بعد أسبوع من اعتقال أبو أنس الليبي في طرابلس، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية عن اعتقال لطيف محسود، القيادي الكبير في حركة طالبان الباكستانية. أما في باريس فتم تجديد حبس نعمان مزيش لارتباطه بالإرهاب.


نصر المجالي: قالت وزارة الدفاع الأميركية إن اعتقال لطيف محسود تم في عملية عسكرية واحتجزته بموجب قانون يسمح باستخدام القوة ضد القاعدة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001.

يشكل اعتقال لطيف محسود، وهو نائب قريب من حكمة الله محسود زعيم طالبان الباكستانية، ضربة كبيرة للجماعة التي تسعى إلى الإطاحة بالحكومة الباكستانية، المدعومة من الولايات المتحدة، وتستهدف القوات الأميركية في أفغانستان، ثم استهدفت الولايات المتحدة نفسها.

يذكر أن حركة طالبان باكستان متورّطة في هجمات عدة داخل باكستان، من بينها هجمات على دبلوماسيين أميركيين واعتداءات أسفرت عن مقتل مدنيين باكستانيين.

وقالت متحدثة باسم البنتاغون إن محسود اعتقل في عملية عسكرية أميركية في أفغانستان، لكن صحيفة واشنطن بوست قالت يوم الجمعة إنه خطف من موكب حكومي أفغاني في إقليم لوغار قبل أسابيع عدة عندما كان مسؤولون أفغان يحاولون تجنيده لبدء محادثات سلام.

انتهاك لسيادة أفغانستان
أضافت الصحيفة أن الحادث، الذي يعد انتهاكًا خطيرًا لسيادة أفغانستان، أثار غضب الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، وأدى إلى فتور في العلاقات الأميركية الأفغانية، بينما يحاول مسؤولون أميركيون الضغط على أفغانستان، كي تقبل توقيع اتفاق يسمح بوجود قوات أميركية صغيرة في أفغانستان بعد عام 2014.

ويعتقد أن طالبان الباكستانية درّبت فيصل شاهزاد، وهو أميركي من أصل باكستاني، على صنع القنابل، وموّلت مؤامرته لتفجير سيارة ملغومة في ميدان تايم سكوير في نيويورك في عام 2010. ولكن القنبلة لم تنفجر، وقام خبراء بإبطال مفعولها.

حبس مزيش
وفي باريس، جددت السلطات الفرنسية حبس نعمان مزيش على ذمة التحقيق معه للاشتباه في صلته بخلية لتنظيم القاعدة في ألمانيا متورّطة في هجمات 11 سبتمبر/ أيلول في الولايات المتحدة.

وكان مزيش (42 سنة)، وهو فرنسي من أصول جزائرية، تم ترحيله يوم الثلاثاء الماضي من باكستان، حيث يواجه اتهامات بالتآمر في ما يتعلق بأنشطة جماعة إرهابية.

وكانت السلطات الباكستانية ألقت القبض على مزيش في مايو/ أيار من العام الماضي في منطقة كويتا جنوب غرب باكستانبالقرب من الحدود مع إيران، إثر معلومات أدلى بها مساعده في التنظيم يونس الموريتاني، وهو صهر الشيخ المغربي محمد الفيزازي، الذي كان قد اعتقل في المغرب إثر تفجيرات الدار البيضاء سنة 2003، قبل أن يستفيد من عفو ملكي في وقت سابق من هذه السنة. وفي وقت سابق من العام الجاري، تم ترحيل ثلاثة مسلحين فرنسيين آخرين مشتبه فيهم، كانوا اعتقلوا مع مزيش.

علاقة بالموريتاني
وكان ثمة اعتقاد سائد بأن نعمان مزيش مساعد ليونس الموريتاني القيادي في القاعدة، والذي من المعتقد أنه تلقى تعليمات من الزعيم السابق للتنظيم أسامة بن لادن، بالتخطيط لهجمات في أستراليا وأوروبا والولايات المتحدة. غير أن محللين يرون أدلة ضئيلة على تورّطه في أي هجوم، ويقولون إن القضية ضده غير واضحة.

وولد مزيش في فرنسا في عام 1970، ثم سافر إلى أفغانستان في تسعينات القرن الماضي، قبل أن ينتقل إلى ألمانيا، وساد اعتقاد بأنه كان مقرّبًا مما يعرف بخلية هامبورغ، التي خططت الهجمات على نيويورك وواشنطن في عام 2011.

جهاديو هامبورغ
وأفادت تقارير بأنه كان يجنّد جهاديين في مسجد في هامبورغ أغلقته السلطات في عام 2010 للاشتباه في أنه يشجّع التعصب الديني. وكان ثلاثة من منفذي هجمات 11 سبتمبر/ أيلول يجتمعون بانتظام في المسجد، قبل أن ينتقلوا إلى الولايات المتحدة.

وأبلغ مصدر قضائي وسائل إعلام فرنسية أن القضية ضد مزيش ستستخدم معلومات يعود تاريخها إلى التسعينات مقدمة من السلطات في ألمانيا.

ومنذ أن قتل الفرنسي من أصل جزائري محمد مراح سبعة أشخاص في تولوز في مارس/ آذار 2012، يعتري الحكومة الفرنسية قلق بشأن مخاطر سفر مواطنين فرنسيين إلى باكستان لتلقي تدريبات على أنشطة إرهابية.

وكان مراح، الذي زار باكستان وأفغانستان من قبل، قتل معلمًا وثلاثة أطفال في مدرسة يهودية، كما قتل ثلاثة جنود في هجمات أخرى.