خاب أمل ثوار 25 يناير بعدما وصل الاخوان إلى السلطة، إذ يتهمون الجماعة باستنساخ العهد السابق، ويقولون إن ثورتهم لم تحقق من أهدافها إلا واحدًا.. إسقاط نظام مبارك.


القاهرة: تأتي الذكرى الثانية لثورة 25 يناير وسط حالة من السخط وعدم الرضا من جانب الثوار والمعارضة والشعب المصري، لما وصلت إليه حال البلاد من تدهور وتراجع في الحريات والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، أحد أهم الأسباب التي قامت الثورة من أجلها. فقد أجمع الثوار أن الثورة تحولت حلمًا بعيد المنال، بفضل أداء المجلس العسكري والرئيس محمد مرسي، الذي أجهض الحريات، وزاد من تدهور البلاد اقتصاديًا وسياسيًا، فتمر الذكرى الثانية للثورة التي نادت بـquot;عيش، حرية، عدالة اجتماعيةquot; من دون أن تحقق أياً من أهدافها سوى الإطاحة بنظام مبارك. فقد خاب ظن الملايين من البسطاء الذين خرجوا للبحث عن الحياة الكريمة، لأن الأسعار في ارتفاع يومًا بعد يوم، وتبنت الحكومات المتعاقبة منذ رحيل مبارك نفس السياسات السابقة، لتزيد الفقير فقرًا والغني غنى.

ليحققها أو ليرحل

يرى الدكتور محمد الأشقر، مؤسس حركة كفاية، أن الثورة قامت quot;لرفع المعاناة عن الشعب المصري من نظام مستبد، رفعت ثلاثة شعارات، عيش وحرية وعدالة اجتماعية، وللأسف الشديد لم يتحقق شيء من هذه المطالب سواء من جانب المجلس العسكري الذي تولى إدارة الفترة الانتقالية أو من جانب الرئيس محمد مرسي، بل أن الأوضاع تسير من سيىء إلى أسوأquot;.
وقال لـquot;إيلافquot; إن الجميع يشعر اليوم بأن الثورة كانت سببًا في تدهور حياتهم الاقتصادية والاجتماعية، حتى وصل الأمر ببعضهم إلى البكاء على نظام مبارك المخلوع، محملًا المجلس العسكري ومرسي والإخوان المسلمين المسؤولية.
أضاف: quot;الثورة لم تنتهِ بعد، ودماء الشهداء لن تذهب هدرًا، ولا بد من تحقيق المطالب التي رفعت يوم 25 يناير 2011، والرئيس الذي لا يستطيع تنفيذها عليه الرحيل بالرضا أو بالقوة، والاحتفال بذكرى الثورة سيؤكد ذلكquot;.

الثورة لم تتم بعد

قالت الدكتورة كريمة الحفناوي، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي المصري، لـquot;إيلافquot; إن مرسي لم يحقق شيئًا من مطالب الثورة، حتى القصاص ممن قتلوا الثوار، quot;بل على العكس، كان هناك مهرجان البراءة لجميع رموز نظام مبارك، وقريبًا سيخرج هو الآخر من السجنquot;.
أضافت: quot;أجهض مرسي الثورة بقرارات ديكتاتورية، مثل الإعلان الدستوري المكمل، وخروج دستور من دون إرادة شعبية حقيقية، وسعيه إلى أخونة الدولة، كما قام بأسوأ من كل ذلك، وهو تحجيم الحريات، ففي عهده أغلقت القنوات، وتمت مطاردة الصحافيين والإعلاميين في النيابة والمحاكم، فالثورة لم تقم من أجل انتخاب رئيس ديكتاتوري أكثر من سابقه وتيار سياسي إسلامي كل همه الهيمنة على السلطةquot;، مؤكدة أن الثورة مستمرة ولم تتم بعد، وواعدة بإرسال رسالة حقيقية للشهداء بأن دماءهم في رقبة الثوار.
وأشارت الحفناوي إلى أن أحد الشعارات التي رفعت بميدان التحرير إبان الثورة كانت quot;الكرامة الإنسانيةquot;، لكنها الآن غائبة وقد أهدرت، quot;فما زال المواطن المصري يقهر وتتعرض كرامته للامتهان في سبيل الحصول على رغيف العيش والوظيفة، وفي كل مناحي الحياة، وبالتالي لا يمكننا القول إن الثورة حققت أهدافهاquot;.

