نظم شبان مغاربة اعتصامًا بالقبلات في الساحة المقابلة للبرلمان في قلب العاصمة المغربية تضامنًا مع قاصرين اعتقلا بسبب نشر صورة لهما وهما يتبادلان القبل على موقع فايسبوك.
لندن: غصت الساحة المقابلة للبرلمان المغربي في قلب العاصمة المغربية الرباط بتظاهرة غير مسبوقة، تخللها تبادل علني للقبلات بين شباب وشابات، تضامنًا مع قاصرين اعتقلا بسبب نشر صورة لهما وهما يتبادلان القبل في مدينة الناضور شمال المغرب، وذلك بعد أن تحول الشارع الرئيس في الناظور مقرًا للحركات الاحتجاجية.
وقد أعرب سكان العاصمة عن استغرابهم من تجمع شباب أمام أشهر مقهى في العاصمة مساء السبت، قبل أن يتبادلوا القبلات والعناق، تلبية لدعوة أطلقتها على موقع فايسبوك الحركة البديلة من أجل الحريات الفردية في المغرب.
أطلقت مهرجان القبلات زعيمة الحركة ابتسام لشكر، الناشطة المثيرة للجدل التي تبادلت القبلات مع رفيقها، قبل أن يستفز المشهد عددًا من المواطنين الذين انهالوا على المجتمعين بالشتائم ودفعوهم إلى مغادرة المكان، من دون تسجيل احتكاكات خطيرة.
بلا جدوى
وكان ناشطو حركة الحريات الفردية مهدوا لمبادرتهم بنشر صور لهم في قبلات حميمة مع شركائهم. لكن ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي ارتدت طابعًا رافضًا، حتى من قبل بعض مناصري حقوق الإنسان والحريات الفردية، إذ اعتبروا هذه الحركة استفزازًا بلا جدوى.
وقال شاب غاضب: quot;لا يمكن أن نترك حفنة من العلمانيين تتهجم على قيم المغاربة ودينهمquot;. أضاف: quot;الحرية مكفولة للناس في بيوتهم، هذا استفزاز صريح لا يمكن قبولهquot;. في المقابل، قال أحد الشباب المشاركين في الاحتجاج إنه ورفاقه كانوا يتوقعون رد فعل أعنف مما حدث، quot;لكننا مصرون على كشف النفاق الاجتماعي وطرح قضايا الحريات الفردية للنقاش العامquot;.
اتهام عبثي
وكانت منظمة العفو الدولية طلبت من السلطات المغربية يوم الجمعة الماضي إسقاط التهم فورًا ومن دون شروط عن ثلاثة من المراهقين المغاربة. وقال فيليب لوثر، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة: quot;هذه الاتهامات عبثية، وليس مقبولًا أن يدخل مراهقون السجن بسبب تبادل القبل، ونشر صورهم على مواقع التواصل الاجتماعيquot;.
وأضاف: quot;لم يكن يجدر بالسلطات المغربية أن توقف هؤلاء المراهقين في الأصل، ولا سبب مقنعا ليؤدي الفعل الذي أقدموا عليه إلى اعتقالهم، فالتحقيق القضائي في شكاوى أساسها الاعتراض على تبادل القبل أمر يدعو إلى السخريةquot;.
بمقتضى القانون
وفي الرابع من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، أوقفت السلطات المغربية في مدينة الناظور صبيان في الخامسة عشرة من عمرهما، وفتاة في الرابعة عشرة بسبب تبادل قبل في مكان عام، والتصوير ونشر الصور على موقع فايسبوك، لكن أطلق سراحهم بعد ثلاثة أيام بكفالة مالية، بعد اتهامهم بخدش الحياء العام، بحسب المادة 483 من قانون العقوبات المغربي، التي تقضي بسجنهم حتى عامين إن ثبتت عليهم التهمة.
كما يواجه أحد الصبيين تهمة التحرش بقاصر، بمقتضى المادة 484 من القانون المغربي، وذلك بسبب تقبيله فتاة في الرابعة عشرة من عمرها، ما يعرضه للسجن بين عامين وخمسة أعوام. وكان اعتقال المراهقين الثلاثة أشعل سجالًا حادًا في المجتمع المغربي في فرنسا، إذ أقيمت تظاهرة تقبيل حاشدة خارج السفارة المغربية في باريس، ويخطط لتظاهرات مشابهة في المغرب أيضًا.
تقرير فرنسي
وفي مدار التعاطي العالمي مع هذه القضية، وفي غياب أي موقف واضح من الحكومة المغربية، بثت القناة الفرنسية quot;كنال بلوسquot; تقريرًا الخميس عن الموضوع، شرحت فيه ملابسات منع مصورها من تصوير التقرير، بعد عرقلة اصدار المركز السينمائي المغربي التصريح اللازم للتصوير.
واتهم مراسل القناة الفرنسية رجال الأمن بمُضَايقته أثناء تنقله في مدينة الناظور، لإنجاز تقريره عن ملف مراهقي quot;القبلة الفايسبوكبةquot;، والجدل الذي واكب قضيتهم.
لكن ما ظهر من إجابات الناس الذين التقاهم المراسل أنهم يرون الأمر منافيًا لعادات وتقاليد منطقتهم الريفية المحافظة. ونقل عن أحدهم قوله: quot;إننا نرفض أن يستمر توظيف قضية المراهقين في عملية غسل دماغ مبرمجة، لإظهار المغرب وكأنه ما زال يعيش تخلفًا فكريًا، وتسليط الضوء على مسألة حقوق الانسان في المغربquot;.
التعليقات