاءلت لدرجة كبيرة، فسيكون رد فعل طهران أخف وطأة عن التقديرات السابقة، خاصة عندما كانت الجبهة الشمالية، المتمثلة في حزب الله والنظام السوري باقيةquot;.

ووفقاً لتقديرات شعبة استخبارات الخارجية الاسرائيلية (مركز الابحاث السياسية)، تحطم الجيش السوري على خلفية معاركه الضارية ضد المعارضة السورية المسلحة، وأمام هذا الواقع عزفت تل ابيب عن الخوف من نشوب حرب بين اسرائيل ونظام الاسد.

الى ذلك أضعفت التوترات السياسية والامنية في سوريا قوة حزب الله، خاصة عندما انعزل التنظيم عن جسور الدعم العسكري واللوجستي، المتدفقة من سوريا ومن ايران على مر السنين، وكانت التقديرات الاسرائيلية في حينه تشير الى أن ايران دشنت قوة حزب الله العسكرية لمساعدتها في اية مواجهة مستقبلية مع اسرائيل، إلا أن حزب الله الذي تحول الى جبهة سياسية داخل لبنان، فضلاً عن امتلاكه للعديد من الثروات الاقتصادية داخل الدولة، سيخشى حالياً من التدخل في مواجهة محتملة بين اسرائيل وايران، وستزيد مخاوف الحزب من دخول اسرائيل الجنوب اللبناني في محاولة لاجتثاث مؤسساته الاقتصادية وتدميرها.

تغييرات على قواعد اللعبة

امام هذا الواقع بحسب التقديرات الاسرائيلية، سيفكر حزب الله اكثر من مرة قبل الاقدام على الضلوع في مواجهة مع اسرائيل لحساب طرف آخر حتى اذا كان ايران، فمنذ حرب لبنان الثانية عام 2006، توقف حزب الله عن القيام بأية خطوات عسكرية مباشرة ضد اسرائيل، وربما يعود ذلك الى رغبة اقطاب الحزب في كبح جماحه نظراً للتغييرات، التي طرأت على قواعد اللعبة، كما تؤكد التقديرات الاميركية أن حزب الله لن يغامر بالتنازل عن الثروات الاقتصادية التي جمعها خلال سنوات طوال في لبنان، مقابل الانضمام الى مواجهة من الممكن أن تنشب بين اسرائيل وايران.

ورغم تلاشي تهديدات المواجهة العسكرية بين سوريا واسرائيل، إلا أن الدوائر السياسية وربما الامنية في تل ابيب ما زالت قلقة من تفكك الدولة السورية، لما يحمله ذلك من نمو وقوة لجماعات ارهابية، تتمثل في الجهاد العالمي، الذي سيوجه القوات التي جمعها ضد اسرائيل في اليوم الذي يلي سقوط الاسد، بالاضافة الى أنه ليس من المعروف بحسب التقديرات الاسرائيلية نهاية الصراع الدائر في سوريا، إذ أنه من غير المستبعد أن يطول هذا الصراع لفترات زمنية طويلة.

اما في ما يتعلق بالجبهة الجنوبية، فترى تقارير تقدير الموقف الاسرائيلي أن الوضع على الحدود المصرية الاسرائيلية يتحسن كثيراً، إذ إن الحكومة المصرية الجديدة لن تسمح لحماس بمعاودة قصف اسرائيل مجدداً، كما أن القاهرة لن تسمح لحماس بجرها الى مواجهة عسكرية ضد اسرائيل، ولعل اهم اسباب ذلك يعود الى رغبة المصريين في تحسين اوضاعهم الاقتصادية، وقال مصدر امني اسرائيلي: quot;وضعنا الاستراتيجي في المنطقة تحسن كثيراً، سواء كان ذلك في القطاع الجنوبي أو نظيره الشماليquot;.