ضاعت الثورة

أكد الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية في جامعة قناة السويس، لـquot;إيلافquot; أن شعارات الثورة أصبحت بعد عامين حبرًا على ورق، quot;والآمال الكبيرة التي انتابت المصريين بعد نجاح الثورة تحولت بفضل المجلس العسكري والإخوان إلى أحلام فقط، نتذكرها بين الحين والآخر، فلم يتغيّر شيء ملموس يشعر به المواطن الذي قدم أبناءه شهداء في سبيل حياة كريمة، فما زال التفاوت في توزيع الدخل القومي كبيرًا، ووصل معدل الفقر بين المصريين إلى 70 في المئة، بينهم 45 في المئة تحت خط الفقرquot;.
وأشار زهران إلى غياب العدالة الاجتماعية. قال: quot;منذ تنحي الرئيس المخلوع مبارك، سارت الأمور على نحو غير متوقع وانتهت نهايات لا يوافق عليها الثوار، فتم تعطيل دستور 71 والإعلان عن وثيقة دستورية تم الاستفتاء عليها، وقيل يومها إن من سيصوت عليها بنعم سيدخل الجنة ومن يقول لا سيذهب إلى النار، وكان الهدف هو الاستيلاء على الثورة من فصيل كانت مشاركته في الثورة محدودة، وكانت النتيجة مجلس شعب من دون دستور، وترشح مرشحين لرئاسة الجمهورية من دون معرفة صلاحيات الرئيس وسلطاتهquot;.
أضاف: quot;المجلس العسكري مسؤول عن إدارة كل هذه الفوضى، وانتهى الأمر بسيطرة الإخوان المسلمين على السلطة وضياع الثورة، لأنهم لا يرغبون في تحقيق أهداف الثورة، والدليل أن كل ما يحدث الآن يمثل انقلابًا، فالأسماء تغيّرت فقط وظل الأداء كما هو، فالكل يبحث عن مصالحه الخاصةquot;.

يكفي التخلص من مبارك

من جانبه، يرى الدكتور فريد إسماعيل، عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة، أن الثورة حققت الكثير مما نادت به، quot;ويكفي التخلص من نظام مبارك والقضاء نهائيًا على الحكم العسكري بانتخاب أول رئيس مدني من الشعب، كما شهدت البلاد انتخابات حرة ونزيهة سواء كانت البرلمانية أو الرئاسية، وللمرة الاولىيشعر المواطن أن صوته يصل للصندوق وله أهميةquot;.
قال لـquot;إيلافquot;: quot;سمحت الثورة بتعدد الأحزاب وإنشاء الصحف بالإخطار وتداول المعلومات، وهذا كله أحد مطالب الثوار بشأن الحريات، كما هناك عدالة اجتماعية حافظ عليها الدستور الجديد ومن بعده القوانين التي سوف تخرج قريبًاquot;.
أضاف: quot;المعارضة هي التي ولّدت إحساسًا بفشل الثورة، لأنها وقفت ضد الحكم الإسلامي، وتبحث مكونات المعارضة عن أي وسيلة لتهييج الرأي العام ضد الرئيس من دون تقديم أي بديل لتحقيق أهداف الثورة، والدليل وقوفهم ضد إقالة النائب العام عبد المجيد محمود، وهو أحد الأسباب في تأخر حصول الشهداء على حقوقهم حتى الآنquot;.
كما أكد اسماعيل أن الثورة لم تحقق كل الأهداف التي قامت من أجلها، فهناك الكثير ينتظره الشعب، وخصوصًا الحصول على حياة كريمة، لكن ذلك لن يأتي إلا باقتصاد قوي.