فيما تستعد الأحزاب المصرية المنضوية تحت لواءين أساسيين الإسلامي والمدني للإنتخابات التشريعية، رأى القسم الأكبر من قرّاء quot;إيلافquot; المشارك في الاستفتاء الأسبوعي أن التيار الإسلامي لن يحصل على الأغلبية في البرلمان المقبل.


بعد انتهاء معركة الدستور بين التيار الإسلامي بقيادة جماعة الإخوان المسلمين، والتيار المدني المعارض بقيادة جبهة الإنقاذ الوطني، بدأ الطرفان يستعدان للمعركة التالية، وهي معركة الإنتخابات البرلمانية، ولاسيما بعد إقرار مجلس الشورى مشروع قانون الإنتخابات الجديد، وإرساله إلى المحكمة الدستورية العليا، لبيان مدى دستوريته.

وبينما تجري استعدادات الجانبين للمعركة البرلمانية على قدم وساق، وبينما يحاول كل منهما التكتل مع آخرين واستقطاب الشخصيات ذات الثقل الجماهيري، توقع قراء quot;إيلافquot;، عدم حصول التيار الإسلامي على الأغلبية في مجلس النواب.

وطرحت إيلاف على القراء السؤال التالي: quot;هل تتوقع حصول التيار الإسلامي في مصر على أغلبية في مجلس النواب المقبل؟ نعم أم لاquot;. شارك في الإجابة عليه 3454 قارئاً، وتوقعت الأغلبية منهم بعدد 1786 قارئاً، بنسبة 52% عدم سيطرة التيار الإسلامي على مجلس النواب الجديد، فيما جاءت توقعات 1668 قارئاً، بنسبة 48 % مؤكدة أن الإسلاميين في مصر سوف يحتفظون بالأغلبية التي حصلوا عليها في مجلس الشورى، لتزداد قبضتهم على السلطة التشريعية قوة.

إنقسام التيار الإسلامي

وترجع توقعات قراء إيلاف إلى تفرق شمل التيار الإسلامي في مصر، وظهور انقسامات شديدة في التيار السلفي، لاسيما بعد انشقاق نحو 15 قيادياً في حزب النور الذراع السياسية للسلفيين، نتيجة لتدخل القيادات السلفية الدينية بقوة في الشأن السياسي، وتم إنشاء حزب سياسي جديد باسم quot;الوطن الحرquot;، بمرجعية دينية للشيخ محمد حسان والشيخ حازم أبو اسماعيل. بالإضافة إلى ضعف أداء الرئيس محمد مرسي، لاسيما في ما يخص الملفين الإقتصادي والأمني.

سمعة الإسلاميين

وقال محمد رفاعي الخبير في الإسلام السياسي، إن ثمة مؤشرات قوية تؤكد أن الإسلاميين في مصر لن يحظوا بالأغلبية نفسها التي حصلوا عليها في مجلس الشعب المنحل أو مجلس الشورى الحالي، وأوضح لـquot;إيلافquot; أن هناك عدة أسباب تقف وراء ذلك، أولها أن سمعة الإسلاميين في مصر لم تعد ناصعة، لتورط بعض منهم في جرائم أخلاقية، أو لضعف أدائهم السياسي في مجلس الشعب المنحل، أو لتسلّطهم في إتخاذ القرار، وعدم الوفاء بالوعود.

وأضاف أن الملف الإقتصادي سوف يلعب دوراً مهماً في فشل الإسلاميين في مسعاهم نحو السيطرة على البرلمان، خاصة أن الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ في هذا المجال، فمعدلات البطالة في ازدياد مستمر، فضلاً عن فرض ضرائب جديدة ستكون بالتزامن مع الإنتخابات البرلمانية، ما يترك مشاعر من السخط والغضب ضد الإسلاميين.

فشل مرسي

ووفقا لرفاعي، فإن فشل الرئيس محمد مرسي في إدارة الكثير من الملفات السياسية والإقتصادية، بالإضافة إلى ملف محاكمات رموز النظام السابق، سوف يكون له أثر سيئ على التيار الإسلامي في الإنتخابات البرلمانية المقبلة، وأضاف أن ارتكاب مرسي وجماعة الإخوان الكثير من الأخطاء ساهم في خلق معارضة قوية، صار لها تواجد كبير في الشارع المصري، لاسيما في ظل توحد أطيافها في تكتل واحد هو جبهة الإنقاذ الوطني، التي ما زالت متماسكة رغم محاولات زرع بذور الإنشقاق في صفوف الأحزاب المنضمة إليها.

ويرى الرفاعي أن التيار السلفي الحليف الإستراتيجي لجماعة الإخوان يعاني التشرذم والإنشقاقات، لاسيما بعد انشقاق 150 قيادياً في حزب النور وتأسيس حزب الوطن الحر بالتحالف مع حازم أبو إسماعيل، مشيراً إلى أن التيار السلفي يضم نحو أربعة أحزاب، بالإضافة إلى أن الجماعة الإسلامية تضم نحو ثلاثة أحزاب أخرى، ما يساهم في إضعاف موقف التيار الإسلامي إجمالاً أمام المعارضة، ومن ثم إضعاف فرصه في الحصول على الأغلبية البرلمانية بما يؤهله لتشكيل الحكومة الجديدة.

شعبية الجماعة

من جانبهم، يؤكد الإخوان أنهم يسعون للحفاظ على المكتسبات التي حصلوا عليها في مجلس الشعب المنحل أو مجلس الشورى. وتراهن الجماعة على شعبيتها.

وقال جمال حشمت عضو مجلس الشورى، والقيادي في الجماعة، لـquot;إيلافquot; إن جماعة الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي، ما زالت تحظى بشعبية واسعة، مشيراً إلى أن الإستفتاء على الدستور يؤكد ذلك.

ولفت إلى أن الجماعة تراهن على جميع محافظات الجمهورية، بينما تراهن المعارضة على محافظة القاهرة بما لديها من تنوع سياسي وثقافي، ونبه إلى أن الإنتخابات المقبلة سوق تظهر الحجم الحقيقي لجميع الأطياف السياسية في مصر، سواء التيار الإسلامي أو المعارضة، ونبه إلى أن التحالف السياسي مع التيار السلفي ما زال قائماً.

ووصف ما يقال عن انشقاقات في التيار السلفي وظهور أحزاب جديدة، بأنه يثري العمل السياسي ويثري التنوع، ولا يضرّ التيار الإسلامي على الإطلاق، لأن الجميع في مختلف أطياف التيار الإسلامي يجمعهم هدف واحد، ألا وهو خدمة الإسلام ومصر.

وبين هذه التوقعات وتلك الأمنيات، يظل من المبكر حسم الأمر، لاسيما أن معركة مجلس النواب، تظل أول اختيار حقيقي لكل من التيار الإسلامي والمعارضة بعد الثورة، لاسيما في نضج كليهما سياسياً، وقوة شوكة المعارضة عن ذي قبل.