أكد السناتور الأميركي والمرشح الرئاسي السابق جون ماكين أنه ما يزال يستخدم هاتفه المحمول، بالرغم من الضجة التي رافقت مسألة التنصت الأميركي على مواطنين أميركيين وعلى زعماء أوروبيين، في مقدمتهم أنجيلا ميركل.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: في خضم فضيحة تجسس الولايات المتحدة على ألمانيا، التي تم الكشف عنها مؤخرًا، أكد السناتور الأميركي والمرشح الرئاسي السابق جون ماكين أنه ما يزال يستخدم هاتفه المحمول، لأنه لا يقول شيئًا يخشى أن يذاع علانيةً.

وأبدى ماكين تفهمه لحالة الإحباط الشديدة التي تملكت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، عقب الكشف عن تورط وكالة الأمن القومي الأميركية في التنصت على هاتفها. وقال إنه يرفض ما حدث، موضحًا أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال اقتحام خصوصية أحد بهذا الشكل، من أجل الحصول على معلومات أيًا كان نوعها.

أوباما مسؤول

وأكد ماكين، في سياق مقابلة أجراها مع مجلة دير شبيغل الألمانية، أن هناك إشراف كاف من جانب الكونغرس على كافة الأجهزة الاستخباراتية، وأن هناك حكمًا مطلقًا بأن الوصول إلى أي معلومات سرية يبنى على الحاجة إلى معرفة المعلومات. وشدد ماكين في السياق عينه على أن من يتحملون مسؤولية ما حدث أخيرًا هم رئيس وكالة الأمن القومي ورئيس الولايات المتحدة واللجان الاستخباراتية في الكونغرس وجميع المقاولين الذين ندفع لهم أموال، وطالب بضرورة إجراء عملية تطهير.

وأكد أن تلك الحملة لا بد أن تبدأ بتقدم كيث ألكسندر، رئيس وكالة الأمن القومي، باستقالته أو إصدار قرار بإقالته، لافتًا إلى أن المشكلة هي أن أحدًا لم يعد يُحَاسَب في واشنطن، مستبعدًا معرفة أوباما المسبقة بعملية مراقبة الهاتف الخاص بالمستشارة الألمانية، لكنه أكد أنها مسؤوليته في المقام الأول والأخير، لأنه في النهاية رئيس البلاد.

وأضاف: quot;كان يتعين على أوباما أن يقدم اعتذاره لها على ما حدث، وكان على الأجهزة الاستخباراتية أن تتصرف بما لا يضر بالعلاقات مع دولة صديقة مثل ألمانياquot;.

حاول ماكين تهدئة الأجواء، مؤكدًا أن هناك أصدقاء يتجسسون على أصدقاء لهم، لكن في إطار حدود معينة لا يجب تجاوزها بأي شكل من الأشكال، وإلا فسيصبح ذلك خطأ. وبسؤاله عما يمكن للبيت الأبيض أن يقوم به من إجراءات للحد من تبعات الفضيحة، قال ماكين: quot;لست رئيسًا للولايات المتحدة ولن أنصح أوباما بما يمكنه أن يفعل، وإن كان أول شيء من المفترض القيام به هو الاعتذارquot;.

لن يعيدوه

ورأى ماكين أن ألمانيا لن تفكر مطلقًا في إمكانية منح حق اللجوء للموظف السابق بوكالة الأمن القومي الأميركية، ادوارد سنودن، من منطلق قوة العلاقات بين برلين وواشنطن.

وبخصوص إمكانية منحه حق اللجوء في روسيا، أكد ماكين أن هذا أمر مفروغ منه، وأن الرئيس فلاديمير بوتن سيمنحه حق اللجوء بكل تأكيد، موضحًا أن الروس يعرفون أنهم إذا أعادوه، فإن ذلك سيكون درسًا لباقي الأشخاص الذين قد ينشقون. وأضاف ماكين: quot;أنا على ثقة من أن سنودن أخبرهم كل شيء يعرفهquot;.

وسخر ماكين مما يقال عن أن سنودن لم يسلم الروس ما لديه من معلومات حساسة، قائلًا: quot;من يصدق أن سنودن لم يقم بذلك كمن يصدق أن الخنازير يمكنهاأن تطيرquot;.

وانتقد ماكين عدم قيام الأصدقاء في ألمانيا بأي دور في ما يتعلق بالصراع السوري، ثم انتقل للحديث عن الملف الإيراني، مشيرًا إلى أنهم لا يريدون أي تدابير تعني ببناء جسور الثقة مع طهران، وبالتالي تخفيف العقوبات، حيث أن ذلك هو الهدف الذي يسعى إليه المسؤولون الإيرانيون، والأهم هو هل سيوقفون التخصيب أم لا.