انتهت السبت عملية احتجاز الرهائن الكبيرة في موقع لاستثمار الغاز في الجزائر بمقتل الخاطفين الإسلاميين، و23 شخصًا من الرهائن الأجانب والجزائريين، في هجوم شنته القوات الجزائرية الخاصة.


ان اميناس: أكد وزير الاتصال الجزائري محمد السعيد الاحد أن حصيلة الضحايا التي اعلنتها وزارة الداخلية السبت موقتة وquot;مرشحة للارتفاعquot;، بعد نهاية الهجوم الذي شنّه الجيش على اسلاميين يحتجزون رهائن في مصنع للغاز بان اميناس منذ اربعة ايام.

وقال وزير الاتصال باللغة الفرنسية للاذاعة الجزائرية quot;الحصيلة التي قدمتها وزارة الداخلية امس (السبت) بمقتل 23 شخصًا (رهينة) والقضاء على 32 ارهابيًا تبقى حصيلة موقتةquot;. واضاف quot;اخشى وللاسف أن تكون هذه الحصيلة مرشحة للارتفاع (...) وسنحصل على الحصيلة النهائية اليومquot; في وقت لا تزال بعض البلدان تتحدث عن عدم معرفتها مصير بعض مواطنيها.

واشار الى أن quot;القوات الخاصة تواصل تأمين الموقع والبحث عن ضحاياquot;. وقد تمكنت القوات الجزائرية من تحرير quot;685 موظفًا جزائريًا و107 اجانبquot; في عمليتها، كما ذكرت وزارة الداخلية الجزائرية.

واوضح الوزير الجزائري أن quot;الجزائر تعرضت لاعتداء من ارهاب دولي. فالارهابيون ينتمون الى ست جنسيات مختلفة ومنها جنسيات من خارج القارةquot; الأفريقية. وكان التلفزيون الجزائري تحدث السبت استنادًا الى quot;قيادات عسكرية علياquot; عن وجود كندي وهولندي في المجموعة المسلحة التي هاجمت الموقع الغازي الاربعاء.

واكد الوزير الجزائري أن quot;كمية الاسلحة التي تم حجزها تبين عزم الارهابيين على قتل اكبر عدد من الاشخاص (...) كانوا مستعدين لتفجير كل الموقعquot;. وتابع أن quot;القيادة العسكرية بعين المكان اتخذت القرار بالتدخل السريع حتى تقلص الخسائر (...) لم يكن هناك خيار آخرquot;.

واعلنت السلطات الجزائرية انها صادرت كمية كبيرة من الاسلحة الحربية منها quot;ستة صواريخ من نوع سي-5 مع منصة اطلاق ومدفعا هاون عيار 60 ملم وست بنادق رشاشة من نوع اف ام بي ك و21 بندقية رشاشة من نوع كلاشنيكوف وبندقيتان بمنظار وصواريخ ار بي جي وعشر قنابل يدوية مجهزة في احزمة ناسفةquot;.

العثور على جثث 25 رهينة آخرين داخل مصنع الغاز في إن إميناس الاحد

اكد تلفزيون النهار الخاص أنه تم العثور صباح الاحد على 25 جثة لرهائن في مصنع الغاز في ان اميناس جنوب شرق الجزائر، ما يرفع حصيلة القتلى التي اعلنتها وزارة الداخلية السبت. واكد تلفزيون النهار في خبر عاجل quot;العثور صباح اليوم على 25 جثة غير محددة الهوية في تقنتورينquot;.

واوضح مدير التلفزيون انيس رحماني لوكالة فرنس برس أن الامر يتعلق بـquot;رهائنquot;، بحسب مصادر امنية تحدث اليها.

