يشارك مدرسون بريطانيون يعملون بالشراكة مع مدارس لبنانية وأردنية لتوفير التعليم لأكثر من ربع مليون طفل سوري. وسوف يساعد طلاب المرحلة الثانوية البريطانيون زملاءَهم السوريين اللاجئين نتيجة للأزمة في سوريا، وذلك عبر مبادرة التوأمة التي أعلنت عنها وزيرة التنمية الدولية، جستين غريننغ، اليوم.


أعلنت وزيرة التنمية الدولية جستين غريننغ عن مبادرة لتوفير التعليم لأكثر من ربع مليون طفل سوري. وحسب بيان للخارجية البريطانية فإن هذا البرنامج الذي يديره المجلس الثقافي البريطاني، يهدف لتوأمة مدارس بريطانية مع مدارس لبنانية وأردنية تعلم أبناء اللاجئين السوريين.

وستتاح لتلاميذ المدارس البريطانية فرصة التواصل مع الأطفال اللاجئين والاستماع بأنفسهم لواقع حياة من تضرروا نتيجة الأزمة.

تأسيس شراكات

وبموجب هذه المبادرة، يؤسس المعلمون البريطانيون شراكات مع مدارس المنطقة ويقدمون الدعم لزملائهم بمختلف المجالات، من بينها:

- مواد تعليم وتعلم معدّة خصيصًا لتشرح لتلاميذ المدارس في المملكة المتحدة أثر الأزمة السورية.

- يتحدث أطفال سوريون ولبنانيون وبريطانيون عن تجاربهم عبر خدمة سكايب (Skype) للاتصال المباشر وبتبادل الرسائل بينهم.

وضمن البرنامج هناك ثماني فرص للمعلمين لتبادل الأفكار وخطط الدروس والعمل على مشاريع مشتركة بينهم. وسوف يركز هذا البرنامج مبدئيًا على المدارس في لبنان التي تستضيف أكثر من ربع مليون طفل لاجئ سوري، حيث يفوق عددهم فيها عدد الأطفال اللبنانيين.

وهناك خطط لتوسيع نطاق البرنامج ليشمل مدارس أخرى في الأردن وغيرها من المدارس في أنحاء المنطقة.

كلام غريننغ

وقالت وزيرة التنمية الدولية البريطانية جستين غريننغ إنه يجب ألا تفوتطلاب المرحلة الثانوية السوريين فرصة التعليم بسبب كون بلدهم في حالة حرب. وعلينا أن نبذل كل ما في وسعنا لنحول دون أن يكون الأطفال السوريون جيلاً ضائعًا، كما أرغب بإعطاء الفرصة لزملائهم البريطانيين والمعلمين البريطانيين لأن يلعبوا دورهم بما نقدمه من دعم.

واشارت غريننغ الى أن المعلمين في الدول المجاورة لسوريا يعملون جاهدين لضمان توفر فرصة التعليم لكل الأطفال في فصولهم الدراسية، بغض النظر عن جنسيتهم. إلا أنهم يواجهون ضغوطاً هائلة نتيجة الاختلافات الثقافية واللغوية، ونتيجة ثقل عبء أعداد الأطفال اللاجئين.

وقالت إن هذه المبادرة تتيح للمعلمين البريطانيين الفرصة لإحداث تغيير إيجابي مباشر. كما أنها تمهد الطريق لأطفال المدارس البريطانيين والأطفال اللاجئين السوريين لبناء الصداقات بينهم، وتبادل خبراتهم، واكتساب فهم أفضل للعالم الأوسع نطاقًا الذي ينشأون فيه.

الربط بين الفصول

وهذه المبادرة التعليمية سوف تبني على برنامج quot;الربط بين الفصول الدراسيةquot; الذي يديره المجلس الثقافي البريطاني، استنادًا الى شراكات قائمة مع 20 مدرسة في الأردن ولبنان. وسوف تعمل خصوصًا مع مدارس في لبنان يمثل الأطفال اللاجئون فيها نسبة 20-30% من عدد الأطفال، وذلك لتحديد المجالات التي هناك أكبر حاجة لتقديم المساعدة فيها. وتتعاون المملكة المتحدة بالفعل مع شركاء في لبنان لتحديد الاحتياجات الخاصة للمدارس هناك وأفضل سبل لتلبيتها.

وفي اطار المبادرة سوف يدير المجلس الثقافي البريطاني خلال الشهرين المقبلين حملة لإيجاد مدارس بريطانية جديدة لتقيم الشراكات مع 16 مدرسة شريكة في لبنان تتطلع لبناء روابط مع المملكة المتحدة. وسوف تعطى الأولوية للطلبات الجديدة من المدارس (25 تشرين الأول - أكتوبر 2013 شباط - فبراير 2014) للروابط البريطانية - اللبنانية / الأردنية، مع التركيز على المدارس في لبنان والأردن التي فيها أعداد كبيرة من الأطفال اللاجئين.

ومن جهتها، قالت الدكتورة جو بيل، مديرة التعليم والمجتمع في المجلس الثقافي البريطاني إن برنامج quot;الربط بين الفصولquot; الذي نديره حاليًا يتيح لنا قاعدة واسعة يمكن أن يتولد لدى المدارس البريطانية من خلالها فهم أفضل لكيفية تأثير الأزمة السورية على المدارس والمعلمين في أنحاء المنطقة.

واشارت في الختام إلى أنه يمكن أن يكون للشراكات بين المدارس تأثير كبير على التلاميذ والمعلمين quot;ونحن نرغب أن تنضم المزيد من المدارس في المملكة المتحدة لهذه الشراكة وتعمل إلى جانب المدارس اللبنانية لكي تعم الفائدة على الأطفال في كلا البلدينquot;.