دمشق: تواصلت الجمعة اعمال العنف المدمرة والدموية في سوريا متسببة بمزيد من موجات اللاجئين الذين وصل منهم ثلاثون الفا خلال الاسابيع الماضية الى الاردن، وهو رقم قياسي، بحسب الامم المتحدة.

ودعا العاهل الاردني المجتمع الدولي الى تقديم المزيد من المساعدات لمواجهة تدفق اللاجئين الى بلاده، حيث بلغ عددهم منذ بدء النزاع في منتصف آذار/مارس 2011 حتى الآن، اكثر من 300 الف.

على الارض، استمرت لليوم السادس على التوالي المعارك المتجددة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في غرب مدينة حمص (وسط)، مع استمرار القصف على حيي السلطانية وجوبر، اللذين تسعى القوات النظامية الى السيطرة عليهما، وعلى احياء حمص المحاصرة في وسط المدينة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وافادت quot;الهيئة العامة للثورة السوريةquot; عن quot;قدوم تعزيزات كبيرة مؤلفة من مصفحات ودبابات وسيارات مليئة بالجنود والشبيحة متجهة الى حي القرابيص وجورة الشياحquot; في وسط حمص.

في مدينة ادلب (شمال غرب)، قال المرصد ان quot;مقاتلين من كتائب احرار الشام وكتائب اخرى (معارضة) تمكنت من الدخول الى داخل السجن المركزي عند المدخل الغربي للمدينةquot; الواقعة تحت سيطرة القوات النظامية، quot;وذلك اثر اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية التي لا تزال متحصنة داخل اجزاء من السجنquot;.

واوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن ان ثمانين معتقلا تمكنوا من الفرار من السجن بعد دخول هؤلاء المقاتلين.وتواصلت العمليات العسكرية الواسعة والغارات الجوية في مناطق سورية اخرى، لا سيما في ريف دمشق وادلب (شمال غرب) وحلب (شمال) وحماة (وسط) ودير الزور (شرق)، موقعة 129 قتيلا الجمعة، بحسب المرصد السوري الذي يقول انه يعتمد، للحصول على معلوماته، على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل سوريا. ونتيجة لاستمرار العنف، تواصل تدفق اللاجئين الى الدول المجاورة لسوريا، وخصوصا الى الاردن.

وذكرت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة ان 6400 لاجئا سوريًا وصلوا خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية الى الاردن، ما يرفع الى اكثر من ثلاثين الفا، وهو quot;رقم قياسيquot;، عدد الذين فروا الى المملكة الهاشمية منذ بداية كانون الثاني/يناير.

في دافوس، قال الملك الاردني عبدالله الثاني في خطاب القاه في المنتدى الاقتصادي العالمي الثالث والاربعين، ان quot;اللاجئين المعوزين يكافحون من اجل البقاء (...) نحتاج مزيدًا من المساعدة الدوليةquot;.

ويبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى الامم المتحدة في الدول المجاورة لسوريا اكثر من 600 الف، نصفهم اعمارهم لا تتجاوز 18 عاما، و25 في المئة منهم هم تحت الرابعة، بحسب منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف).

وتتوقع الامم المتحدة ان يصل عدد اللاجئين السوريين بحلول حزيران/يونيو الى 1,1 مليون. فيما دق لبنان ايضا ناقوس الخطر، مؤكدا ان عدد اللاجئين على ارضه تجاوز المئتي الف، وسيصل الى اكثر من 400 الف بحلول حزيران/يونيو، وانه غير قادر على تحمّل اعباء استضافتهم وحده.

وفي داخل سوريا، يتجاوز عدد النازحين المليونين، وقد رسم اتحاد المنظمات السورية للاغاثة الطبية الذي ينشط سرا في سوريا، صورة ماسوية لمعاناتهم. وانتقد الاتحاد في مؤتمر صحافي عقده في باريس quot;عدم تحرك المجتمع الدوليquot; ازاء سوريا.

وقال الامين العام للاتحاد انس شاكر ان النظام السوري quot;يعاقب المناطق التي لم تعد تحت سيطرته من خلال منع الوصول الى المراكز الطبيةquot;، مؤكدا ان 90% من المساعدة التي تقدمها منظمة الصحة العالمية او الصليب الاحمر الدولي لا تصل الى المناطق التي تحتاجها. وتابع quot;ان امراضًا مثل داء السل عادت للتفشي، ولم يتلق الاطفال اللقاحات منذ عام وحتى عامين. انها كارثة وطنيةquot;.

واوضح ان quot;35 الى 40 من المصانع الـ57 التي تنتج الادوية في سوريا موجودة في حلبquot; (شمال) حيث تدور معارك طاحنة منذ اشهر. وبناء على دعوة السلطات السورية لاقامة quot;صلاة مليونيةquot; اليوم، اقيمت صلوات في المساجد السورية من اجل عودة الامن الى البلاد، واشار الاعلام الرسمي الى quot;مشاركة شعبية واسعةquot; فيها.

في المقابل، سارت تظاهرات عديدة طالبت بالحرية واسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، في جمعة quot;سيدنا محمد، قائدنا للابدquot;، وهو الشعار الذي وضعه الناشطون المعارضون لليوم. الا ان التظاهرات لم توفر ايضًا في انتقاداتها مقاتلي المعارضة، لا سيما الاسلاميين المتطرفين، بحسب ما اظهرت اشرطة فيديو نشرت على شبكة الانترنت.

فقد حمل متظاهرون في مدينة سراقب في محافظة ادلب لافتة كتب عليها quot;لا لحكم الغرباء، لا لحكم العسكر، لا للترهيب والتخويفquot;. واوضحت تعليقات الناشطين على صفحات quot;فايسبوكquot; ان التظاهرة موجهة ضد جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة.