من أفلح في إيقاع هذه الفتاة الجميلة في غرامه بحيث تزوّجته، صار من أهل النعمة الحقيقية بين عشية وضحاها كما وعد والدها. لكن البنت مثلية وlaquo;متزوجةraquo; من شريكتها. ومع هذا فإن الأب لا يفقد الأمل.


لندن:ترد في حكايات الأطفال قصة السلطان الذي يؤتى ابنة صماء، فيعلن على شباب البلاد أنه سيزوّجها لمن يستطيع استنطاقها ولو بكلمة واحدة، فيجعله أميرا وليّا للعرش. وتختلف هذه الرواية وسط الشعوب فتكون الأميرة في بعضها عاجزة عن الضحك (أو عن شيء آخر) ويظل التحدي نفسه والجائزة نفسها (التي يفوز بها شاب فقير شهم وشجاع بعدما يعجز أبناء النبلاء جميعا عن نيلها).

وفي هونغ كونغ في زمننا هذا تحول هذا الخيال إلى واقع ملموس العام الماضي عندما أعلن ملياردير العقارات والشحن البحري الصيني سيسيل تشاو أنه يهب جائزة لا تقل عن 64 مليون دولار أميركي (مقنّعة في شكل مهر) لأي رجل يستطيع إقناع ابنته جي جي بالزواج.

ولئن ظن أحد أن جي جي هذه قبيحة إلى حد نفور الناس منها فقد أخطأ لأنها متعة للنظر خاصة لاولئك الذين يعشقون الجمال الآسيويraquo;. وإذا كان يعتقد أنها بلا علم فقد تخرجت في جامعة مانشيستر الانكليزية العام 1999 بشهادة في الهندسة المعمارية، وأتاحت لها موهبتها في هذا المجال العمل في مكتب المعماري البريطاني الشهير السير تيري فاريل.

ولدى عودتها إلى هونغ صارت مديرة تنفيذية لأعمال أبيها في شركته laquo;تشويك نانغraquo; للمقاولات والإنشاء التي تنشط في هونغ كونغ ومكاو والصين الأم وماليزيا. كما أنها تملك وتدير شركتها الخاصة العاملة في مجال العلاقات العامة. كما ان كلا من الأب والبنت يعشق الطيران وكلاهما قبطان مؤهل في قيادة طائات الهليكوبتر (المروحيات).

وقال سيسيل في النبأ الذي تناقلته الصحف الغربية عن جريدة laquo;تشاينا مورنينغ بوستraquo;: laquo;لا يهمني ما إن كان الرجل الذي تحبه ابنتي غنيا أو فقيرا، وإنما أن يكون عطوفا وذا خلق عال. جي جي امرأة تتمتع بالعقل والجمال معا، وهي برّة بأبويها وكريمة تعشق العمل الخيري من أجل رفاه الآخرينraquo;.

وعرض سيسيل جائزته هذه في أعقاب أنباء قالت إن جي جي (33 عاما) أطلعته على أنها عقدت قرانها على امرأة أخرى في باريس (لأن هونغ كونغ لا تعترف بزواج المثليين). وقالت هذه الأنباء إن هذه الفتاة الألمعية كانت قد أعلنت لأصدقائها خلال حفلة في بكين زواجها من حبيبتها سيان ايف - تتويجا لعلاقة بينهما دامت سبع سنوات - بالعاصمة الفرنسية في نيسان (ابريل) الماضي.

على أن كل هذا لم ينجح في إزاحة الأمل عن قلب أبيها سيسيل. فقد جدد عرضه في لقاء مع laquo;فاينانشيال تايمزraquo; البريطانية. وقال: laquo;لا تهمني التقارير الصحافية القائلة إن جي جي أعلت عقد قرانها على صديقتها. هذه أكاذيب وقفت حائلا دون زواج ابنتي. لايزال عرضي قائما لأي رجل يفلح في الإيقاع بها في حبائل الحب ومن ثم الزواجraquo;. وبالإضافة إلى جائزته الكبرى (64 مليون دولار)، وعد هذا الملياردير بأن يمهد للفائز المحظوظ الطريق إلى امبراطورية تجارية خاصة به.

وسيسيل نفسه (76 عاما) لم يتزوج مطلقا لكنه يتباهى بزعمه أنه جر إلى مخدعه ما لا يقال عن 10 آلاف امرأة في حياته المديدة وأنه ظل يضاجع ثلاثا أو أربعا منهن كل يوم. وأثمرت مغامرته هذه ثلاثة أبناء (أكبرهم جي جي) من ثلاث من صديقات المتعة اولئك.

وكشف في حواره مع laquo;فاينانشيال تايمزraquo; أن عرضه المتعلق بابنته عاد بردات فعل غير متوقعة. فقال إن الرسائل انهمرت عليه من مئات النساء الراغبات في الاقتران به (وليس بابنته لحسن الحظ). لكنه قال: laquo;قوانين هونغ كونغ قاسية وتتيح للزوجة انتزاع المال منك كما شاءت. هذا هو السبب الذي حال دون زواجي، ولا شيء تغيّر الآن. من الأفضل أن يظل المرء عازبا في هذه البلادraquo;. ومضى قائلا: laquo;لماذا ارتبط بامرأة واحدة لبقية عمري بينما باستطاعتي التمتع برفقة ثلاث أو أربع جديدات منهن كل يوم؟ هذه هي السعادة الحقيقيةraquo;.

وكان متوقعا لجي جي أن ترث امبراطورية أبيها باعتبارها أكبر أبنائه وأكثرهم تأهلا لهذه المهمة بالنظر إلى خلفيتها المعمارية وعقلية laquo;البيزنسraquo; التي تتمتع بها. لكن سيسيل اهتدى إلى وسيلة يضغط بها على ابنته إلى الحد الأقصى. فقال في لقائه مع الصحيفة البريطانية إنه أعاد النظر في مسألة وراثته، وإنه قد يتجاوز جي جي لصالح ابنيه الآخرين في حال أصرّت على تجاهل رغبته في الزواج من رجل تتبادل معه الحب وتعيش معه في كنف الحياة الأسرية كمعظم بقية الناس.
أما جي جي نفسها فقد قالت، في ردة فعلها على كل هذا، إنها لا تشعر بأن في تجاوز ابيها مشاعرها الحقيقية وحبها لشريكتها ما يجرح مشاعرها. وهذا، على حد قولها، لأنها تعلم نواياه الطيبة تجاهها وإنه يريد لها السعادة ولكن من منظوره المختلف... ولهدا فإن قنوات الحوار تظل مفتوحة ابدا بينهما. فهل يعني هذا أنها قبلت الآن فكرة الرضوخ لرغبته وإن كان من حيث المبدأ فقط؟.. في هذه الحالة فليتهيأ هذا السلطان لاستقبال طوابير لانهائية من الطامحين إلى laquo;علاجraquo; الأميرة!