كما عثرت القوات الخاصة للجيش الجزائري صباح الاحد على خمسة خاطفين احياء تم اعتقالهم، بينما يجري البحث عن ثلاثة آخرين

كاميرون يؤكد مقتل ثلاثة بريطانيين ويرجّح موت ثلاثة آخرين في الجزائر
من جانبه، اكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاحد مقتل ثلاثة بريطانيين عملية احتجاز الرهائن في الجزائر، مرجحًا مقتل ثلاثة بريطانيين آخرين في هذا الهجوم. وقال كاميرون بعد اتصال هاتفي مع نظيره الجزائري عبد المالك سلال صباح الاحد ان شخصا يقيم في بريطانيا ايضا quot;قتل على الارجحquot;. واضاف quot;اعرف ان كل البلاد تريد الانضمام الي للتعبير عن تعازينا للعائلات التي عاشت محنة مروعةquot;.

من جهته اعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان 22 بريطانيا نجوا من عملية احتجاز الرهائن وهم في طريق العودة الى بريطانيا. واعتبر كاميرون ان مسؤولية سقوط ضحايا في عملية تحرير الرهائن quot;تقع بالكامل على الخاطفينquot;، وليس على الحكومة الجزائرية. وعبّر ايضا عن رغبته في ادراج مسالة مكافحة الارهاب quot;في اولوية جدول اعمالquot; مجموعة الثماني التي تتولى بريطانيا رئاستها في 2013. وكان كاميرون عبّر في بداية الازمة عن اسفه لعدم ابلاغه باطلاق القوات الجزائرية عملية ضد المهاجمين.

وقال ان عملية احتجاز الرهائن تشكل quot;تذكيرا قاسياquot; بالتهديد الذي يشكله الارهاب الدولي. واضاف ان المجموعة الدولية بحاجة quot;إلى الاتحاد من اجل مكافحة هذا التهديد في شمال افريقياquot; كما حصل في باكستان وافغانستان. وتابع ان quot;هذا التهديد مشابه للتهديد الذي تشكله القاعدة. انه تهديد عالمي يتطلب ردا دوليا، والامر سيستغرق سنوات او حتى عقوداquot;.

وكانت quot;مصادر جهاديةquot; ذكرت لوكالة انباء موريتانية خاصة أن المجموعة المهاجمة بقيادة عبد الرحمن quot;النيجيريquot; وتتألف من حوالي اربعين شخصًا قدموا من النيجر. من جهتها، قالت وزارة الداخلية الجزائرية في بيان إن المجموعة المسلحة كانت quot;تتكون من 32 فردًا منهم ثلاثة جزائريين مختصين في المتفجرات دخلوا التراب الجزائري من دولة مجاورةquot;.

واضافت أن المجموعة المسلحة quot;قامت بتلغيم المكانquot;. وفور انتهاء الهجوم النهائي على الموقع بدأت قوات متخصصة من الجيش الجزائري بنزع الالغام التي زرعها الخاطفون quot;لتفجير مصنع الغاز في حالة تعرضهم للهجومquot;.

وذكرت وكالة الانباء الجزائرية أن المسلحين قاموا بتفجير جزء من المصنع، ما تسبب في اندلاع حريق quot;تدخلت الحماية المدنية لاخمادهquot;. واكد المهاجمون أنهم قاموا بعمليتهم هذه ردًا على التدخل العسكري الفرنسي في مالي الذي يستفيد من دعم لوجستي جزائري.

وكان موقع سايت الالكتروني الاميركي لمتابعة المواقع الاسلامية على الانترنت ذكر أن احد قادة الخاطفين ويدعى عبد الرحمن، هدد في تسجيل صوتي quot;بتفجير الرهائنquot; اذا اقترب الجيش الجزائري من المصنع.

واوضح الموقع ان عبد الرحمن الذي يلقب بـ quot;النيجيريquot; كان يتحدث مساء الخميس عندما كان الجيش يحاصر موقع ان اميناس. وقد تحدث عن مقتل نصف الخاطفين و35 رهينة خلال العملية.
وعبد الرحمن هو احد مساعدي مختار بلمختار الذي تبنى العملية باسم quot;الموقعين بالدمquot;.

