ربما تصبح صور مقتل زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن متاحة أمام الجميع بعد أن بقيت حكرًا بيد الإدارة الأميركية وأجهزتها الأمنية، لكن الأمر يحتاج الآن إلى قرار قضائي.


واشنطن: بدأت محكمة فيدرالية في الولايات المتحدة الأميركية النظر بطلب استئناف مقدم من إحدى المؤسسات يطالب بالكشف عن 25 صورة لجثة زعيم تنظيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن، تتضمن جثته المسجاة في الطابق الثالث لموقع اختبائه في باكستان، بالإضافة إلى صور دفن القوات الأميركية جثته في البحر.

وقال موقع quot;سي أن أنquot; إنه خلال جلسة الاستماع التي عقدت، الخميس، ترافعت المجموعة القضائية المحافظة، quot;جوديشال واتشquot;، أمام لجنة من ثلاثة قضاة لاستئناف طلبها نشر صور جثة بن لادن، وفقاً لحق حرية الحصول على المعلومات وتطبيقاً للدستور الأميركي، ولم يشر القضاة إلى وقت صدور الحكم تجاه قضية الاستئناف.
ويطالب الرئيس الأميركي، باراك أوباما، من المحاكم quot;إعادة النظر في قانون (حق الحصول على المعلومات)، لتسمح لإدارته بحجب الوثائق التي يمكن أن يسبب الكشف عنها الجدالquot;، وفق تصريح لمدير المجموعة القضائية، توم فيتون، أصدره قبل جلسة الاستماع.
إذ نشأ خلاف كبير حول نشر الصور أو الامتناع عن نشرها منذ الغارة التي شنتها القوات الأميركية، والتي انتهت بقتل زعيم تنظيم القاعدة في مايو/أيار عام 2011.
وأشار البيت الأبيض الى أن الرئيس أوباما امتنع عن نشر الصور وسط ضغوطات عليه بنشرها من قبل مشرعي القوانين ومعارضة بين عدد من أبرز مستشاريه، إذ صرح الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض، جاي كارني، حينها بأن نشر الصور quot;لن يحقق مصلحة الأمن القوميquot;، وأن عرضها سوف يساعد على quot;حشد الآراء المعارضة للولايات المتحدةquot;.
وبحسب quot;سي أن أنquot; فقد تناقش القضاة في أن نشر عدد من الصور أشعل الغضب في أرجاء العالم العربي، وقدموا أمثلة عليها الصور التي كشفت عن معاملة الجنود الأميركيين لسجناء أبو غريب في العراق، أو تقارير عن الأميركيين الذين حرقوا القرآن.
ونقلت وكالة quot;رويترزquot; عنروبرت لوب المحامي في وزارة العدل الأميركية قوله لمحكمة الاستئناف إن صور مقتل بن لادن quot;ستستخدم لإشعال التوترات وستستخدم للتحريض على شن هجمات انتقامية.quot;
وأضاف أن أعمال الشغب وأشكالاً أخرى من العنف قد تهدد الجنود وكذلك المدنيين الأميركيين في أفغانستان.
وقالت الحكومة إن لديها 52 صورة فوتوغرافية أو لقطة فيديو -لم تنشر بعد- من الغارة التي وقعت في مايو أيار 2011 والتي قتل فيها اسامة بن لادن بعد أكثر من عشر سنوات من البحث. والصور تظهر بن لادن ميتًا في منزله في آبوت اباد في باكستان ونقل جثمانه إلى سفينة أميركية ودفنه في البحر.
وطبقًا لأوراق قضائية، التقطت بعض الصور كي تتمكن وكالة المخابرات المركزية الأميركية من إجراء تحليل للتعرف على وجه بن لادن.
وهذه ليست المرة الأولى التي تطلب فيها المجموعة الحقوقية نشر الصور، إذ استأنفت قرار المحكمة الصادر عام 2012، والذي رفضت خلاله نشر الصور، وذلك بسبب تهديده للأمن القومي، إذ يمكن أن quot;يكتفي الجمهور في هذا
الوضع بالذات بالوصف الذي قدمته السلطات عن مقتل بن لادن ودفنهquot;، حسب تصريح للقاضي، جيمس بوسبرغ.
لكن المجموعة القضائية أثبتت خلال استئنافها للقضية أنها لا ترغب بالكشف عن التفاصيل المتعلقة بالأدوات أو التقنيات التي استخدمت خلال الهجوم، وأن السلطات quot;لم تثبت كيف يمكن لنشر صور عن جنازة كئيبة ومحترمة في عرض البحر أن يؤثر على الأمن القوميquot;، وفق تصريح المجموعة.