يرى الدكتور يعقوب حسين، رئيس مركز الثورة السورية للدراسات الاستراتيجية، أن الخطأ الأساس في سوريا هو سكوت الشعب السوري أربعين عامًا على الاذلال والقهر، وأن الثورة تتجه اليوم نحو توجيه الضربة القاصمة للنظام.

يحاول مركز الثورة السورية للدراسات الاستراتيجية، على الرغم من جذوره الإسلامية الواضحة، أن يستوعب كافة أطياف الحراك الثوري في سوريا، وأن يحلل المواقف السياسية والاستراتيجية من الثورة السورية.
بما أن المجتمع الدولي متوحد في الشأن السوري، كما يقول الروس، يتفاءل الدكتور يعقوب حسين، رئيس المركز، بانتصار الثورة على النظام ليكون هذا الانتصار نقطة تحول في تاريخ المنطقة وشعوبها، ومنعطفًا استراتيجيًا في تاريخ العالم، لا سيما وأن العالم سيشهد إعادة إحياء الخلافة الإسلامية بعد خذلان ثورات العالم العربي، خصوصًا في مصر.
يقول حسين إن الثورة تتجه نحو توجيه الضربة القاضية للعصابة الأسدية، وإن الخطأ وقع أساسًا مع سكوت الشعب السوري 40 عامًا على الاذلال والقهر.
أضاف: quot; إننا نتجه نحو الخلافة الإسلامية في الشام بعد الخيبة التي وصلت إليها دول الربيع العربي، وخاصة مصر التي تم احتواؤها كما تم احتواء الوضع في تونس وليبياquot;.
وفي ما يأتي نص الحوار:
ما هي طبيعة اهتمامات مركزالثورة السورية للدراسات والأبحاث الاستراتيجية؟
في البداية.. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يأتي بالأمر الذي وعد نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.. وأسأل الله أن يرحم الشهداء ويشفي الجرحى ويفك قيد الأسرى ويعيد أبناء وطننا المشردين إلى ديارهم سالمين غانمين، إنه على كل شيء قدير.
انطلقت فكرة إنشاء المركز عندما وجدنا أن كيد المجتمع الدولي يزداد حنقًا على الشعب السوري المعذب، وذلك من خلال محاولات استهداف رموز الثورة كاسم الجيش الحر ومحاولات شق الصف باتهام بعض الفصائل المجاهدة، التي جاءت تلبية لحرائر وأطفال سوريا، بالإرهاب لتخويفنا من لعنة مصطلح الارهاب الذي صنعه الصهاينة كتسمية عرفية للمسلمين في العالم. فجاء المركز لتحليل الخطاب السياسي وتوقيته وأبعاده وفك رموزه، ولمساعدة أخواننا الثوار على الارض في توجيه مسارهم وتعاملهم مع الاحداث بالتوكل على الله أولاً ثم على معطيات الميدان.
تعاني معظم مراكز الدراسات من نقص التمويل، كيف تعاملتم مع هذه المعضلة؟
لا يأتينا تمويل من أي جهة. فالمركز يقدم المشورة والخبرة الموجودة أصلًا عند فريق العمل لا أكثر.
خطأ السكوت 40 عامًا

ما تقييمكم لمسار الأمور بالنسبة للثورة السورية؟
تتجه الثورة نحو توجيه الضربة القاضية للعصابة الأسدية، وبالتالي النظام الدولي ككل. فكما تعلمون، المجتمع الدولي موحد حول ما يجري في سوريا، بحسب التصريح الروسي. وبعد النظام الدولي، ستبدأ دولة الصهاينة بالانحسار والتقوقع وانتظار مصيرها المحتوم، أما إيران فستنكفئ بشكل دراماتيكي.
برأيكم أين أخطأت الثورة السورية وأين أصابت؟
الخطأ نسبي. فبالنسبة إلى الحالة السورية، كان الخطأ عندما سكت الشعب 40 عامًا على الاذلال والقهر. أما الثورة كانت ولا تزال تسير في الطريق الصحيح، والخسائر البشرية والمادية كانت بسبب الخطأ الأساسي بقبول الظلم والعبودية من قبل جيل الآباء.
ما هي المطبات التي اعترضت ثورات الربيع العربي؟ وما المعوقات التي تحول دون تحقيق أهدافها؟
قد تكون الثورات العربية أخطأت بالقبول بالنتائج الهزيلة، فنحن أمة مشتتة ولطالما تعلمنا في طفولتنا درس حزمة الأقلام التي لا يمكن كسرها مجتمعة. لم تسعَ الثورات العربية إلى وحدة الأمة، وهذا ناتج من قصور فكري واستراتيجي عند موجهي الثورات العربية. نحن نعلم مكر أعداء الأمة وإمكانيتهم وما يخططون له، وكيف يصلون إلى أهدافهم. لذلك، لم ولن يستطيعوا النيل من نهضة سوريا التي ستذهل البشرية بنصرها الباهر كما أذهلتهم ببدايتها وصمودها.

الخلافة قادمة

ما رؤيتكم لمستقبل الثورة السورية؟
لا يمكن استشراف مستقبل الثورة السورية مع تداعيات الأحداث اليومية أو تحليلات وسائل الإعلام أو حتى القرارات الدولية. فإذا أردت أن تعرف منتهى الثورة السورية، عليك العودة إلى أحاديث الصادق عليه الصلاة والسلام.
أقول لك بصراحة، إننا نتجه نحو الخلافة الإسلامية في الشام بعد الخيبة التي وصلت إليها دول الربيع العربي، وخاصة مصر التي تم احتواؤها كما تم احتواء الوضع في تونس وليبيا.
الثورة السورية ستوحد الامة العربية والإسلامية كما بشر الصادق محمد عليه الصلاة والسلام بقوله quot;... ثم تكون خلافة على منهاج النبوةquot;. والحل لخلاص أمتنا من الاستباحة من قبل القاصي والداني هو الوحدة، ونحن أمة توحدنا الشهادتان أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله. نظام الدوران يحكم حركة الكون، وهذا يندرج على حركة الحضارات الإنسانية. فطالما انطلقت الحضارات من بلاد الشام نحو أطراف العالم، ثم تكتمل الدورة وتبدأ دورة جديدة من نقطة الانطلاق الأولى.