وكان بلمختار عرض التفاوض مع فرنسا والجزائر لوقف الحرب في شمال مالي ومبادلة الرهائن الاميركيين المحتجزين بالشيخ المصري عمر عبد الرحمن والباكستانية عافية صديقي المعتقلين في الولايات المتحدة.

وبين الرهائن الذين تأكد مقتلهم حتى الآن رعايا من فرنسا والولايات المتحدة ورومانيا وبريطانيا. وقالت بريطانيا ان ستة من رعاياها قتلوا أو فقدوا بينما اعلنت النروج انها قلقة على خمسة من رعاياها.

ولا يزال مصير عشرة يابانيين ايضًا مجهولاً بعد ساعات على انتهاء عملية احتجاز الرهائن، وفق ما اعلنت صباح الاحد الشركة اليابانية التي يعملون فيها. وشاهد مصور وكالة فرانس برس السبت شاحنات صغيرة تنقل خمسة نعوش فارغة الى مستشفى ان اميناس الذي نقل اليه رهائن جرحى.

وبعد ظهر السبت، دخل دبلوماسيون بريطانيون يتبعهم صحافيون من التلفزيون الحكومي المبنى. لكنّ الصحافيين الآخرين وبينهم مراسل وكالة فرانس برس لم يسمح لهم بالدخول.

من جهتها، اعلنت السلطات الجزائرية انها صادرت كمية كبيرة من الاسلحة الحربية منها quot;ستة صواريخ من نوع سي-5 مع منصة اطلاق ومدفعا هاون عيار 60 ملم وست بنادق رشاشة من نوع اف ام بي ك و21 بندقية رشاشة من نوع كلاشنيكوف وبندقيتان بمنظار وصواريخ ار بي جي وعشر قنابل يدوية مجهزة في احزمة ناسفةquot;.

واضافت في بيان لوزارة الداخلية الجزائرية بعد انتهاء عملية احتجاز الرهائن أنها صادرت ايضا quot;البسة عسكرية لدولة اجنبية وشحنة من الذخيرة والمتفجراتquot;.

وقد رأى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند السبت أن الجزائر تصرفت في ازمة الرهائن بافضل شكل يلائم الظروف خلال ازمة احتجاز الرهائن في موقع ان اميناس، معتبرًا أنه quot;لم يكن بالامكان التفاوضquot; مع الخاطفين.

من جهته، حمل الرئيس الاميركي باراك اوباما السبت quot;الارهابيينquot; مسؤولية مقتل الرهائن في الجزائر، معتبرًا أن الهجوم على منشأة الغاز في البلاد يذكر باستمرار تهديد القاعدة. وهي اول تعليقات يدلي بها اوباما حول ازمة الرهائن، وذلك في بيان نشر بعد ساعات على هجوم الجيش الجزائري.

رهائن امضوا 15 ساعة في الصحراء هربًا من الخاطفين في الجزائر
امضت مجموعة رهائن فرت من المسلحين الاسلاميين الذين هاجموا موقعًا لانتاج الغاز في الجزائر قرب ان اميناس 15 ساعة في الصحراء هربًا من خاطفيهم على ما نقلت صحيفة نروجية الاحد. ونقلت صحيفة فردنس غانغ قصة نروجي في الـ57 من العمر فر الى جانب سبعة اشخاص آخرين لم تحدد جنسياتهم من مجمع انتاج الغاز ليل الخميس الجمعة وساروا الى مدينة ان اميناس التي تبعد 50 كلم.

وكتبت الصحيفة على موقعها على الانترنت أن quot;المجموعة امضت 15 ساعة في الصحراء القاسية جنوب الجزائرquot;. وتابعت quot;نجهل ما كان بحوزتهم من الغذاء والماء، لكن الرجل البالغ 57 عامًا المتحدر من بيرغن (غرب النروج) كان يعاني من الجفاف الحاد والانهاك عندما وصلوا الى المدينة مساء الجمعةquot;. وتلقى النروجي العلاج في مستشفى في الجزائر ولا تدري الصحيفة متى سيعود الى بلاده.

