القدس: الحاخام عوفاديا يوسف الذي توفي الاثنين عن عمر يناهز 93 عاما كان واحدا من اكثر الشخصيات المؤثرة في الحياة السياسية والدينية والاجتماعية في اسرائيل منذ عقود.

وتمتع الحاخام يوسف وهو الحاخام الاكبر السابق لليهود الشرقيين (السفارديم) في اسرائيل بنفوذ قوي لا يقتصر على المجال الديني، اذ غالبا ما حاول القادة الاسرائيليون كسب وده للفوز بنواب حزبه الذي يمثل بيضة القبان في الائتلافات الحكومية.
واعطى يوسف شعورا بالفخر للسفارديم وهم اليهود من اصول شرقية الذين يمثلون نحو نصف السكان في اسرائيل والذين لطالما عانوا من التمييز من المؤسسة الاشكينازية اي اليهود الغربيين بما في ذلك في اوساط اليهود المتدينين.
واثارت وفاة الحاخام صدمة كبيرة في اسرائيل حيث قطعت كافة وسائل الاعلام الاسرائيلية بثها لنقل الحدث بينما نشر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بيانا بثته اذاعة الجيش الاسرائيلي اعرب فيه عن quot;حزنهquot; لوفاة quot;عملاق التوراةquot;.
وولد يوسف في بغداد عام 1920 وهاجر مع اسرته الى فلسطين التاريخية التي كانت واقعة تحت الانتداب البريطاني وعمره اربع سنوات واصبح حاخاما في سن العشرين.
وارسل الى القاهرة عام 1947 ليكون رئيسا للمحكمة الحاخامية هناك ثم عاد عام 1950 بعد عامين من قيام دولة اسرائيل.
واصبح الحاخام الاكبر في تل ابيب عام 1968 والف كتبا تتعلق بالقانون الديني اصبحت من اهم المصادر المعاصرة والتي يحترمها اليهود في كافة انحاء العالم.
وتمكن من تأليف 39 كتابا واصبح في عام 1973 الحاخام الاكبر لليهود الشرقيين في اسرائيل لمدة عشر سنوات.
واتبع يوسف المعروف بذاكرته القوية منهجا ليبراليا نسبيا في المسائل الدينية، اذ سمح لزوجات الجنود الاسرائيليين الذين قتلوا في حرب تشرين الاول/اكتوبر 1973 والذين لم يتم العثور على جثثهم بالزواج مرة اخرى واعترف بيهودية اليهود الاثيوبيين (الفلاشا) وهي مسألة اختلف عليها حاخامات اخرون.
والعام 1984، دعم يوسف انشاء حزب ديني لليهود المتشددين الشرقيين هو حزب شاس الذي حقق اختراقا كبيرا في الانتخابات. وحصل الحزب الذي اصبح يوسف زعيمه الروحي على 17 مقعدا في البرلمان (الكنيست) من اصل 120.
وبقي حزب شاس في السلطة بدون انقطاع تقريبا واصبح جزءا هاما من كافة القرارات السياسية الكبرى على مدى ثلاثين عاما.
والعام 1993، تعرض يوسف لانتقادات من اليمين المتطرف عندما امتنع عن التصويت في الكنيست على اتفاقيات اوسلو مع الفلسطينيين.
واكد يوسف وقتها ان quot;الحياة اهم من الاراضي (الفلسطينية)quot; اي قبول فكرة القيام بتنازلات عن الاراضي من اجل السلام.
ولكنه تبنى بعد ذلك مواقف اكثر تشددا بضغط من قاعدته اليمينية.
ولطالما تصدر يوسف عناوين الصحف بعظاته الاسبوعية بينما اثار فضيحة عندما قال ان ضحايا المحرقة اليهودية هم انبعاث لارواح خطأة تم بعثهم مرة اخرى للتكفير عن اخطائهم وابتعادهم عن التوراة.
وعرف يوسف باهاناته لخصومه السياسيين ووصفه للعرب باقبح الالفاظ.
وقال يوسف في احدى عظاته في القدس عام 2001 quot;انهم يتكاثرون كالنمل.. تبا لهم فليذهبوا الى الجحيمquot;.
وبقي يوسف على الرغم من تدهور صحته في السنوات الاخيرة يتلقى زيارات من مسؤولين اسرائيليين من مختلف الاتجاهات وخصوصا رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والرئيس شيمون بيريز.
ولدى يوسف 11 ابنا احدهم يتسحاق يوسف الحاخام الاكبر لليهود الشرقيين في اسرائيل حاليا.
وتشير وسائل الاعلام الى ان وفاة يوسف قد تثير حربا على خلافته في الحزب المنقسم انطلاقا من طموحات شخصية.