ما زالت النروج تجهل مصير خمسة من مواطنيها العاملين في مجموعة ستاتويل النفطية كانوا في المجمع عندما هاجمه اسلاميون مسلحون صباح الاربعاء، ثم احتجزوا رهائن قبل أن ينفذ الجيش الجزائري عملية عسكرية لمعالجة الازمة. ومساء السبت اعلن رئيس الوزراء النروجي ينس ستولتنبرغ أنه quot;من الممكن ان يكون النروجيون قتلواquot;. كما اعرب المدير العام لستاتويل هيلغه لاند عن quot;القلق العميق والمتزايدquot; على الموظفين المفقودين.

وقال مساء السبت quot;علينا أن نتهيأ لتلقي اخبار سيئة في الايام المقبلةquot;. وكان لاند زار في وقت سابق ناجين تم اجلاؤهم الى النروج. وقال quot;إنهم يصفون تجارب قاسية الى حد يتعذر فيه فهم كيف يمكن للبعض ارتكاب اعمال مماثلةquot;، مضيفا أن العملية quot;ارهاب دولي وحشي من اسوأ الانواعquot;، وستترك اثرها على الرهائن وعائلاتهم quot;مدى الحياةquot;.

ويجول ممثلون عن الشركة والسلطات النروجية والبريطانية حاليًا في مستشفيات العاصمة الجزائرية وغيرها من المدن بحثًا عن ناجين بحسب الشركة.

واشارت حصيلة رسمية جزائرية موقتة الى مقتل 23 شخصًا و32 مهاجمًا، لكن هذه الارقام قد ترتفع على ما حذر وزير الاتصال الجزائري محمد السعيد الاحد.

الاسلاميون اعدموا تسعة يابانيين خلال هجوم ان امناس
اكد شاهدا عيان من بين الرهائن المحررين لوكالة فرنس برس الاحد ان الاسلاميين المسلحين اعدموا الاربعاء عند اقتحامهم مصنع الغاز بان امناس تسعة يابانيين. واوضح احدهما، ويدعى ابراهيم، quot;في المجمل قتل تسعة يابانيينquot;.

وقتل ثلاثة يابانيين بعدما فروا من الحافلة التي هاجمها المسلحون الاسلاميون فجر الاربعاء، وهي في طريقها الى مطار ان امناس (130 كلم جنوب شرق الجزائر) ناقلة عمالا اجانب، بحسب الشاهدين. واوضح الشاهد الثاني، ويدعى رياض، ويعمل في شركة quot;جاي جي سي كوربquot; اليابانية quot;لقد اصبنا كلنا بالذعر عندما سمعنا طلقات نارية الاربعاء في الساعة الخامسة والنصف صباحا (30:04 تغ)، وبعدها عرفنا انهم قتلوا ثلاثة من زملائنا اليابانيين الذين حاولوا الفرار من الحافلة التي كانت تقلهمquot;.

وتابع رياض وهو متاثر quot;بالنسبة إلى الباقين فقتلوا في مساكن العمال (قاعدة الحياة) عندما تقدم المهاجمون حاملين آلة قلع المسامير وتوجّهوا نحو غرف اليابانيين، كانوا يعرفون كل الاجراءات التي اتخذناهاquot;.

وتابع quot;صرخ احد الارهابيين بلهجة انكليزية من اميركا الشمالية (افتحوا الباب) ثم اطلق النار، فقتل يابانيين اثنين، ثم عثرنا على اربع جثث اخرى ليابانيين في مساكن العمالquot;. واشار رياض الى انه هو من غطى وجه اليابانيين الثلاثة الذين قتلوا بجنب الحافلة.